٢

لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ : مناسك الحج وعلاماته «٢».

وقيل «٣» : الهدايا المشعرة ، أي : المطعونة. وفي الحديث «٤» :

«لا سلب إلّا لمن أشعر أو قتل» أي : طعن.

وَلَا الْهَدْيَ : ما يهدى إلى البيت ، فلا يذبح حتى يبلغ الحرم «٥».

وَلَا الْقَلائِدَ : كانوا يقلّدون «٦» من لحاء شجر «٧» الحرم ليأمنوا ، أي : فلا تقتلوا من تقلد به «٨».

___________

(١) أخرج عبد الرزاق في مصنفه : ٤/ ٥٢٩ ، كتاب المناسك ، باب «الثعلب والقرد» عن مجاهد أنه سئل عن أكل القرد ، فقال : «ليس من بهيمة الأنعام».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٣/ ٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد أيضا.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٩/ ٤٦٣ عن ابن عباس ومجاهد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ١/ ٤٤٠ عن ابن عباس ومجاهد ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٢/ ٣٧٢ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ١٤٦ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٢٥٠ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٢/ ٧ عن أبي عبيدة وقال : «و الإشعار من الشعار ، وهي العلامة ، وأشعارها :

أعلامها بما يعرف أنها هدي ، والاشعار هاهنا : أن يطعن في صحفة سنام البعير بحديدة حتى يسيل الدم ، فيكون ذلك علامة أنها هدي».

(٤) أخرجه الخطابي في غريب الحديث : ٣/ ١٣٦ بلفظ : «لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله» عن مكحول ، وهو في الفائق للزمخشري : ٢/ ٢٥٠ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ١/ ٥٤٣ ، والنهاية : ٢/ ٤٧٩.

قال الخطابي رحمه اللّه : «قوله : أشعر علجا : أي أثخنه جراحا. يقال : أشعرت الرجل ، إذا جرحته فسال دمه. ومنه إشعار البدن ، وهو أن تطعن بالحربة في سنامها ...».

(٥) تفسير الطبري : ٩/ ٤٦٦.

(٦) لحاء الشجرة : - بكسر اللّام - : قشرها.

اللسان : ١٥/ ٢٤١ (لحا).

(٧) في «ج» : يتقلدون. [.....]

(٨) معاني القرآن للفراء : ١/ ٢٩٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٣٩ ، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٩/ ٤٦٨ ، ٤٦٩) عن عطاء ، ومجاهد ، والسدي ، وابن زيد.

وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس : ٢/ ٢٥١ ، وتفسير الماوردي : ١/ ٤٤١ ، وزاد المسير : ٢/ ٢٧٣.

وقيل «١» : على عكسه ، أي : لا تحلّوا التقلّد به لأنه عادة جاهلية ولئلا يتشذّب «٢» شجر الحرم.

وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ : أي : لا تحلّوا قاصدين البيت «٣».

وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ : لا يكسبنكم «٤». شَنَآنُ قَوْمٍ : أهل مكة ،

___________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٩/ ٤٦٩ عن عطاء ، ومطرّف بن الشخير.

وذكره البغوي في تفسيره : ٢/ ٧.

قال الطبري رحمه اللّه : «و الذي هو أولى بتأويل قوله : وَلَا الْقَلائِدَ - إذ كانت معطوفة على أول الكلام ، ولم يكن في الكلام ما يدل على انقطاعها عن أوله ، ولا أنه عني بها النهي عن التقلد أو اتخاذ القلائد من شي ء - أن يكون معناه : ولا تحلوا القلائد.

فإذا كان ذلك بتأويله أولى ، فمعلوم أنه نهي من اللّه جل ذكره عن استحلال حرمة المقلّد ، هديا كان ذلك أو إنسانا ، دون حرمة القلادة. وإن اللّه عز ذكره ، إنما دل بتحريمه حرمة القلادة ، على ما ذكرنا من حرمة المقلّد ، فاجتزأ بذكره «القلائد» من ذكر «المقلد» ، إذ كان مفهوما عند المخاطبين بذلك معنى ما أريد به».

(٢) في أساس البلاغة : ١/ ٤٨٣ : «شذب الشجرة. ونخل مشذّب ، وطار عن النخل شذ به وهو ما قطع عنه».

وانظر اللسان : ١/ ٤٨٦ (شذب).

(٣) قال الفراء في معاني القرآن : ١/ ٢٩٩ : «نسخت هذه الآية الآية التي في التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية».

وانظر تفسير الطبري : ٩/ ٤٧١ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٢٥٢ ، والمحرر الوجيز : ٤/ ٣٢٣.

(٤) هذا نص قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٣٩ ، ونقله النحاس في معاني القرآن : ٢/ ٢٥٣ عن أبي عبيدة. ولم أقف على هذا القول له في كتابه مجاز القرآن.

وإنما قال : «مجازه : ولا يحملنكم ولا يعدينكم».

ينظر مجاز القرآن : ١/ ١٤٧.

قال الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ١٤٣ : «و المعنى واحد ، وقال الأخفش : لا يجنفنكم بغض قوم. وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد».

أَنْ صَدُّوكُمْ : عام الحديبية.

أَنْ تَعْتَدُوا : موضع «أن» الأولى مفعول له ، والثانية مفعول به «١» ، أي : لا يكسبنكم بغضكم قوما بصدّهم إياكم الاعتداء على هؤلاء الحجاج.

والمهلّ والمستهلّ : رافع صوته بذكر اللّه تعالى ، وفي حديث المولود «٢» :

«لا يورّث حتى يستهل صارخا».

﴿ ٢