١٢٨

وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ : هو تسليم النّفس وإخلاص العمل ، أو بما يكون من اللّه ليثبّت به العبد على الإسلام.

وَتُبْ عَلَيْنا : على وجه السّنّة والتعليم ليقتدى بهما فيه ، أو هي

___________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٣/ ١٤ عن الحسن ، ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ١٥٤ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ١٤٠ عن الحسن أيضا.

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ٣/ ١٤ عن الحسن ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ١٤٠ ، والرازي في تفسيره : ٤/ ٤٢ عن الحسن أيضا.

قال الطبريّ - رحمه اللّه - : «و الصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن اللّه عز وجل أخبر عباده أنه اختبر إبراهيم خليله بكلمات أوحاهن إليه ، وأمره أن يعمل بهن فأتمهن ، كما أخبر اللّه جل ثناؤه عنه أنه فعل ، وجائز أن تكون بعضه. لأن لإبراهيم صلوات اللّه عليه قد كان امتحن فيما بلغنا بكل ذلك ، فعمل به ، وقام فيه بطاعة اللّه وأمره الواجب عليه فيه.

وإذا كان ذلك كذلك فغير جائز لأحد أن يقول : عنى اللّه بالكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم شيئا من ذلك بعينه دون شيء ، ولا عنى به كل ذلك ، إلا بحجة يجب التسليم : من خبر عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ، أو إجماع من الحجة. ولم يصح في شيء من ذلك خبر عن الرسول بنقل الواحد ، ولا بنقل الجماعة التي يجب التسليم لما نقلته ...».

(٣) نصّ عليه الطبريّ في تفسيره : ٣/ ٢٥ ، وأورد نحوه الزجاج في معانيه : ١/ ٢٠٦ ، وقال :

«و الأصل في «مثابة» مثوبة ، ولكن حركة الواو نقلت إلى التاء ، وتبعت الواو الحركة فانقلبت ألفا ، وهذا إعلال إتباع ، تبع «مثابة» باب «ثاب» ، وأصل ثاب ثوب ، ولكن الواو قلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، لا اختلاف بين النّحويين في ذلك».

وانظر تفسير القرطبي : ٢/ ١١٠ ، والدر المصون : ٢/ ١٠٤.

للتوبة «١» في الصغائر والعصمة «٢» منها.

﴿ ١٢٨