٢فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ : نهي عن التعرض للحرج ، وفيه من البلاغة أن الحرج لو كان مما ينهى لنهينا عنك ، فانته أنت عنه بترك التعرض له «٥» و«الفاء» للعطف ، أي : هذا كتاب أنزلناه إليك فلا يكون بعد إنزاله ___________ (١) ينظر البرهان للزركشي : (١/ ١٦٧ - ١٧٠) ، والإتقان : (٣/ ٢٥ - ٣٠). (٢) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ١/ ٣٦٨ ، وانظر مشكل إعراب القرآن : ١/ ٢٨١ ، وتفسير القرطبي : ٧/ ١٦٠ ، والبحر المحيط : ٤/ ٢٦٧ ، والدر المصون : ٥/ ٢٤١. (٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٢/ ٢٩٣ ، وابن أبي حاتم في تفسيره : ١/ ٢ (سورة الأعراف) ، والنحاس في معاني القرآن : ١/ ٧٣ بلفظ : «أنا اللّه أفصل». (٤) اختار الزجاج هذا القول في معاني القرآن : (٢/ ٣١٣ ، ٣١٤) ، فقال : وهذه الحروف ... في موضع جمل ، والجملة إذا كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى كهيعص معنى الكاف كاف ، ومعنى الهاء هاد ، ومعنى الياء والعين من عليم ، ومعنى الصاد من صدوق وكان معنى الم أنا أعلم ، فإنما موضع كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك : أنا اللّه أعلم ، ولا لقولك : هو هاد ، وهو كاف ، وإنما يرتفع بعض هذا ببعض ، والجملة لا موضع لها». وانظر تفسير الفخر الرازي : ١٤/ ١٦. (٥) البحر المحيط : ٤/ ٢٦٦ ، والدر المصون : ٥/ ٢٤٢. حرج في صدرك. ويكون فيه أيضا معنى «إذا» أي : إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك بل لتنذر على انشراح الصدر. والحرج : الضيق «١» ، وقيل : الشك ، بلغة قريش «٢». وَذِكْرى في موضع نصب على أُنْزِلَ أي : أنزل إنذارا وذكرى «٣». وعلى تقدير : وهو ذكرى رفع «٤». وعلى تقدير : لأن تنذر وذكرى جرّ «٥». |
﴿ ٢ ﴾