٥٤

وَمَكَرَ اللَّهُ : على مزاوجة الكلام «٧» ، أو هو على تمام معنى المكر

___________

(١) من قوله تعالى : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ [آية : ٤٦].

(٢) ذكره السّمين الحلبي في الدر المصون : ٣/ ٢٠٨ ، وقال : «كقوله : يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ :

أي : للحق ، كذا قدّره الفارسي».

(٣) معاني النحاس : ١/ ٤٠٥ ، وتفسير القرطبي : ٤/ ٩٧ ، والدر المصون : (٣/ ٢٠٧ ، ٢٠٨).

(٤) تفسير الطبري : ٦/ ٤٥٠ ، ومعاني الزجاج : ١/ ٤١٧ ، ومعاني النحاس : ١/ ٤٠٦ ، وقال الراغب في المفردات : ١٣٥ : «حوّرت الشيء بيضته ودوّرته ، ومنه الخبز الحوّار.

والحواريّون أنصار عيسى صلّى اللّه عليه وسلّم ، وقيل : كانوا قصارين ...».

(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٩٥ ، ومعاني الزجاج : ١/ ٤١٧ ، وقال الزمخشري في الكشاف : ١/ ٤٣٢ «و منه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن».

(٦) عن نسخة «ج».

(٧) قال الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٢٥ : «و إنما جاز قوله : وَمَكَرَ اللَّهُ على مزاوجة الكلام وإن خرج عن حكمه ، نحو قوله : فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وليس الثاني اعتداء. وأصل المكر : الالتفاف ، ولذلك سمي الشجر الملتف ماكرا والمكر هو الاحتيال على الإنسان لالتفاف المكروه به ، والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إلى الإضرار ، والمكر : «التوصل إلى إيقاع المكروه به».

وقال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤١٩ : «المكر من الخلائق خبّ وخداع ، والمكر من اللّه المجازاة على ذلك ، فسمى باسم ذلك لأنه مجازاة عليه كما قال عز وجل : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ فجعل مجازاتهم على الاستهزاء بالعذاب ، لفظه لفظ الاستهزاء.

وكما قال جل وعز : وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالأولى سيئة والمجازاة عليها سميت باسمها ، وليست في الحقيقة سيئة.

منا من إرادة ضرر الممكور به بتدبير خفيّ ، وكانوا أرادوا قتل نبيهم فقتل اللّه صاحبهم تطيانوس «١».

﴿ ٥٤