٣١

وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ : حين سألت قريش هذه المعاني «٤» ، وحذف جوابها ليكون أبلغ عبارة وأعمّ فائدة.

أَفَلَمْ يَيْأَسِ : لم يعلم ولم يتبين «٥» ، سمّي العلم يأسا لأنّ العالم يعلم ما لا يعلم غيره فييأس منه ، أو هو اليأس المعروف «٦» ، أي : لم ينقطع

___________

(١) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٦١.

وقال الماوردي في تفسيره : ٢/ ٣٢٧ : «و هذا مثل ضربه اللّه تعالى للقرآن وما يدخل منه في القلوب ، فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه ، وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية من الماء بحسب سعتها وضيقها».

(٢) نقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٣٢٨ ، عن عكرمة.

وكذا القرطبي في تفسيره : ٩/ ٣١٦ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٥/ ٣٨٩.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٤٣٥ عن قتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٣٣٠ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ١٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٣٢٨ عن قتادة أيضا. [.....]

(٤) سألت قريش إحياء الموتى ، وتوسيع أودية مكة. وغير ذلك.

ينظر ذلك في تفسير الطبري : (١٦/ ٤٤٧ - ٤٥٠) ، وأسباب النزول للواحدي : ٣١٦ ، وتفسير ابن كثير : ٤/ ٣٨٢ ، والدر المنثور : (٤/ ٦٥١ - ٦٥٣).

(٥) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٣٣٢ ، واختاره الطبري في تفسيره : ١٦/ ٤٥٥.

ينظر هذا القول - أيضا - في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٤٩ ، ومعاني النحاس : ٣/ ٤٩٧.

قال النحاس : «و أكثر أهل اللغة على هذا القول». ونقل النحاس عن الكسائي أنه قال : «لا أعرف هذه ، ولا سمعت من يقول : يئست بمعنى علمت».

(٦) هذا قول الكسائي كما في معاني القرآن للنحاس : ٣/ ٤٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٣٣١ ، وزاد المسير : ٤/ ٣٣٢. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٤٩ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٩/ ٥٥.

طمعهم من خلاف هذا علما بصحته ، أو أفلم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين.

﴿ ٣١