١٢٣

لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ : ليس ثواب اللّه بأمانيكم «٤».

___________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٩/ ٢١٨ - ٢٢٠) عن ابن عباس ، وإبراهيم النخعي ، والحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وابن زيد.

وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٣٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ١١٠ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ١٩٥ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٤٢٤ ، والدر المنثور : ٢/ ٦٩٠.

(٢) هو أنس بن مالك الصّحابي الجليل رضي اللّه عنه.

وأخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ١٤٠ ، والطبري في تفسيره : ٩/ ٢١٥. عن أنس رضي اللّه تعالى عنه.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٢/ ٦٨٨ ، ٦٨٩) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن أنس أيضا.

قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ٩/ ٢٢٢ : «و أولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك ، قول من قال : معناه : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ، قال : دين اللّه. وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه ، وهي قوله تعالى : فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [سورة الروم : ٣٠].

وإذا كان ذلك معناه ، دخل في ذلك فعل كل ما نهى اللّه عنه : من خصاء ما لا يجوز خصاؤه ، ووشم ما نهى عن وشمة ووشره ، وغير ذلك من المعاصي ودخل فيه ترك كل ما أمر اللّه به».

(٣) قال أبو حيان في البحر المحيط : ٣/ ٣٥٥ : «القيل والقول واحد ، أي : لا أحد أصدق قولا من اللّه ، وهي جملة مؤكدة - أيضا - لما قبلها. وفائدة هذه التواكيد المبالغة فيما أخبر به تعالى عباده المؤمنين بخلاف مواعيد الشيطان وأمانيه الكاذبة المخلفة لأمانيه».

(٤) عن معاني القرآن للزجاج : ٢/ ١١١. ونص كلام الزجاج هناك : «اسم ليس» مضمر المعنى : ليس ثواب اللّه بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ، وقد جرى ما يدل على إضمار الثواب ، وهو قوله : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أي إنما يدخل الجنة من آمن وعمل صالحا. ليس كما يتمنى أهل الكتاب ، لأنهم كانوا يزعمون أنهم أبناء اللّه وأحباؤه ، وقالوا : - لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً فأعلم اللّه - عز وجل - أن دخول الجنة وثواب اللّه على الحسنات والسيئات ليس بالأماني ولكنه بالأعمال ...».

وانظر معاني القرآن للنحاس : ٢/ ١٩٧ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٤٢٤ ، وزاد المسير : ٢/ ٢٠٩.

﴿ ١٢٣