٢٤

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ : تقديره : ولو لا أن رأى برهان ربّه همّ بها «٣» ، بدليل صرف السوء والفحشاء عنه ولأن لَوْ لا أَنْ رَأى شرط فلا يجعل الكلام مطلقا.

وقيل : همّ بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها لا بعلّة «٤» ، والثواب على قمعها في [وقت ] «٥» غلبتها.

___________

(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٣٠٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٥ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٩٩.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٣١ عن مجاهد.

وذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ١٠١ ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٢٥٨ عن مجاهد ، وابن إسحاق ، والسدي.

وقال البغوي في تفسيره : ٢/ ٤١٨ : «و هذا قول أكثر المفسرين».

(٣) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٣/ ١٠١.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٢٥٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : (٤/ ٢٠٥ ، ٢٠٦) عن قطرب.

ويكون هذا المعنى على أن في الكلام تقديما وتأخيرا.

قال ابن الجوزي : «فلما رأى البرهان ، لم يقع منه الهم ، فقدّم جواب «لو لا» عليها ، كما يقال : قد كنت من الهالكين ، لو لا أن فلانا خلصك ، لكنت من الهالكين ...».

زاد المسير : ٤/ ٢٠٥.

(٤) يعني ليس بدافع نفسي فاسد من الميل إلى الوقوع في المحرم.

(٥) في الأصل و«ج» : «وزن» ، والمثبت في النص عن «ك».

ويحكى أن سليمان «١» بن يسار علقته بعض نساء المدينة من صميم شرفها وحسنات دهرها ، ودخلت عليه من كل مدخل ، ففر من المدينة فرأى يوسف في المنام فقال له : أنت الذي هممت فقال يوسف : وأنت الذي لم تهم «٢».

﴿ ٢٤