٤٦

وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ يقولونه على أنّا نريد : لا تسمع ما تكره ، وقصدهم الدّعاء بالصّمم ، أي : لا سمعت «٤».

وَراعِنا : شتم عندهم «٥». وقيل «٦» : أرعنا سمعك ، أي : اجعل

___________

(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ٨/ ٣٩٠ عن قتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٥٥٠ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن سعيد بن جبير.

(٢) معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٥٧. وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ١٠/ ١٢٠ فوائد في ورود الباء هنا فقال :

«الأول : لو قيل : كفى اللّه ، كان يتصل الفعل بالفاعل. ثم هاهنا زيدت الباء إيذانا بأن الكفاية من اللّه ليست كالكفاية من غيره في الرتبة وعظم المنزلة.

الثاني : قال ابن السراج : تقدير الكلام : كفى اكتفاؤك باللّه وليا ، ولما ذكرت «كفى» دل على الاكتفاء ، لأنه من لفظه ، كما تقول : من كذب كان شرا له ، أي : كان الكذب شرا له ، فأضمرته لدلالة الفعل عليه.

الثالث : يخطر ببالي أن الباء في الأصل للإلصاق ، وذلك إنما يحسن في المؤثر الذي لا واسطة بينه وبين التأثير ، ولو قيل : كفى اللّه ، دل ذلك على كونه تعالى فاعلا لهذه الكفاية ، ولكن لا يدل ذلك على أنه تعالى يفعل بواسطة أو بغير واسطة ، فإذا ذكرت حرف الباء دل على أنه يفعل بغير واسطة ...».

(٣) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(٤) ينظر تفسير الطبري : ٨/ ٤٣٤ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٣٩٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٠/ ١٢٢.

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٩٦ ، وقال : «فأطلع اللّه نبيّه عليها فنهاهم عنها».

(٦) معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٥٩.

وقال الفخر الرازي في تفسيره : ١٠/ ١١٩ : «كانوا يلوون ألسنتهم حتى يصير قولهم : راعنا راعينا ، وكانوا يريدون أنك كنت ترعى أغناما لنا».

سمعك لكلامنا مرعى ، فذلك اللّي والتحريف.

إِلَّا قَلِيلًا : إيمانا قليلا «١».

﴿ ٤٦