١٤٢

وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ معناه حدوث معلوم لا حدوث علم «٣».

وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ : نصب يَعْلَمِ على الصّرف عن العطف ، إذ ليس المعنى نفي الثاني حتى يكون عطفا على نفي الأول ، بل على منع اجتماع الثاني والأول «٤» ، كما ...............

___________

(١) نصّ هذا الكلام في تفسير الفخر الرازي : (٩/ ١٧ ، ١٨) ، وانظر معاني القرآن للزجاج : (١/ ٤٧٠ ، ٤٧١) ، ومعاني القرآن للنحاس : ١/ ٤٨٢.

قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٣/ ٣٤١ : «دخلت الواو لتؤذن أنّ اللّام متعلقة بمقدّر في آخر الكلام ، تقديره : وليعلم اللّه الذين آمنوا فعل ذلك ، وقوله تعالى : وَلِيَعْلَمَ معناه : ليظهر في الوجود إيمان الذين قد علم أزلا أنهم يؤمنون ، وليساوق علمه إيمانهم ووجودهم ، وإلا فقد علمهم في الأول وعلمه تعالى لا يطرأ عليه التغيير ...».

(٢) قال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٧١ : «و تأويل المحص في اللغة التنقية والتخليص» ، ونقل عن المبرد : «يقال : محص الحبل محصا ، إذا ذهب منه الوبر حتى يملص وحبل محص أو ملص بمعنى واحد ، وتأويل قول الناس : محص عنا ذنوبنا ، أي : أذهب عنا ما تعلق بنا من الذنوب».

وانظر معاني القرآن للنحاس : ١/ ٤٨٣ ، والمحكم لابن سيده : ٣/ ١٢٤ ، ومفردات الراغب : ٤٦٤.

(٣) معاني القرآن للنحاس : ١/ ٤٨٤ ، وقال الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ٢٠ : «ظاهر الآية يدل على وقوع النفي على العلم ، والمراد وقوعه على نفي المعلوم ، والتقدير : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يصدر الجهاد عنكم ، وتقريره أن العلم متعلق بالمعلوم ، كما هو عليه ، فلما حصلت هذه المطابقة لا جرم ، حسن إقامة كل واحد منهما مقام الآخر».

(٤) هذا مذهب البصريين في توجيه إعراب هذه الآية ، وقال الكوفيون : إن النّصب كان بواو الصّرف ، وإنه كان من حق هذا الفعل أن يعرب بإعراب ما قبله ، فلما جاءت الواو صرفته إلى وجه آخر من الإعراب.

- ينظر هذه المسألة في الإنصاف لابن الأنباري : (٥٥٥ ، ٥٥٦) ، والتبيان للعكبري : ١/ ٢٩٥ ، والبحر المحيط : ٣/ ٦٦ ، والدر المصون : ٣/ ٤١١.

قيل «١» :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

﴿ ١٤٢