٧٢

لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ : أي : المنافقين «٣». يبطّئون «٤» النّاس عن الجهاد.

ولام لَمَنْ لام الابتداء ولهذا دخلت على الاسم ، والثانية لام القسم ، دخلت مع نون التوكيد على الفعل «٥».

___________

(١) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٦٩.

(٢) هذا قول الأخفش في معاني القرآن : (١/ ٤٤٩ ، ٤٥٠).

وانظر تفسير الطبري : ٨/ ٥٣٣ ، والتبيان للعكبري : ١/ ٣٧١ ، والبحر المحيط : ٣/ ٢٨٨ ، والدر المصون : ٤/ ٢٤.

(٣) قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ٨/ ٥٣٨ : «و هذا نعت من اللّه تعالى ذكره للمنافقين ، نعتهم لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه ووصفهم بصفتهم فقال : وَإِنَّ مِنْكُمْ ، أيها المؤمنون ، يعني من عدادكم وقومكم ، ومن يتشبه بكم ، ويظهر أنه من أهل دعوتكم وملتكم ، وهو منافق يبطّئ من أطاعه منكم عن جهاد عدوكم وقتالهم إذا أنتم نفرتم إليهم «فإن أصابتكم مصيبة» ، يقول : فإن أصابتكم هزيمة ، أمرنا لكم قتل أو جراح من عدوكم - «قال قد أنعم اللّه عليّ إذا لم أكن معهم شهيدا» ، فيصيبني جراح أو ألم أو قتل ، وسرّه تخلفه عنكم ، شماتة بكم ...».

وتساءل الفخر الرازي في تفسيره : ١٠/ ١٨٣ بقوله : «إذا كان هذا المبطئ منافقا فكيف جعل المنافق قسما من المؤمن في قوله : وَإِنَّ مِنْكُمْ؟. قال : «و الجواب من وجوه :

الأول : أنه تعالى جعل المنافق من المؤمنين من حيث الجنس والنسب والاختلاط.

الثاني : أنه تعالى جعلهم من المؤمنين بحسب الظاهر لأنهم كانوا في الظاهر متشبهين بأهل الإيمان.

الثالث : كأنه قيل : يا أيها الذين آمنوا في زعمكم ودعواكم ، كقوله : يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ا ه.

(٤) قال الراغب في المفردات : ٥٢ : «أي يثبط غيره. وقيل يكثر هو التثبط في نفسه ، والمقصد من ذلك أن منكم من يتأخر ويؤخر غيره».

(٥) معاني القرآن للفراء : ١/ ٢٧٥ ، وتفسير الطبري : ٨/ ٥٢٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٧٥ ، والدر المصون : (٤/ ٢٨ ، ٢٩).

﴿ ٧٢