١٩٨

أَفَضْتُمْ : دفعتم بكثرة منها إلى مزدلفة كفيض الإناء عند الامتلاء.

والإفاضة : سرعة الرّكض ، وأفاضوا في الحديث : اندفعوا فيه «٣».

وصرف عَرَفاتٍ مع التأنيث والتعريف لأنها اسم واحد على حكاية الجمع «٤».

وعرفات من تعارف النّاس في ذلك المجمع «٥» ،

___________

(١) ذكره النحاس في إعرابه : ١/ ٢٩٥.

(٢) برفع «الرفث والفسوق» وتنوينهما ، وفتح «جدال» بغير تنوين ، وهي قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد : ١٨٠ ، والتبصرة لمكي : ١٥٩ فتكون «لا» الأولى للنهي ، أي : لا ترفثوا ولا تفسقوا ، وتكون «لا» الثانية لنفي الجنس التي تعمل عمل «ليس» ، على معنى نفي الجدال في أن الحج في ذي الحجة - أي لا جدال كائن في الحج وأنه فيه - أما «الرفث والفسوق» فقد يفعلونهما فنهوا عنهما.

ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء : ١/ ١٢٠ ، وتفسير الطبري : (٤/ ١٥٣ ، ١٥٤) ، والكشف لمكي : ١/ ٢٨٦.

(٣) ينظر ما سبق في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٧٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ١/ ٢٧٢ ، ومعاني القرآن للنحاس : ١/ ١٣٦ ، ومفردات الراغب : ٣٨٨ ، واللسان : ٧/ ٢١٢ (فيض).

(٤) هذا قول الزجاج في معانيه : ١/ ٢٧٢ ، وقال السّمين الحلبي في الدر المصون : ٢/ ٣٣١ :

«و التنوين في «عرفات» وبابه فيه ثلاثة أقوال ، أظهرها : أنه تنوين مقابلة ، يعنون بذلك أن تنوين هذا الجمع مقابل لنون جمع الذكور ...

الثاني : أنه تنوين صرف وهو ظاهر قول الزمخشري.

الثالث : أن جمع المؤنث إن كان له جمع مذكر كمسلمات ومسلمين فالتنوين للمقابلة وإلّا فللصرف كعرفات».

(٥) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٥/ ١٨٨ دون عزو.

وقيل «١» : من تعارف آدم وحواء هناك.

وقيل «٢» : كان جبريل يعرّف إبراهيم - عليه السلام - المناسك ، فلمّا صار بعرفات قال : عرفت.

والمشعر الحرام ما بين جبلي مزدلفة «٣» ، وقيل «٤» : الجبل الذي يقف عليه الإمام بجمع «٥».

___________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٢١٨ دون عزو ، ونقله البغوي في تفسيره : ١/ ١٧٤ عن الضحاك ، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز : ٢/ ١٧٤ ، وقال : «و الظاهر أنه اسم مرتجل كسائر أسماء البقاع».

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره : (٤/ ١٧٣ ، ١٧٤) عن ابن عباس من طريق وكيع بن مسلم القرشي ، عن أبي طهفة ، عن أبي الطفيل عن ابن عباس نحوه.

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه اللّه : «هذا إسناد مشكل لا أدري ما وجه صوابه. أما «وكيع بن مسلم القرشي» فما وجدت راويا بهذا الاسم ولا ما يشبهه.

والذي أكاد أجزم به أنه «وكيع بن الجراح» الإمام المعروف. وأن كلمة «بن» محرفة عن كلمة «عن» ، ثم يزيد الإشكال أن لم أجد من اسمه «مسلم القرشي» وإشكال ثالث ، أن «أبا طهفة» هذا لا ندري ما هو؟ واليقين - عندي - أن الإسناد محرف غير مستقيم» كما أخرج الطبري هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، من طريق ابن جريج قال :

قال ابن المسيب : قال علي بن أبي طالب وذكر نحوه. وهذا منقطع بين ابن جريج وسعيد بن المسيب ، وأخرج الطبري - نحوه - عن عطاء ، والسدي ، ونعيم بن أبي هند.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٥١٩ (سورة البقرة) عن عبد اللّه بن عمرو ، وضعّف محقق هذا الجزء من تفسير ابن أبي حاتم إسناد هذا الأثر ، لمحمد بن داود : مسكوت عنه ، وأبي حذيفة النهدي : صدوق سيء الحفظ ، وثابت بن هرمز : صدوق يهم. وأورد السيوطي هذا الخبر في الدر المنثور : ١/ ٥٣٦ ونسب إخراجه إلى وكيع ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٤/ ١٧٦ ، ١٧٧) عن ابن عباس ، وابن عمر ، وسعيد بن جبير ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ١/ ٥٣٩ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. [.....]

(٤) ذكره أبو حيان في البحر : ٢/ ٩٦.

(٥) أي : بمزدلفة. -

ينظر تفسير الطبري : ٤/ ١٧٩ ، ومعاني الزجاج : ١/ ٢٧٣ ، ونقل النحاس في معانيه : ١/ ١٣٨ عن قتادة قال : هي جمع ، وإنما سميت جمعا ، لأنه يجمع فيها بين صلاة المغرب والعشاء.

﴿ ١٩٨