٣٦بِما حَفِظَ اللَّهُ : بما حفظهن اللّه في مهورهن ونفقتهن «٤». وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى : القريب والمعارف. وعن ميمون «٥» بن مهران أنه الذي يتوصّل إليك بجوار قرابتك. ___________ (١) راجع رواية البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما التي تقدمت قبل. (٢) تفسير الطبري : (٨/ ٢٩١ ، ٢٩٢) ، وأسباب النزول للواحدي : (١٨٢ ، ١٨٣) ، وتفسير البغوي : ١/ ٤٢٢. (٣) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٤٧. وذكره النحاس في معاني القرآن : ٢/ ٧٧. وقيل في معنى : قانِتاتٌ أي : مطيعات. ينظر تفسير الطبري : ٨/ ٢٩٤ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٧٧ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٣٨٥. (٤) عن معاني القرآن للنحاس : ٢/ ٧٨. وانظر تفسير الطبري : ٨/ ٢٩٦. (٥) ميمون بن مهران : (٣٧ - ١١٧ ه). هو ميمون بن مهران الجزري الرقي ، أبو أيوب ، الإمام التابعي ، الفقيه المشهور. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : ٥٥٦ : «ثقة فقيه ، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز ، وكان يرسل ، من الرابعة». راجع ترجمته في : طبقات الفقهاء للشيرازي : ٧٧ ، تذكرة الحفاظ : ١/ ٩٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٥/ ٧١ ، وقد أخرج الطبري عنه هذا القول في تفسيره : ٨/ ٣٣٦ ، ثم قال : «و هذا القول قول مخالف المعروف من كلام العرب. وذلك أن الموصوف بأنه «ذو القرابة» في قوله : وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ، الجار دون غيره. فجعله قائل هذه المقالة جار ذي القرابة. ولو كان معنى الكلام كما قال ميمون بن مهران لقيل : «و جار ذي القرابة» ، ولم يقل : وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ، فكان يكون حينئذ - إذا أضيف «الجار» إلى ذي القربى الوصية ببر جار ذي القرابة ، دون الجار ذي القربى. وأما و«الجار» بالألف واللام ، فغير جائز أن يكون «ذي القربى» إلا من صفة «الجار». وإذا كان ذلك كذلك ، كانت الوصية من اللّه في قوله : وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ببرّ الجار ذي القربى ، دون جار ذي القرابة. وكان بينا خطأ ما قال ميمون بن مهران في ذلك». وانظر رد ابن عطية لقول ميمون في المحرر الوجيز : ٤/ ٥٢. وَالْجارِ الْجُنُبِ : الغريب «١». والجنب صفة على «فعل» كناقة أجد. ومن قرأ «٢» : وَالْجارِ الْجُنُبِ فتقديره : ذي الجنب ، أي : النّاحية «٣». وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ : الزّوجة «٤». وقيل «٥» : رفيق السّفر الذي ينزل بجنبك. ___________ (١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ١٢٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٢٦ ، وتفسير الطبري : ٨/ ٣٣٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٥٠. (٢) بفتح الجيم وسكون النون ، وهي قراءة عاصم في رواية المفضل عنه. وقراءة الأعمش ، ينظر تفسير الفخر الرازي : ١٠/ ١٠٠ ، وتفسير القرطبي : ٥/ ١٨٣ ، والبحر المحيط : ٣/ ٢٥٤ ، والدر المصون : ٣/ ٦٧٦. (٣) معاني القرآن للأخفش : ١/ ٤٤٦. (٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٨/ ٣٤٢ ، ٣٤٣) عن علي بن أبي طالب ، وعبد اللّه ابن مسعود ، وابن عباس ، وإبراهيم النخعي. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٥٣٢ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن علي رضي اللّه عنه. ونسبه إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن ابن مسعود رضي اللّه عنه. [.....] (٥) ذكره أبو عبيد في مجاز القرآن : ١/ ١٢٦ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٢٧ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (٨/ ٣٤٠ - ٣٤٢) ، عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، وعكرمة ، والسدي ، والضحاك. قال الطبري رحمه اللّه : «و الصواب من القول في تأويل ذلك عندي : أن معنى «الصاحب بالجنب» ، الصاحب إلى الجنب ، كما يقال : «فلان بجنب فلان ، وإلى جنبه» ، وهو من قولهم : «جنب فلان فلانا فهو يجنبه جنبا» ، إذا كان لجنبه ... وقد يدخل في هذا : الرفيق في السفر ، والمرأة والمنقطع إلى الرجل الذي يلازمه رجاء نفعه ، لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريب منه. وقد أوصى اللّه تعالى بجميعهم ، لوجوب حق الصاحب على المصحوب». وَابْنِ السَّبِيلِ : الضّيف ، يجب قراه وتبليغه مقصده «١». |
﴿ ٣٦ ﴾