٥

بَعَثْنا عَلَيْكُمْ : خلّيناهم وإياكم ، وكان أولئك هم العمالقة «٣».

وقيل : إنّه بختنصّر «٤» ، إذ كان أصحاب سليمان بن داود عرفوا من جهة أنبيائهم خراب الشّام ثم عودها إلى عمارتها ، ولما وقفوا على قصد بختنصّر انجلوا عنها واعتصموا بمصر «٥».

___________

(١) معاني القرآن للفراء : ٢/ ١١٦ ، وقال الزجاج في معانيه : ٣/ ٢٢٦ : «و هي منصوبة على النداء ، كذا أكثر الأقوال ، المعنى : «يا ذرية من حملنا مع نوح ...».

(٢) سورة الحجر : آية : ٦٦.

(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٤٢٣ ، والكرماني في غرائب التفسير : ١/ ٦٢١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٩ عن الحسن رحمه اللّه تعالى.

(٤) بختنصّر : كان حاكما لبلاد بابل من قبل ملك الفرس.

وكلمة «بختنصر» مركب مزجى ، وتركيبه من «بخت» معرب «بوخت» ، بمعنى : ابن و«نصر» اسم صنم.

ينظر تاريخ الطبري : ١/ ٥٥٨ ، والصحاح : ١/ ٢٤٣ (بخت) ، والمعرّب للجواليقي : ١٢٩.

(٥) ينظر هذه الرواية في تفسير الطبري : (١٥/ ٢١ - ٣٠) ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٤٢٣ ، والتعريف والإعلام للسهيلي : ٩٨ ، وزاد المسير : ٥/ ٩.

وأشار إليها ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٤٤ ، ثم قال : «و قد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها لأن منها ما هو موضوع ، من وضع زنادقتهم ، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا ، ونحن في غنية عنها ، وللّه الحمد. وفيما قص اللّه تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله ، ولم يحوجنا اللّه ولا رسوله إليهم. وقد أخبر اللّه تعالى أنهم لما بغوا وطغوا سلط عليهم عدوهم ، فاستباح بيضتهم ، وسلك خلال بيوتهم وأذلهم وقهرهم ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد ، فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء» اه.

فَجاسُوا : مشوا وترددوا «١». وقيل «٢» : عاثوا وأفسدوا.

﴿ ٥