سورة الإسراء

١

سُبْحانَ : لا ينصرف ، لأنّه علم لأحد معنيين : إمّا التبرئة والتنزيه ، وإمّا التعجب «١».

أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا : بمعنى «بعض ليل» على تقليل وقت الإسراء «٢».

والإسراء في رواية أبي هريرة «٣» وحذيفة بن اليمان «٤» كان بنفسه في الانتباه. وفي رواية عائشة ومعاوية بروحه حال النّوم «٥».

___________

(١) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٢/ ٤١٣ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ١/ ٤٢٧ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٤٢٠ ، ونور المسرى في تفسير آية المسرى : (٤٧ ، ٤٨).

(٢) قال العكبري في التبيان : ٢/ ٨١١ : «و تنكيره يدل على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه».

وانظر الكشاف : ٢/ ٤٣٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠/ ١٤٧ ، وتفسير القرطبي : ١٠/ ٢٠٤.

(٣) في صحيح البخاري : (٤/ ١٤٠ ، ١٤١) ، كتاب الأنبياء ، باب قوله تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها.

وصحيح مسلم : ١/ ١٥٤ ، كتاب الإيمان ، باب «الإسراء برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات».

وانظر تفسير الطبري : (١٥/ ٦ ، ٧) ، ودلائل النبوة للبيهقي : ٢/ ٣٥٨ ، والدر المنثور :(٥/ ١٩٨ ، ١٩٩).

(٤) ينظر مسند أحمد : ٥/ ٣٨٧ ، وسنن الترمذي : ٥/ ٣٠٧ ، كتاب تفسير القرآن «سورة الإسراء» حديث رقم (٣١٤٧) ، قال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح».

ومستدرك الحاكم : ٢/ ٣٥٩ ، كتاب التفسير ، وقال : «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

ودلائل النبوة للبيهقي : ٢/ ٣٦٤ ، والدر المنثور : ٥/ ٢١٦.

(٥) نقل ابن إسحاق عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت : «ما فقد جسد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولكن اللّه أسرى بروحه».

وأخرج عن معاوية رضي اللّه تعالى عنه أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :

«كانت رؤيا من اللّه تعالى صادقة». قال ابن إسحاق : «فلم ينكر ذلك من قولهما ...»

السيرة : (١/ ٣٩٩ ، ٤٠٠).

وعلق الحافظ ابن كثير على نقل ابن إسحاق بقوله : «و قد توقف ابن إسحاق في ذلك ، وجوز كلّا من الأمرين من حيث الجملة ، ولكن الذي لا يشك فيه ولا يتمارى أنه كان يقظانا لا محالة لما تقدم ، وليس مقتضى كلام عائشة رضي اللّه عنها - أن جسده صلى اللّه عليه وسلم ما فقد وإنما كان الإسراء بروحه أن يكون مناما كما فهمه ابن إسحاق ، بل قد يكون وقع الإسراء بروحه حقيقة وهو يقظان لا نائم وركب البراق وجاء بيت المقدس وصعد السماوات وعاين ما عاين حقيقة ويقظة لا مناما. لعل هذا مراد عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها ، ومراد من تابعها على ذلك ، لا ما فهمه ابن إسحاق من أنهم أرادوا بذلك المنام ، واللّه أعلم» اه.

ينظر البداية والنهاية : (٣/ ١١٢ ، ١١٣).

والحسن أوّل قوله «١» : وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ بالمعراج «٢».

وقد رويت الروايتان بطرق صحيحة ، فالأولى الجمع والقول بمعراجين : أحدهما في النّوم ، والآخر في اليقظة «٣».

وروي أنّ المشركين سألوه عن بيت المقدس وما رآه في طريقه فوصفه لهم شيئا فشيئا ، وأخبرهم أنّه رأى في طريقه قعبا «٤» مغطى مملوء ماء فشرب منه ، ثم غطّاه كما كان ، ووصف لهم إبلا كانت في طريق الشّام يقدمها جمل أورق «٥» ، فوجدوا الأمر كما وصف.

___________

(١) سورة الإسراء : آية : ٦٠.

(٢) ينظر قوله في السيرة لابن هشام : ١/ ٤٠٠ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٤٢١ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٤١ ، والدر المنثور : ٥/ ٣٠٩.

وأخرج البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٢٧ ، كتاب التفسير ، باب وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : «هي رؤيا عين أريها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة أسرى به ...».

(٣) ذكره ابن العربي في أحكام القرآن : ٣/ ١١٩٤ ، ورجحه السهيلي في الروض الأنف : ٢/ ١٤٩ ، وأبو شامة المقدسي في نور المسرى : ١١٧.

(٤) أي قدحا.

اللسان : ١/ ٦٨٣ (قعب).

(٥) الأورق : الأسمر.

النهاية : ٥/ ١٧٥. [.....]

﴿ ١