سورة يونس

٢

قَدَمَ صِدْقٍ : ثواب واف بما قدّموا «٣».

٣

فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ : ليشاهد «٤» الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون ، ولأن تصريف الخلق حالا بعد حال أحكم وأبعد من شبهة الاتفاق «٥».

٤

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ : بنصيبهم وقسطهم من الثواب ، وليس معناه العدل «٦» لأن العدل محمول عليه الكافرون والمؤمنون «٧».

___________

(٣) تفسير الطبري : ١٥/ ١٤.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ١٨٠ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٥ ، وقال : «رواه العوفي عن ابن عباس».

(٤) في «ك» : «لتشهده».

(٥) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي : ٢/ ٣٢ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٤/ ١٠٥ ، عند تفسير قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ... [آية : ٥٤ من سورة الأعراف ].

وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ١٧/ ١٢ : «إنه يحسن منه كلما أراد ، ولا يعلل شيء من أفعاله بشيء من الحكمة والمصالح ، وعلى هذا القول يسقط قول من يقول : لم خلق العالم في ستة أيام وما خلقه في لحظة واحدة؟ لأنا نقول : كل شيء صنعه ولا علة لصنعه فلا يعلل شيء من أحكامه ولا شيء من أفعاله بعلة ، فسقط هذا السؤال».

(٦) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ٢٧٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٥/ ٢١ ، ٢٢) عن مجاهد ، وذكره النحاس في معانيه : ٣/ ٢٧٨.

(٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : (١٥/ ٣٣ ، ٣٤) ، وقال : «و هذا الوجه ، لأنه في مقابلة قوله : بِما كانُوا يَكْفُرُونَ.

٥

وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ : خص به القمر لأن حساب العامة وعلمهم بالسّنين هلاليّ ، ولأن المنازل «١» تنسب إلى القمر.

والضياء أغلب من النور فجعله للشمس.

١٠

دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ : إذا اشتهوا شيئا قالوا : سبحانك اللهم فيأتيهم ، وإذا فرغوا منه قالوا : الحمد للّه فيذهب «٢».

وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ : ملكهم سالم من الزوال «٣».

١١

وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ : يستجيب إذا دعوا على أنفسهم وأولادهم «٤».

١٦

وَلا أَدْراكُمْ بِهِ : ولا أعلمكم به «٥».

١٩

وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ : في أن لا يعاجل العصاة ، أو لا يستعجل عن الأجل.

٢١

مَكْرٌ فِي آياتِنا : كفر وتكذيب «٦».

___________

(١) وهي ثمانية وعشرون منزلا.

ينظر كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب : ٢٣ ، والأنواء لابن قتيبة : ٤.

(٢) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره : ٢/ ١٨٢ عن الربيع وسفيان.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ٣٤٥ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الربيع.

ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ١٠ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢/ ١٨٢ ، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ١١ عن الماوردي.

(٤) في «ج» : وأموالهم.

(٥) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٩٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٥/ ٤٢ عن ابن عباس ، وابن زيد.

ونقله النحاس في معاني القرآن : ٣/ ٢٨٢ عن الضحاك.

(٦) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ٢٧٦ : «مجاز المكر هاهنا مجاز الجحود بها والرد لها».

وأخرج الطبري في تفسيره : ١٥/ ٤٩ عن مجاهد قال : «استهزاء وتكذيب» ، ونقله النحاس في معاني القرآن : ٣/ ٢٨٥ عن مجاهد.

ونقل الماوردي في تفسيره : ٢/ ١٨٦ عن ابن بحر قال : المكر هاهنا الكفر والجحود ، وعن مجاهد قال : إنه الاستهزاء والتكذيب. [.....]

٢٦

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى : أي : الجنّة «١» ، فهي مأوى كلّ حسن على أفضل وجه.

وَلا يَرْهَقُ : ولا يغشى «٢» ، قَتَرٌ : غبرة وسواد «٣».

٢٧

قِطَعاً : لغة في قطع «٤». ك «ظلع» و«ظلع» فلذلك وصف ب «مظلما» «٥» ، وإن كان جمع قطعة ف «المظلم» حال من اللّيل ، أي : [٤٢/ ب ] أغشيت قطعا من الليل حال إظلامه «٦»/.

٢٩

فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً : تمييز ، أي : كفى به من الشهداء.

___________

(١) هذا قول جمهور المفسرين كما في تفسير الطبري : (١٥/ ٦٢ - ٦٨) ، والمحرر الوجيز : ٧/ ١٣٧ ، وزاد المسير : ٤/ ٢٤ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٣٠ ، وتفسير ابن كثير : (٤/ ١٩٨ ، ١٩٩) وقد ورد هذا المعنى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ١/ ١٦٣ ، كتاب الإيمان ، باب «إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى» ، عن صهيب رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : «إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول اللّه تبارك وتعالى : تريدون أزيدكم؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟

قال : فيكشف الحجاب فما أوتوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» ... ثم تلا هذه الآية : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ.

(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٧٧ ، وتفسير الطبري : ١٥/ ٧٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ١٥.

(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٧٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٩٦ ، والمفردات للراغب : ٣٩٣ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٣١.

وأخرج الطبري في تفسيره : ١٥/ ٧٣ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : «سواد الوجوه».

(٤) بإسكان الطاء ، وهي أيضا قراءة الكسائي ، وابن كثير.

السبعة لابن مجاهد : ٣٢٥ ، والتبصرة لمكي : ٢١٩.

(٥) معاني القرآن للفراء : ١/ ٤٦٢ ، ومعاني الزجاج : ٢/ ١٦ ، والكشف لمكي : ١/ ٥١٧.

(٦) هذا التوجيه على قراءة الفتح.

قال مكي في الكشف : ١/ ٥١٧ : «و فيه المبالغة في سواد وجوه الكفار».

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٧٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٩٦ ، وتفسير الطبري : (١٥/ ٧٥ ، ٧٦) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ٢٥١.

أو حال ، أي : وكفى اللّه في حال الشهادة.

٣٠

تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ : ينكشف لها ما أسلفت فتختبر جزاءها «١» ، كقوله «٢» : يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ : تختبر بالكشف.

٣٣

حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ : وعيده «٣».

٣٥

أَمَّنْ لا يَهِدِّي : اهتدى يهتدي ، وهدى يهدي ، وهدي يهدى.

أما فتح الهاء والياء «٤» ، فلأنه لما أدغمت التاء في الدال ألقيت حركة التاء على الهاء كقولك : «عدّ وفرّ ، والأصل : اعدد» [وافرر] «٥» وأما فتح الياء وكسر الهاء «٦» فلاجتماع ساكنين بالإدغام فكسرت الهاء على أصل حركة الساكن وكسرهما لاستتباع الآخرة الأولى [أي الياء] «٧».

٤٥

يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ : يعرف بعضهم بعضا ثم ينقطع التعارف لأهوالها «٨».

وقيل «٩» : يعترفون ببطلان ما كانوا عليه.

___________

(١) في «ج» : جزاء.

(٢) سورة الطارق : آية : ٩.

(٣) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٨ ، وزاد المسير : ٤/ ٢٩.

(٤) وهي قراءة ابن كثير ، وابن عامر ، وأبي عمرو ، وورش عن نافع.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٢٦ ، وحجة القراءات : ٣٣١.

(٥) ما بين معقوفين ساقط من الأصل ، والمثبت عن «ك» و«ج».

(٦) قراءة عاصم في رواية حفص.

السبعة لابن مجاهد : ٣٢٦ ، وحجة القراءات : ٣٣٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٢٠.

(٧) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» ، وانظر توجيه القراءتين اللتين ذكرهما المؤلف في : معاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٩ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٢/ ٢٥٣ ، ٢٥٤) ، والكشف لمكي : ١/ ٥١٨ ، والبحر المحيط : ٥/ ١٥٦ ، والدر المصون : ٦/ ١٩٩.

(٨) تفسير الطبري : ١٥/ ٩٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٢٢ ، ومعاني النحاس : ٣/ ٢٩٧ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ١٩٠ ، وتفسير الفخر الرازي : (١٧/ ١٠٩ ، ١١٠) ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٤٨. [.....]

(٩) لم أقف على هذا القول ، وفي تفسير الماوردي : ٢/ ١٩٠ : «يعرفون أن ما كانوا عليه باطل».

٥٣

إِي وَرَبِّي : كلمة تحقيق «١» ، أي : كائن لا محالة.

٥٩

فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالًا : أي : البحيرة ونحوها «٢».

٦١

وَما يَعْزُبُ : يغيب أو يبعد «٣» ، وفي الحديث «٤» : «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب» ، أي : بعد عهده بما ابتدأ به.

٦٤

٦٤هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

: بشارة الملائكة عند الموت «٥».

وقيل «٦» : الرؤيا الصالحة.

___________

(١) تفسير الماوردي : ٢/ ١٩١ ، وزاد المسير : ٤/ ٣٩.

وقال القرطبي في تفسيره : ٨/ ٣٥١ : «أي : كلمة تحقيق وإيجاب وتأكيد بمعنى نعم.

وَرَبِّي قسم ، إِنَّهُ لَحَقٌّ جوابه ، أي : كائن لا شك فيه».

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٥/ ١١١ ، ١١٢) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وابن زيد.

وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٢٥ ، ومعاني النحاس : ٣/ ٣٠١ ، وتفسير البغوي : ٢/ ٣٥٨ ، وزاد المسير : ٤/ ٤١.

(٣) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٧٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٩٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٢٦ ، ومعاني النحاس : ٣/ ٢٠٢ ، والمفردات للراغب : ٣٣٣.

قال الطبري في تفسيره : ١٥/ ١١٦ : «و أصله من عزوب الرجل عن أهله في ماشيته ، وذلك غيبته عنهم فيها. يقال منه : عزب الرجل عن أهله يعزب ويعزب».

(٤) الحديث في الفائق : ٢/ ٤٢٦ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢/ ٩١ ، والنهاية : ٣/ ٢٢٧ ، وذكره السمين الحلبي في الدر المصون : ٦/ ٢٢٩.

(٥) ذكره الطبري في تفسيره : ١٥/ ١٤٠ ، وقال : «كما روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : «أن الملائكة التي تحضره عند خروج نفسه تقول لنفسه : اخرجي إلى رحمة اللّه ورضوانه». وعلق الشيخ محمود محمد شاكر عليه قائلا : «حديث بغير إسناد ، لم أستطع أن أجده بلفظه في مكان قريب».

وأورد ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٤٤ القول الذي ذكره المؤلف ، وعزاه إلى الضحاك ، وقتادة ، والزهري.

(٦) وهي الرؤيا التي يراها المؤمن أو ترى له.

وقد ثبت هذا المعنى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في عدة آثار أخرجها الإمام أحمد في مسنده : (١٢/ ٩ ، ١٠) رقم ٧٠٤٤ عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص مرفوعا وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه اللّه - إسناده.

وهو في المسند أيضا (٥/ ٣١٥) عن عبادة بن الصامت مرفوعا ، و(٦/ ٤٤٧) عن أبي الدرداء مرفوعا.

وأخرجه الترمذي في سننه : (٥/ ٢٨٦ ، ٢٨٧) ، كتاب تفسير القرآن ، باب «من سورة يونس».

وابن ماجة في سننه : ٢/ ١٢٨٣ ، كتاب تعبير الرؤيا ، باب «الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له».

والطبري في تفسيره : (١٥/ ١٢٤ - ١٣٩).

وانظر تفسير ابن كثير : (٤/ ٢١٤ ، ٢١٥) ، والدر المنثور : (٤/ ٣٧٤ ، ٣٧٥).

٦٥

وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ : كسرت «إن» للاستئناف بالتذكير لما ينفي الحزن ، لا لأنها بعد القول لأنها ليست حكاية عنهم «١».

٦٦

وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ : يجوز «ما» في معنى «أي» «٢» ، ويجوز نافية «٣» ، أي : لم يتّبعوا حقيقة واتبعوا الظن في الشرك.

٧١

لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً : مغطى «٤» ، أي : أظهروا ما عندكم من طاعة أو معصية.

٧٨

لِتَلْفِتَنا : تصرفنا ، لفتّه لفتا «٥».

___________

(١) معاني القرآن للفراء : ١/ ٤٧١ ، وتفسير الطبري : ١٥/ ١٤٢ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٧٩ ، والدر المصون : ٦/ ٢٣٣.

(٢) بمعنى الاستفهام.

قال الفخر الرازي في تفسيره : ١٧/ ١٣٧ : «كأنه قيل : أي شيء يتبع الذين يدعون من دون اللّه شركاء ، والمقصود تقبيح فعلهم ، يعني أنهم ليسوا على شي ء».

وانظر الكشاف : ٢/ ٢٤٤ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٨٠ ، والدر المصون : ٦/ ٢٣٥.

(٣) مشكل إعراب القرآن : ١/ ٣٤٩ ، والبيان لابن الأنباري : ١/ ٤١٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٧/ ١٣٧ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٨٠ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٦٠.

(٤) قال الطبري في تفسيره : (١٥/ ١٤٩ ، ١٥٠) : «يقول : ثم لا يكون أمركم عليكم ملتبسا مشكلا مبهما. من قولهم : غمّ على الناس الهلال ، وذلك إذا أشكل عليهم فلم يتبينوه ...».

(٥) ينظر معاني القرآن للفراء : ١/ ٤٧٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٨٠ ، وتفسير الطبري : ١٥/ ١٥٧.

٧٧

أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا : تقديره : أتقولون للحق لما جاءكم إن هذا لسحر مبين ، أسحر هذا «١»؟.

٨٣

إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ : جماعة كانت أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط «٢».

٨٥

لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً : لا تعذبنا بأيدي آل فرعون فيظن بنا الضلال «٣».

٨٧

أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً : وذلك إذ هدم فرعون المساجد وبنى [٤٣/ أ] الكنائس يومئذ/ فأمروا أن يصلوا في بيوتهم»

٨٨

لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ : استفهام «٥» ، أي : أليضلوا عن سبيلك

___________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٢٩ ، ورجحه الطبري في تفسيره : (١٥/ ١٥٥ ، ١٥٦).

(٢) هذا قول الفراء في معانيه : ١/ ٤٧٦.

وأورده الطبري في تفسيره : ١٥/ ١٦٦ ، فقال : «و قد زعم بعض أهل العربية ...» ، ثم عقب عليه بقوله : «و المعروف من معنى «الذرية» ، في كلام العرب ، أنها أعقاب من نسبت إليه من قبل الرجال والنساء ، كما قال اللّه جل ثناؤه : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ [سورة الإسراء : ٣] ، وكما قال : وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ ، ثم قال بعد :

وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ [سورة الأنعام : ٨٤ ، ٨٥] ، فجعل من كان من قبل الرجال والنساء من ذرية إبراهيم». [.....]

(٣) في معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٠ : «أي لا تهلكنا وتعذبنا فيظن آل فرعون إنا إنما عذّبنا لأننا على ضلال».

ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٥٤ ، القول الذي ذكره المؤلف عن مجاهد.

وانظر تفسير القرطبي : ٨/ ٣٧٠.

(٤) زاد المسير : ٤/ ٥٤ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٧١.

(٥) لم أقف على قول من قال : إن اللام هنا بمعنى الاستفهام ، وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ١٧/ ١٥٦ وجها قريبا منه وهو : «أن يكون موسى - عليه السلام - ذكر ذلك على سبيل التعجب المقرون بالإنكار ، والتقدير : كأنك آتيتهم ذلك الغرض فإنهم لا ينفقون هذه الأموال إلا فيه ، وكأنه قال : آتيتهم زينة وأموالا لأجل أن يضلوا عن سبيل اللّه ، ثم حذف حرف الاستفهام».

ولعل هذا الذي ذكره المؤلف توجيه لقراءة أبي الفضل الرقاشي : «أ إنك آتيت» على الاستفهام.

ذكر هذه القراءة الزمخشري في الكشاف : ٢/ ٢٥٠ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٥/ ١٨٧ وقال أبو حيان : «و اللام في لِيُضِلُّوا الظاهر أنها لام «كي» ، على معنى : آتيتهم ما آتيتهم على سبيل الاستدراج ، فكان الإتيان لكي يضلوا.

ويحتمل أن تكون لام الصيرورة والعاقبة كقوله : فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ...».

أعطيتهم ذلك كله؟.

اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ : أذهب نورها وبهجتها «١».

وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا : خرج على الدعاء من موسى عليهم ، ومعناه : فلا آمنوا «٢».

٨٩

وَلا تَتَّبِعانِّ : بتشديد النون وتخفيفها «٣» ، وهما نونا التوكيد انكسرت فيهما لمشابهتهما نون «يفعلان» في الخبر بوقوعهما بعد الألف واجتماع ساكنين.

قوله تعالى : فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ : نلقيك على نجوة «٤» من الأرض بدرعك «٥».

___________

(١) قال الزجاج في معانيه : ٣/ ٣١ : «و تأويل تطميس الشيء إذهابه عن صورته والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها».

وانظر المفردات للراغب : ٣٠٧ ، وزاد المسير : ٤/ ٥٦ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٧٤.

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ١/ ٤٧٧ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢٨١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣١ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٧٥.

(٣) بتشديد النون قراءة الجمهور وعليها القراء السبعة إلا ابن عامر فقد نقل عنه التخفيف.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٢٩ ، والتبصرة لمكي : ٢٢٠.

(٤) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ٢٨١ : «نلقيك على نجوة ، أي ارتفاع».

وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٩٩ : «و النّجوة والنّبوة : ما ارتفع من الأرض».

(٥) ذكره النحاس في معانيه : ٣/ ٣١٥ ، ونقل الماوردي في تفسيره : ٢/ ١٩٨ عن أبي صخر قال : كان له درع من حديد يعرف بها».

وقال الأخفش في معاني القرآن : ٢/ ٥٧٤ : «و ليس قولهم : «إن البدن ها هنا الدرع بشيء ولا له معنى».

وانظر تفسير البغوي : ٢/ ٣٦٧ ، وزاد المسير : ٤/ ٦٢ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٨٠.

لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً : ليرى قدرة الصادق في الربوبية على الكاذب ، ولم ير في الغرقى غير فرعون «١».

٩٣

فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ : الفرائض والأحكام «٢» ، أي :

كانوا على الكفر ، فلما جاءهم العلم من جهة الرسول والكتاب اختلفوا فآمن فريق وكفر فريق.

وقيل «٣» : كانوا على

٩٤

فَإِنْ كُنْتَ : أيها السامع ، فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ : على لسان نبينا فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ.

ومن قال إن الخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم فذلك على قسمة الكلام وقضية الخطاب «٤».

___________

(١) ذكره النحاس في معاني القرآن : ٣/ ٣١٥.

(٢) فيكون المراد ببني إسرائيل هنا الذين كانوا قبل موسى عليه السلام ثم عاصروه.

وقد ذكر الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٦٥ فقال : «و المراد أن قوم موسى عليه السلام بقوا على ملة واحدة ومقالة واحدة من غير اختلاف حتى قراء التوراة ، فحينئذ تنبهوا للمسائل والمطالب ووقع الاختلاف بينهم. ثم بين تعالى أن هذا النوع من الاختلاف لا بد وأن يبقى في دار الدنيا ، وأنه تعالى يقضي بينهم يوم القيامة».

(٣) ذكره الفراء في معاني القرآن : ١/ ٤٧٨ ، والطبري في تفسيره : ١٥/ ١٩٩ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ١٩٨ عن ابن بحر وابن جرير الطبري.

وذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٦٣ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

وانظر المحرر الوجيز : (٧/ ٢١٦ ، ٢١٧) ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٨١.

(٤) لعله يريد أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ، والمراد به غيره من الشاكين وقد ذكر ابن قتيبة هذا القول في تأويل مشكل القرآن : (٢٧٠ - ٢٧٢) ، ورجحه وقال : «لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم ، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره ، ولذلك يقول متمثلهم : إياك أعني واسمعي يا جارة.

ومثله قوله : يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً الخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم ، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون ، يدلك على ذلك أنه قال :

وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ولم يقل : «بم تعمل خبيرا». ورجح الزجاج هذا القول في معاني القرآن : ٣/ ٣٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٧/ ٢١٧ ، والفخر الرازي في تفسيره : ١٧/ ١٦٧.

١٠٠

أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ : بعلمه أو بتمكينه وإقداره ، وأصل «الإذن» «١» الإطلاق في الفعل «٢».

١٠١

قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ : أي : من العبر باختلاف اللّيل والنّهار ، ومجرى النجوم والأفلاك ، ونتاج الحيوان ، وخروج الزرع والثمار ، ووقوف السماوات والأرض بغير عمد.

وَما تُغْنِي الْآياتُ : «ما» يجوز نافية «٣» ، ويجوز استفهاما ، أي : أيّ شيء يغنى عنهم إذا لم يستدلوا بها؟.

١٠٩

وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ : يأمرك بالهجرة والجهاد.

___________

(١) في «ج» : على الأصل في الإذن الإطلاق في الفعل.

(٢) التعريفات للجرجاني : ١٦. [.....]

(٣) قال أبو حيان في البحر المحيط : ٥/ ١٩٤ : «و «ما» الظاهر أنها للنفي ، ويجوز أن تكون استفهاما ، أي : وأيّ شيء تغني الآيات ، وهي الدلائل ، وهو استفهام على جهة التقرير ، وفي الآية توبيخ لحاضري رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم من المشركين».

وانظر المحرر الوجيز : ٧/ ٢٢٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٧/ ١٧٧ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٨٦ ، وتفسير القرطبي : ٨/ ٣٨٦ ، والدر المصون : ٦/ ٢٧١.

﴿ ٠