٦٢

فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ : أي : قتل صاحبهم بما ردّ حكم النّبيّ «٤» صلّى اللّه عليه وسلّم.

إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً : أي : ما أردنا بطلبنا دم صاحبنا إلّا الإحسان

___________

(١) قيل : هم الأمراء. أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٨/ ٤٩٧ ، ٤٩٨) عن أبي هريرة رضي اللّه عنه وابن زيد.

وعزاه الماوردي في تفسيره : ١/ ٤٠٠ إلى ابن عباس ، وأبي هريرة ، والسدي ، وابن زيد.

وقيل : هم أهل العمل والفقه. أخرجه الطبري في تفسيره : (٨/ ٤٩٩ - ٥٠١) عن جابر بن عبد اللّه ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء بن السائب ، والحسن ، وأبي العالية.

وقيل : هم أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. وقيل : إنهم أبو بكر وعمر. وعقب الطبري رحمه اللّه على هذه الأقوال بقوله : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان للّه طاعة ، وللمسلمين مصلحة».

(٢) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٣٠ ، وتفسير الطبري : ٨/ ٥٠٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٦٨ ، وقال النحاس في معاني القرآن : ٢/ ١٢٥ : «و هذا أحسن في اللغة ، ويكون من آل إلى كذا ويجوز أن يكون المعنى : وأحسن من تأويلكم».

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٨/ ٥١١ - ٥١٣) عن ابن عباس ، ومجاهد ، والربيع بن أنس ، والضحاك.

ونقله الواحدي في أسباب النزول : ١٩٣ عن ابن عباس من رواية الكلبي عن أبي صالح.

(٤) ذكر الماوردي في تفسيره : (١/ ٤٠٢ ، ٤٠٣) في سبب نزول هذه الآية قولين :

أحدهما : أن عمر رضي اللّه عنه قتل منافقا لم يرض بحكم رسول اللّه ، فجاء إخوانه من المنافقين يطالبون بدمه ، وحلفوا باللّه إننا ما أردنا في المطالبة بدمه إلا إحسانا إلى النساء ، وما يوافق الحق في أمرنا.

والثاني : أن المنافقين بعد القود من صاحبهم اعتذروا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في محاكمتهم إلى غيره بأن قالوا : ما أردنا في عدولنا عنك إلّا توفيقا بين الخصوم ، وإحسانا بالتقريب في الحكم دون الحمل على مرّ الحق ، فنزلت الآية». [.....]

وما/ يوافق الحق «١». [٢٤/ ب ]

﴿ ٦٢