٢٤٨

إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ : إذ كانوا فقدوه فأتاهم به الملائكة «٢».

فِيهِ سَكِينَةٌ : أي : في إتيانه بعد الافتقاد كما قال رسولهم.

وقيل «٣» : كانت فيه صورة يتيمّن بها في الخطوب والحروب.

___________

(١) في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٧٧ ، وتفسير الطبري : ٥/ ٣٠٠ : «هل تعدون».

قال السمين الحلبي في الدر المصون : ٢/ ٥١٦ : «و اعلم أن مدلول «عسى» إنشاء لأنها للترجي أو للإشفاق ، فعلى هذا : فكيف دخلت عليها «هل» التي تقتضي الاستفهام؟

فالجواب أن الكلام محمول على المعنى».

وقال الزمخشري في الكشاف : ١/ ٣٧٨ : «و المعنى : هل قاربتم أن لا تقاتلوا ، يعني : هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون ، أراد أن يقول : عسيتم أن لا تقاتلوا ، بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال ، فأدخل «هل» مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون ، وأراد بالاستفهام التقرير ، وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب في توقعه كقوله تعالى : هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ [سورة الإنسان : آية : ١] معناه التقرير».

وأورد السمين الحلبي قول الزمخشري الذي تقدم ثم قال : «و هذا من أحسن الكلام ، وأحسن من قول من زعم أنها خبر لا إنشاء ، مستدلا بدخول الاستفهام عليها».

(٢) هذا معنى قوله تعالى : تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ... الآية ، وانظر هذه القصة في تفسير الطبري : ٥/ ٣٢١.

(٣) ينظر الأقوال في المراد ب «السكينة» في هذه الآية في تفسير الطبري : (٥/ ٣٢٦ - ٣٢٩) ، وتفسير الماوردي : ١/ ٢٦٣ ، وتفسير البغوي : ١/ ٢٢٩ ، وزاد المسير : ١/ ٢٩٤ ، وتفسير ابن كثير : ١/ ٤٤٥.

وعقّب الطبري - رحمه اللّه - على هذه الأقوال بقوله : «و أولى هذه الأقوال بالحق في معنى «السكينة» ما قاله عطاء بن أبي رباح : من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها.

وذلك أن «السكينة» في كلام العرب «الفعلية» ، من قول القائل : «سكن فلان إلى كذا وكذا» إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه».

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٢/ ٣٦١ : «و الصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم ، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك ، وتأنس به وتقوى ...».

وَبَقِيَّةٌ : قيل «١» إنها الكتب ، وقيل «٢» : عصا موسى وعمامة هارون.

﴿ ٢٤٨