٥٤فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عقوبة للّذين لم ينكروا العجل كراهة القتال «٨» ، ___________ (١) تهذيب اللغة : ١٣/ ١٣١. (٢) في «ج» : الموعد. (٣) كذا في «ك» ، وأشار ناسخ الأصل في الهامش إلى ورود «منها» في نسخة أخرى. (٤) عن نسخة «ج». (٥) في قوله تعالى : ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ. (٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ١٠٨ دون عزو. (٧) سورة الأنفال : آية : ٢٩. قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ٢/ ٧١ : «و أولى هذه التأويلات بتأويل الآية ، ما روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد : من أنّ «الفرقان» ، الذي ذكر اللّه أنه آتاه موسى في هذا الموضع ، هو الكتاب الذي فرق به بين الحق والباطل ، وهو نعت للتوراة وصفة لها. فيكون تأويل الآية حينئذ : وإذ آتينا موسى التوراة التي كتبناها في الألواح وفرقنا بها بين الحق والباطل. فيكون «الكتاب» نعتا للتوراة أقيم مقامها استغناء به عن ذكر التوراة ، ثم عطف عليه ب «الفرقان» إذ كان من نعتها». (٨) نقله الماوردي في تفسيره : ١/ ١٠٩ عن ابن جريج ، وفيه أيضا : «فجعلت توبتهم بالقتل - الذي خافوه». [.....] وهو قتل البعض بعضا ، أو الاستسلام للقتل لأنه ليس للمرء بعد قتله نفسه حال مصلحة ولم يسقط بالتوبة ، لأنه وجب حدا. وحكى الحكم الرّعيني «١» أن خالدا القسري «٢» أرسله إلى قتادة «٣» يسأله عن حروف منها فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ، فقال : إنما هو «فاقتلوا» من الاستقالة «٤». ___________ (١) هو الحكم بن عمر - وقيل ابن عمرو بواو - الرّعيني : بضم الراء وفتح العين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. نسبة إلى ذي رعين من اليمن. عن الأنساب للسمعاني : ٦/ ١٣٩. ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : ٣/ ١٢٣ ، والذهبي في ميزان الاعتدال : ١/ ٥٧٨ ، والمغني في الضعفاء : ١/ ٢٧٣ ، وابن حجر في لسان الميزان : ٢/ ٤٢. وذكروا له رواية عن قتادة. ونقل الذهبي في الميزان عن يحيى بن معين قال : ليس بشيء ، لا يكتب حديثه. وعن النسائي قال : ضعيف. (٢) خالد القسري : (٦٦ - ١٢٦ ه). هو خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد القسري : بفتح القاف وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء المهملة نسبة إلى قسر ، بطن من قيس. كان خالد واليا على مكة في زمن الوليد بن عبد الملك ، ثم تولى إمارة العراق في عهد هشام بن عبد الملك واستمرت ولايته حتى عام ١٢٠ ه حيث عزله هشام ، وخلفه في إمارة العراق يوسف بن عمر الثقفي. وقتل سنة ١٢٦ ه. أخباره في : الأنساب للسمعاني : ١٠/ ١٤٤ ، وفيات الأعيان : ٢/ ٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء : ٥/ ٤٢٥ ، والبداية والنهاية : ١٠/ ١٩. (٣) قتادة : (٦٠ - ١١٧ ه). هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي البصري أبو الخطاب ، الإمام التابعي ، أخذ عن سعيد بن المسيب والحسن البصري وغيرهما ، وروى عنه أيوب السختياني ، ومعمر بن راشد ، والأوزاعي وغيرهم. ترجمته في : المعارف : ٤٦٢ ، وإنباه الرواة : ٣/ ٣٥ ، تذكرة الحفاظ : ١/ ١٢٢ ، طبقات المفسرين للداودي : ٢/ ٤٣. (٤) في نسخة «ج» : الاقتيال. وأورد ابن جني في المحتسب : ١ (٨٢ ، ٨٣) هذه الرواية من طريق ابن مجاهد ، ثم قال : «اقتال هذه افتعل ، ويصلح أن يكون عينها واوا كاقتاد ، وأن يكون ياء كاقتاس. وقول قتادة : إنها من الاستقالة يقتضي أن يكون عينها ياء لما حكاها أصحابنا عموما : من قلت الرجل في البيع بمعنى أقلته ، وليس في قلت دليل على أنه من الياء لقولهم : خفت ونمت وهما من الخوف والنوم ، لكنه في قولهم في مضارعه : أقيله ...». ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز : ١/ ٢٩٨ قول قتادة ، ثم قال : «و التصريف يضعف أن يكون من الاستقالة ، ولكن قتادة - رحمه اللّه - ينبغي أن يحسن الظن به في أنه لم يورد ذلك إلا بحجة من عنده». ونقل أبو حيان في البحر المحيط : ١/ ٢٠٨ عن الثعلبي قال : «فأما فأقيلوا» فهو أمر من الإقالة وكأن المعنى : أن أنفسكم قد تورطت في عذاب اللّه بهذا الفعل العظيم الذي تعاطيتموه من عبادة العجل وقد هلكت فأقيلوها بالتوبة والتزام الطاعة وأزيلوا آثار تلك المعاصي بإظهار الطاعات». [٧/ أ] والمشهور عن قتادة أنه غشيتهم ظلمة ، فقاموا يتناجزون «١» فلما بلغ/ اللّه نقمته منهم انجلت الظلمة ، وسقطت الشّفار «٢» من أيديهم فكان ذلك للحي مصلحة وللمقتول شهادة «٣». والجهرة «٤» : ظهور الشيء بالمعاينة «٥» ، إلّا أنّ المعاينة ترجع إلى المدرك والجهرة إلى المدرك. وجهرت الجيش وأجهرتهم : إذا كثروا في عينك «٦». والصاعقة هنا : الموت «٧». ___________ (١) في اللسان : ٥/ ٤١٤ (نجز) : «المناجزة في القتال : المبارزة والمقاتلة ، وهو أن يتبارز الفارسان فيتمارسا حتى يقتل كل واحد منهما صاحبه أو يقتل أحدهما ... وتناجز القوم : تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا في ذلك». (٢) الشّفرة - بالفتح - : السكين العريضة العظيمة ، وجمعها شفر وشفار ، وشفرات السيوف : حروف حدّها. تهذيب اللغة : ١١/ ٣٥١ ، واللسان : ٤/ ٤٢٠ (شفر). (٣) نقله ابن كثير في تفسيره : ١/ ١٣١ عن قتادة ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ١/ ١٦٩ ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة أيضا. (٤) من قوله تعالى : وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة : ٥٥]. (٥) انظر معاني القرآن للأخفش : ١/ ٢٦٧ ، وتفسير الماوردي : ١/ ١٠٩ ، وتفسير البغوي : ١/ ٧٤. (٦) هذا النصّ في تهذيب اللغة للأزهري : ٦/ ٤٩ عن الأصمعي ، وانظر اللسان : ٤/ ١٥٠ ، وتاج العروس : ١٠/ ٤٩٠ (جهر). (٧) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٩ ، وقال : «يدلك على ذلك قوله : ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ، واختاره الزجاج في معاني القرآن : ١/ ١٣٧ ، وقال ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٨٣ : «هذا قول الأكثرين. وزعم أنهم لم يموتوا ، واحتجوا بقوله تعالى : وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً وهذا قول ضعيف ، لأن اللّه تعالى فرق بين الموضعين ، فقال هناك : فَلَمَّا أَفاقَ وقال ها هنا : ثُمَّ بَعَثْناكُمْ والإفاقة للمغشي عليه ، والبعث للميت» ا ه. وانظر تفسير المشكل لمكي : ٩٢ ، وتفسير الماوردي : ١/ ١٠٩ ، وتفسير البغوي : ١/ ٧٤. كما في قوله تعالى «١» : فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ. |
﴿ ٥٤ ﴾