١٥٩

فَبِما رَحْمَةٍ : فبأيّ رحمة من اللّه «٢» ، تعظيما للنّعمة عليه فيما أعانه من اللّين لهم ، وإلّا لَانْفَضُّوا عنه هيبة وخوفا فيطمع العدو.

و«الفظّ» : الجافي الغليظ «٣» ، و«الافتظاظ» شرب ماء الكرش لجفائه على الطبع «٤».

لَانْفَضُّوا : ذهبوا. فضّ الماء وافتضه : صبّه ، و«الفضيض» : الماء السائل «٥».

وَشاوِرْهُمْ : أي : فيما ليس عندك فيه وحي من أمور الحرب «٦».

___________

(١) قال المؤلف في وضح البرهان : ١/ ٢٦٣ : «اللام الأولى حلف من أنفسهم ، والثانية جواب كأنه : واللّه إن متم لتحشرون».

وانظر التبيان للعكبري : ١/ ٣٠٥ ، والبحر المحيط : (٣/ ٩٦ ، ٩٧) ، والدر المصون : ٣/ ٤٥٩.

(٢) ذكر الفخر الرازي هذا الوجه في تفسيره : (٩/ ٦٤ ، ٦٥) ، ونص كلامه في التفسير : «و هاهنا يجوز أن تكون «ما» استفهاما للتعجب تقديره : فبأي رحمه من اللّه لنت لهم ، وذلك لأن جنايتهم لما كانت عظيمة ثم أنه ما أظهر ألبتة ، تغليظا في القول ، ولا خشونة في الكلام ، علموا أن هذا لا يتأتى إلا بتأييد رباني وتسديد إلهي ، فكان ذلك موضع التعجب من كمال ذلك التأييد والتسديد ، فقيل : فبأي رحمة من اللّه لنت لهم ، وهذا هو الأصوب عندي».

وأورد ابن حيان في البحر : ٣/ ٩٨ قول الرازي هذا وخطّأه ثم قال : «و كان يغنيه عن هذا الارتباك والتسلق إلى ما لا يحسنه والتسور عليه قول الزجاج في «ما» هذه أنها صلة فيها معنى التوكيد بإجماع النحويين». [.....]

(٣) ينظر تفسير الطبري : ٧/ ٣٤١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ١/ ٤٨٣ ، ومعاني النحاس : ١/ ٥٠١ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٣٤٠.

(٤) في معاني القرآن للزجاج : ١/ ٤٨٣ : «و الفظ ماء الكرش والفرث ، وسمّي فظا لغلظ مشربه».

وانظر الفائق للزمخشري : ٤/ ١٠٢ ، والنهاية لابن الأثير : ٣/ ٤٥٤.

(٥) النهاية : ٣/ ٤٥٤ ، واللسان : ٧/ ٢٠٨ (فضض).

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٧/ ٣٤٣ ، ٣٤٤) ، عن قتادة. وذكره الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٨٣ ، والنحاس في معانيه : ١/ ٥٠١ ، والماوردي في تفسيره : ١/ ٣٤٩.

وهذا الأمر لتأليفهم والرفع من قدرهم «١». وقيل : للاقتداء به.

﴿ ١٥٩