٨١

لَما آتَيْتُكُمْ : لام التّحقيق على «ما» الجزاء «٥» ، ومعناه : لمهما

___________

(١) وهو قول الزجاج في معانيه : ١/ ٤٣٤ وقال : «ثم استأنف فقال عز وجل : مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ أي فإن اللّه يحبه. ويجوز أن يكون استأنف جملة الكلام بقوله : بَلى لأن قولهم : ليس علينا فيما نفعل جناح كقولهم : نحن أهل تقوى في فعلنا هذا فأعلم اللّه أن أهل الوفاء بالعهد والتقى يحبهم اللّه ، وأنهم المتقون ...».

وقال مكي في كتابه شرح كلا وبلى ونعم : ٨٤ : «الوقف على بَلى حسن جيد ، لأنها جواب النفي في قولهم : لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ. فالمعنى : بلى عليكم فيهم سبيل. ويدل على حسن الوقف على بَلى أن ما بعدها ابتداء وخبر ، وهو قوله تعالى :

مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ ف «من» شرط في موضع الابتداء ، وفَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ الخبر ، والفاء جواب شرط».

(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٩٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٧ ، وتفسير الطبري : ٦/ ٥٣٦ ، ومعاني القرآن للنحاس : ١/ ٤٢٨ ، والمحرر الوجيز : ٣/ ١٨٤.

(٣) نسب هذا القول إلى المبرد في تفسير البغوي : ١/ ٣٢١ ، وتفسير الفخر الرازي : ٨/ ١٢٣.

(٤) هذا قول سيبويه في الكتاب : ٣/ ٣٨٠.

وقال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٣٤٥ : «و الربانيون أرباب العلم والبيان ، أي كونوا أصحاب علم وإنما زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب ، كما قالوا للكبير اللحية لحياني ...».

وانظر تفسير الماوردي : ١/ ٣٣٢ ، وزاد المسير : ١/ ٤١٣ ، والدر المصون : ٣/ ٢٧٥.

(٥) المقتضب : ٤/ ٤١٣.

وصرّح المؤلف في كتابه وضح البرهان : ١/ ٢٤٩ بالنقل عن المبرد ، وأورد النص الذي ذكره هنا.

آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به.

أو هي لام الابتداء ، و«ما» بمعنى «الذي» «١» ، أي : الذي آتيتكم لتؤمنن به ، ولام لَتُؤْمِنُنَّ لام القسم ، كقولك لزيد : واللّه لتأتينه.

ومن قرأ : لَما «٢» آتَيْتُكُمْ كان من أجل : ما آتيتكم أخذ الميثاق «٣» ، أو يكون بمعنى بعد «٤» ، أي : بعد ما آتيتكم كقولك : لثلاث خلون.

وقرئ لما «٥» ويعود معنى الكلام إلى الشرط ، كقولك : لمّا جئتني أكرمتك.

﴿ ٨١