١٧٩

وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ : في تمييز المؤمنين من المنافقين لما فيه من رفع المحنة «٤».

وجمع بين الزّبر والكتاب «٥» لاختلاف المعنى فهو زبور لما فيه من الزّبر والزّجر «٦» ، وكتاب لضم الحروف وجمع الكلمات «٧».

[٢٢/ أ] ١٩٤ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا : فائدة الدّعاء/ لما هو كائن إظهار الخضوع للرّبّ «٨» من العبد المحتاج إليه في كلّ حال.

___________

(١) سورة الكهف : آية : ٢.

قال الفراء في معاني القرآن : ١/ ٢٤٨ : «المعنى : لينذركم بأسا شديدا ، البأس لا ينذر وإنما ينذر به».

وانظر تفسير الطبري : ٧/ ٤١٧ ، ومعاني القرآن للنحاس : ١/ ٥١٢.

(٢) الآية بتمامها : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ.

(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ١٠٩ ، وتفسير الطبري : ٧/ ٤٢١.

(٤) ذكر الطبري في تفسيره : ٧/ ٤٢٧ ، والقرطبي في تفسيره : ٤/ ٢٨٩ وقال : «و هذا قول أكثر أهل المعاني».

(٥) في قوله تعالى : فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ : ١٨٤.

(٦) قال الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٩٥ : «و الزبور كل كتاب ذو حكمة».

وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ١٢٨ قول الزجاج ثم قال : وعلى هذا الأشبه أن يكون معنى الزبور من الزبر الذي هو الزجر ، يقال : زبرت الرجل إذا زجرته عن الباطل ، وسمّي الكتاب زبورا لما فيه من الزبر عن خلاف الحق ، وبه سمي زبور داود لكثرة ما فيه من الزواجر والمواعظ».

وانظر هذا المعنى في تفسير القرطبي : ٤/ ٢٩٦ ، والبحر المحيط : ٣/ ١٣٣ ، والدر المصون : ٣/ ٥١٩.

(٧) اللسان : ١/ ٦٩٨ (كتب).

(٨) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٥٦ ، والفخر الرازي في تفسيره : (٩/ ١٥٢ ، ١٥٣) وقال :

«هاهنا سؤال : وهو أن الخلف في وعد اللّه محال ، فكيف طلبوا بالدعاء ما علموا أنه لا محالة واقع؟ والجواب عنه من وجوه : الأول : أنه ليس المقصود من الدعاء طلب الفعل ، بل المقصود منه إظهار الخضوع والذلة والعبودية ، وقد أمرنا بالدعاء في أشياء نعلم قطعا أنها توجد لا محالة ، كقوله : قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ، وقوله : فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ا ه.

﴿ ١٧٩