١٠إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً : لما كانت غايتهم النّار «٣». ___________ (١) تفسير الماوردي : ١/ ٣٦٥ ، وزاد نسبته إلى إبراهيم النخعي ، ومكحول ، وقتادة. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٧/ ٥٨٧ عن إبراهيم النخعي. قال الطبري رحمه اللّه (٧/ ٥٩٣ ، ٥٩٤) : «و أولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : «المعروف» الذي عناه اللّه تبارك وتعالى في قوله : وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ أكل مال اليتيم عند الضرورة والحاجة إليه ، على وجه الاستقراض منه فأما على غير ذلك الوجه ، فغير جائز له أكله. وذلك أن الجميع مجمعون على أن والي اليتيم لا يملك من مال يتيمه إلّا القيام بمصلحته : فلما كان إجماعا منهم أنه غير مالكه ، وكان غير جائز لأحد أن يستهلك مال أحد غيره ، يتيما كان ربّ المال أو مدركا رشيدا ، وكان عليه إن تعدى فاستهلكه بأكل أو غيره ، ضمانة لمن استهلكه عليه ، بإجماع من الجميع ، وكان والي اليتيم سبيله سبيل غيره في أنه لا يملك مال يتيمه كان كذلك حكمه فيما يلزمه من قضائه إذا أكل منه ، سبيله سبيل غيره ، وإن فارقه في أن له الاستقراض منه عند الحاجة إليه ، كما له الاستقراض عليه عند حاجته إلى ما يستقرض عليه ، إذا كان قيّما بما فيه مصلحته ...». [.....] (٢) ينظر تفسير الطبري : ٧/ ٥٩٧ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٢٣ ، وأسباب النزول للواحدي : (١٣٧ ، ١٣٨) ، وتفسير ابن كثير : ٢/ ١٩١. (٣) ذكر - نحوه - النحاس في معاني القرآن : ٢/ ٢٧ حيث قال : هذا مجاز في اللّفظ ، وحقيقته في اللغة : «أنه لما كان ما يأكلون يؤديهم إلى النار ، كانوا بمنزلة من يأكل النار ، وإن كانوا يأكلون الطيبات». وانظر تفسير الفخر الرازي : ٩/ ٢٠٧. وفي الآية قول آخر وهو إجراؤها على ظاهرها ، وقد أخرج الطبريّ في تفسيره : (٨/ ٢٦ ، ٢٧) عن السدي قال : «إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلما ، يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه ومن أذنيه وأنفه وعينيه ، يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم ، وأخرج عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال : حدثنا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن ليلة أسري به ، قال : نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل ، وقد وكّل بهم من يأخذ بمشافرهم ، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم ، قلت : يا جبريل ، من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا». وأورد ابن كثير هذا الأثر في تفسيره : ٢/ ١٩٤ وعزاه إلى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ولم يعلّق عليه. وَسَيَصْلَوْنَ : صلي النّار وبالنّار يصلى صلاء : إذا لزمها «١». وَسَيَصْلَوْنَ : بالضم «٢» من صليته [أصليه ] «٣» نارا ، لازم ومتعد. وفي الحديث «٤» : «أتي بشاة مصليّة» أي : مشويّة «٥». |
﴿ ١٠ ﴾