سورة مريم٢ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ/ عَبْدَهُ : هذا ذكر «١». أو فيما أنزل عليك ذكر [٥٩/ ب ] رحمت ربّك عبده بالرحمة ، لأنّ ذكر الرحمة إياه لا يكون إلّا باللّه «٢». ٥خِفْتُ الْمَوالِيَ : الذين يلونه في النّسب «٣». ٦يَرِثُنِي : على صفة الولي «٤» ، وبمعنى النكرة ، أي : وليا وارثا ، وإنّما دعا أن يرثه الدين لئلّا يغيّر بنو عمّه كتبه إذ كانوا أشرارا «٥». ٧سَمِيًّا : نظيرا «٦». ٨أَنَّى يَكُونُ لِي [غُلامٌ ] «٧» : على الاستخبار أبتلك الحال أم بقلبه شابا» ؟. ___________ (١) فيكون خبرا لمبتدأ محذوف هو «هذا». [.....] (٢) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣١٨. وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٤ ، وزاد المسير : ٥/ ٢٠٦ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٨٦٥. (٣) قال الزجاج في معانيه : ٣/ ٣١٩ : «و الموالي واحدهم مولى ، وهم بنو العم وعصبة الرجل ، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب». وانظر تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٦ ، وزاد المسير : ٥/ ٢٠٧. (٤) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٠. (٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٦ دون عزو. (٦) ينظر تفسير الطبري : ١٦/ ٤٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٠ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧. (٧) في الأصل : «ولد». (٨) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧ ، وذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢١/ ١٨٩. وراجع ص (١٤٤) عند تفسير قوله تعالى : قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ [آل عمران : ٤٠]. عِتِيًّا : سنا عاليا «١». ١٣وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا : رحمة من عندنا «٢». وقيل «٣» : تعطفا وتحنّنا على عبادنا ، أو على دعاء الناس إلينا. وَزَكاةً : تطهيرا لمن يدعوه إلى اللّه «٤» ، أو زكيناه بالثناء عليه «٥». ١٦انْتَبَذَتْ : تباعدت واحتجبت لتعبد اللّه «٦». ١٩زَكِيًّا : ناميا على الخير والبركة «٧». «البغيّ» «٨» الفاجرة «٩» ، مصروفة عن الباغية «١٠» ، أو بمعنى ___________ (١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٨٩. (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٥٥ ، ٥٦) عن ابن عباس ، وقتادة ، وعكرمة ، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٩ عن ابن عباس ، وقتادة. وذكره الفراء في معانيه : ٢/ ١٦٣ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٢ ، والزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٢. (٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٦/ ٥٦ عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٩ عن مجاهد أيضا. (٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩/ ٤٣٧. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢١٤ عن الزجاج. (٥) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٩. (٦) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٣ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٩٠. (٧) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره : ١٩/ ٢٠٠. وقال الطبري في تفسيره : ١٦/ ٦١ : «و الغلام الزكي : هو الطاهر من الذنوب ، وكذلك تقول العرب : غلام زاك وزكى ، وعال وعليّ». [.....] (٨) في قوله تعالى : قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [آية : ٢٠]. (٩) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٩١ ، وزاد المسير : ٥/ ٢١٧. (١٠) فهي فعيل بمعنى فاعل ، ذكر هذا الوجه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢١٨ عن ابن الأنباري. المفعولة «١» ، كقولك : نفس قتيل ، وكفّ خضيب. ٢٣فَأَجاءَهَا : ألجأها أو جاء بها «٢». نَسْياً مَنْسِيًّا : مصدر موصوف من لفظه ، كقوله «٣» : حِجْراً مَحْجُوراً. وقيل : النّسي ما يرمى به لوقاحته. ٢٤تَحْتَكِ سَرِيًّا : شريفا وجيها «٤». وقيل «٥» : السّريّ : النهر الصغير ليكون الرطب طعامها والنهر شرابها. ___________ (١) البحر المحيط : ٦/ ١٨١. (٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٣. (٣) سورة الفرقان : آية : ٢٢. (٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٧٠ عن الحسن ، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٢ عن الحسن ، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٢٢ إلى الحسن ، وعكرمة ، وابن زيد. (٥) ذكر الإمام البخاري في صحيحه : ٤/ ١٤٠ ، كتاب الأنبياء ، باب قوله تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ تعليقا موقوفا على البراء بن عازب قال : «سريا» : نهر صغير بالسريانية. وأخرجه عبد الرازق في تفسيره : ٣٢٦ عن البراء ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٧٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٦/ ٦٩ ، ٧٠) عن البراء بن عازب ، وابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة. ورجحه الطبري فقال : «و أولى القولين في ذلك عندي بالصواب قيل من قال : عني به الجدول ، وذلك أنه أعلمها ما قد أعطاها اللّه من الماء الذي جعله عندها ، وقال لها : وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي من هذا الرطب ، وَاشْرَبِي من هذا الماء ، وَقَرِّي عَيْناً بولدك ، و«السري» معروف من كلام العرب أنه النهر الصغير ...» اه. وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٤. ٢٥تُساقِطْ : تتساقط ، أدغمت التاء في السين «١». رُطَباً : نصب على التمييز «٢» ، أو على وقوع الفعل لأنّ التساقط متعد كالتقاضي والتناسي ، قال اللّه تعالى «٣» : فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ، أو التقدير : هزي رطبا جنيا بجذع النخل تساقط عليك «٤». ٢٧فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ : يجوز تَحْمِلُهُ حالا منها ومنه ومنهما «٥» ، ولو كان تحمله إليهم لجاز حالا منهم أيضا لحصول الضمائر في الجملة التي هي حال. فَرِيًّا : عجيبا «٦» ، أو مفترى من الفرية «٧». ٢٩مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا : أي : من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه «٨»؟. ٣٤ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : أي : ذلك الذي قال : إني عبد اللّه ___________ (١) ورد هذا التوجيه لقراءة حمزة بفتح التاء والتخفيف. ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٢ ، وحجة القراءات : ٤٤٢ ، والكشف لمكي : ٢/ ٨٨. (٢) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٦ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٨٧٢. (٣) سورة طه : آية : ٦٢. (٤) ينظر وجوه الإعراب في هذه الآية في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٢٥ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٣/ ١٢ ، ١٣) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٥٢ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٧٢ ، والبحر المحيط : ٦/ ١٨٥. (٥) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٤ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٧٣. (٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٤. [.....] (٧) هذا قول اليزيدي في غريب القرآن : ٢٣٨ ، قال : «يقال فريت الكذب وافتريته وكذلك تَخْلُقُونَ إِفْكاً تصنعونه. خلقت الكذب واختلقته مثل فريته وافتريته ، ومنه إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ، أي : افتراء الأولين ...». (٨) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٨ ، وقال : «يكون «من» في معنى الشرط والجزاء ويكون المعنى : من يكن في المهد صبيا - ويكون صَبِيًّا حالا - فكيف نكلمه. كما تقول : من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه». عيسى بن مريم لا ما تقول النصارى أنه ابن اللّه «١». قَوْلَ الْحَقِّ : أي : هو قول الحق وكلمته ، أو الذي تلوناه من صفته وقصّته قَوْلَ الْحَقِّ. ٣٧فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ : تحزبوا إلى يعقوبيّة ، وملكائيّة ، ونسطورية [٦٠/ أ] وغيرها «٢». ٣٨أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا : أي : لئن عموا وصمّوا عن الحقّ في الدّنيا فما أسمعهم يوم لا ينفعهم!. ٤٤لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ : لا تطعه فيما سول. ٤٥فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا : موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا. ٤٦لَأَرْجُمَنَّكَ : لأرمينّك بالشّتم «٣» ، وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا : حينا طويلا. ٤٧حَفِيًّا : لطيفا رحيما «٤» ، والحفاوة : الرأفة والكرامة «٥». ___________ (١) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٩ ، والماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٦. ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ١٩٥ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٣١ عن الزجاج. (٢) هذه الفرق الثلاث نسبة إلى ثلاثة من علماء النصارى هم : يعقوب ، وملكاء ، ونسطور. فقالت اليعقوبية : عيسى هو اللّه ، هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. وقالت الملكائية : هو عبد اللّه ونبيه ، وقالت النسطورية : إنه ابن اللّه. ينظر تفسير الطبري : ١٦/ ٨٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٩٦ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٠٨ ، وتفسير ابن كثير : (٥/ ٢٢٥ ، ٢٢٦) ، وتفسير البيضاوي : ٢/ ٣٤. (٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ١٦٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٧٤ ، والطبري في تفسيره : ١٦/ ٩١. وقال الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٢ : «يقال : فلان يرمي فلانا ويرجم فلانا ، معناه يشتمه ، وكذلك قوله عز وجل : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ، معناه : يشتمونهن ، وجائز أن يكون لَأَرْجُمَنَّكَ لأقتلنك رجما ، والذي عليه التفسير أن الرجم هاهنا الشتم». (٤) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٩ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ٩٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٣٣ ، والمفردات للراغب : ١٢٥. (٥) اللسان : ١٤/ ١٨٧ (حفا). ٥٢وَقَرَّبْناهُ : قرّب «١» من أعلى الحجب حتى سمع صرير «٢» القلم. ٥٧وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا : رفع إلى السّماء الرابعة «٣» ، وروي : ___________ (١) هو موسى عليه الصلاة والسلام. (٢) في «ك» : «صريف» ، وصرير القلم صوته. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٩٤ ، ٩٥) عن ابن عباس ، وأبي العالية. وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٧٣ ، كتاب التفسير ، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية ، كما عزا إخراجه إلى سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. (٣) أي : إدريس عليه السلام. وقد ورد هذا القول في أثر أخرجه الترمذي في سننه : ٥/ ٣١٦ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة مريم» عن قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة». قال الترمذي : وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. وقال : وهذا حديث حسن وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، حديث المعراج بطوله ، وهذا عندنا مختصر من ذاك» اه. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٩٦ ، ٩٧) عن أنس مرفوعا. وأخرجه عن أبي سعيد الخدري ، وكعب ، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٨ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن مردويه. عن قتادة عن أنس مرفوعا. وأخرج البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حديث المعراج : أنه رأى إدريس في السماء الرابعة. ينظر صحيح البخاري : ٤/ ٧٧ ، كتاب بدء الخلق ، باب «ذكر الملائكة صلوات اللّه عليهم». وصحيح مسلم : ١/ ١٥٠ ، كتاب الإيمان ، باب «الإسراء برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى السماوات». السّادسة «١» ، وروي : السّابعة «٢». ٥٨بُكِيًّا «٣» : جمع «باك» ، ك «شاهد» ، و«شهود» «٤» ، ويجوز مصدرا بمعنى البكاء «٥». ٥٩أَضاعُوا الصَّلاةَ : صلّوها في غير وقتها «٦». يَلْقَوْنَ غَيًّا : خيبة وشرا «٧» ، أو جزاء الغيّ على حذف المضاف «٨». ___________ (١) أخرجه الطبري في تفسيره : (١٦/ ٩٦ ، ٩٧) عن ابن عباس ، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، والضحاك أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٨ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس ، والضحاك. (٢) أورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤١ ، وقال : «حكاه أبو سليمان الدمشقي». (٣) من قوله تعالى : إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا [آية : ٥٨]. (٤) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٣٥. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٨ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥٣٠. [.....] (٥) رده الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٥ قائلا : «و من قال : بُكِيًّا هاهنا مصدر فقد أخطأ لأن سُجَّداً جمع ساجد ، وبُكِيًّا عطف عليه ، ويقال : بكى بكاء وبكيا» اه. وانظر القول الذي أورده المؤلف - رحمه اللّه - في إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢١ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٥٦ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٢٨ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢٠٠. (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٩٨ عن القاسم بن مخيمرة. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣٠ عن ابن مسعود ، وعمر بن عبد العزيز. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥٢٦ ، ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي اللّه عنه. كما عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، والخطيب في «المتفق والمفترق» عن عمر بن عبد العزيز. (٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١٠١ عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤٦ عن ابن زيد أيضا. (٨) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٦. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤٦ عن الزجاج. ٦١مَأْتِيًّا : مفعولا من الإتيان «١». ٦٢إِلَّا سَلاماً : اسم جامع للخير. بُكْرَةً وَعَشِيًّا : مقدار ما بين الغداة والعشي على التمثيل بعادة الدنيا. ٦٤وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ : استبطأ جبريل - عليه السلام - فقال : «ما يمنعك أن تزورنا أكثر» «٢». ما بَيْنَ أَيْدِينا : من أمر الآخرة وَما خَلْفَنا : ما مضى من أمر الدنيا. وَما بَيْنَ ذلِكَ : من الحال إلى يوم القيامة. ٦٨جِثِيًّا : باركين على الركب ، وأصلها : «جثووا» فوقعت الواو طرفا قبلها ضمّة «٣». ٦٩أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا : أي : ننزع الأعتى فالأعتى. وأَيُّهُمْ رفع على الحكاية «٤» ، أي : الذي يقال أيّهم أشد. وعند ___________ (١) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٦ ، وقال : «لأن كل ما وصل إليك فقد وصلت إليه ، وكل ما أتاك فقد أتيته ، يقال : وصلت إلى خبر فلان ووصل إليّ خبر فلان ، وأتيت خبر فلان وأتاني خبر فلان ، فهذا على معنى : أتيت خبر فلان». (٢) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٣٧ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ. وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١٠٣ ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٤٧ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٢٤٣. (٣) أصلها جثوو (جثوّ) ثم قلبت ياء فصارت «جثويا» ثم اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون في كلمة فقلبت الواو الأولى ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت «جثيّا» ، وقلبت ضمة الثاء كسرة فصارت «جثيا» ثم أتبعت حركة الثاء فقلبت كسرة فقالوا : «جثيا» ، فحركة الجيم اتباعا لحركة الثاء ، وحركة الثاء لمجانسة الياء بعدها. وينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢٣ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٣٠. (٤) هذا قول الخليل كما في الكتاب لسيبويه : ٢/ ٣٩٩. واختاره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٩. سيبويه «١» هو مبنيّ بتقدير : الذي هو أشدّ ، فلما حذف «هو» واطّرد الحذف صار كبعض الاسم فبني. ٧١وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها : ورود حضور ومرور «٢». وقال رجل من الصّحابة - لآخر : أيقنت بالورود؟ قال : نعم ، قال : وأيقنت بالصّدر؟ قال : لا ، قال : ففيم الضحك؟ ففيم التثاقل «٣»؟!. ٧٣نَدِيًّا : مجلسا «٤» ، ندوت القوم أندوهم : جمعتهم فندوا : اجتمعوا «٥». ٧٤وَرِءْياً : مهموزا «٦» على وزن «رعي» اسم المرئيّ ، رأيته رؤية ورأيا ، والمصدر رئي كالرّعي والرّعي ، أي : أحسن متاعا ومنظرا «٧». ___________ (١) الكتاب : ٢/ ٣٩٨. (٢) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١١٠ عن قتادة. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٥٦ عن عبيد بن عمير. (٣) نقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٥٥ عن الحسن البصري أنه قال : «قال رجل لأخيه : يا أخي أتاك إنك وارد النار؟ قال : نعم ، قال : فهل أتاك أنك خارج منها؟ قال : لا ، قال : ففيم الضحك؟!». وأورد نحوه القرطبي في التذكرة : ٤٠٤ عن الحسن رحمه اللّه تعالى. قال القرطبي رحمه اللّه : «و قد أشفق كثير ممن تحقق الورود ، والجهل بالصدر. كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه يقول : ليت أمي لم تلدني. فتقول له امرأته : يا أبا ميسرة إنّ اللّه قد أحسن إليك وهداك إلى الإسلام ، قال : أجل ، ولكن اللّه قد بين لنا أنّا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون». (٤) معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٧١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ١٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٤١. (٥) اللسان : ١٥/ ٣١٧ (ندى). (٦) قراءة عاصم ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وحمزة ، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤١١ ، وحجة القراءات : ٤٤٦ ، والتبصرة لمكي : ٢٥٦. [.....] (٧) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٧١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٥. [٦٠/ ب ] وأمّا/ الرّيّ «١» - مشدّدا - فمن ريّ الشّباب وأنواع النعمة. ٧٥فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا : فليدعه في ضلالته وليمله في غيّه ، واللّفظ أمر والمعنى خبر «٢». ٧٦وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ : الطاعات التي تسلم من الإحباط وتبقى لصاحبها. وَخَيْرٌ مَرَدًّا : مرجعا يردّ إليه. ٧٧أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا : العاص بن وائل السّهمي «٣». ___________ (١) وهي قراءة نافع ، وابن عامر. (٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٤٣. ونص كلامه هناك : «هذا لفظ أمر في معنى الخبر ، وتأويله أن اللّه - عز وجل - جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها ، ويمده فيها ، كما قال جل وعز : مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأعراف : ١٨٦] إلّا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر ، كأن لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزاما ، كأنه يقول : أفعل ذلك وآمر نفسي به ، فإذا قال القائل : من رآني فلأكرمه ، فهو ألزم من قوله : أكرمه ، كأنه قال : من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك» اه. وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١١٩ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٠٧ ، والمحرر الوجيز : ٩/ ٥٢٢ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٤٤. (٣) ورد ذلك في صحيح البخاري وصحيح مسلم من رواية أخرجاها عن خبات بن الأرت رضي اللّه عنه قال : «كنت قينا في الجاهلية ، وكان لي دين على العاص بن وائل. قال : فأتاه يتقاضاه ، فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى اللّه عليه وسلم. فقال : «و اللّه لا أكفر حتى يميتك اللّه ثم تبعث. قال : فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتي مالا وولدا فأقضيك. فنزلت هذه الآية : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً اه. اللفظ للبخاري في صحيحه : ٥/ ٢٣٨ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا. وهو في صحيح مسلم : ٤/ ٢١٥٣ كتاب «صفات المنافقين وأحكامهم» ، باب «سؤال اليهود النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم عن الروح». وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١٢٠ ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٤٩ ، والتعريف والإعلام : ١١١. ٧٨عَهْداً : أي : عهد بعمل صالح قدّمه «١». لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً : أي : إذا بعثت. ٧٩سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ : نحفظه عليه. ٨٠وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ : نجعل المال والولد لغيره ونسلبه ذلك. و«الولد» «٢» : جمع كأسد ووثن. ٨٣أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ : خلّيناهم وإيّاهم «٣». تَؤُزُّهُمْ أَزًّا : تزعجهم إزعاجا «٤». ٨٤نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا : أي : أعمالهم للجزاء وأنفاسهم للفناء. ٨٥وَفْداً : ركبانا مكرّمين. ٨٦وِرْداً : عطاشا «٥». من ورود الإبل. ___________ (١) ذكره الطبري في تفسيره : ١٦/ ١٢٢ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣٦ عن قتادة ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٠٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٦١. (٢) على قراءة «ولد» بضم الواو ، وهي لحمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٤١٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٥٧ ، والتيسير للداني : ١٥٠. وانظر توجيه المؤلف لهذه القراءة في الكشف لمكي : ٢/ ٩٢ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢١٣. (٣) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٤٥ ، وذكر وجها آخر وقال : «و هو المختار أنهم أرسلوا عليهم وقيضوا لهم بكفرهم كما قال عز وجل : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف : ٣٥] ... ومعنى الإرسال هاهنا التسليط ، يقال : قد أرسلت فلانا على فلان : إذا سلّطته عليه ، كما قال : إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ، فأعلم اللّه عز وجل : أن من اتبعه هو مسلط عليه» اه. وانظر المحرر الوجيز : ٩/ ٥٣٣. (٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١٢٥ عن قتادة. وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٧٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٥ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٥٠. (٥) بلغة قريش كما في كتاب لغات القبائل : ١٨٩ عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ١٢٧ ، ١٢٨) عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن ، وقتادة ، وسفيان. ٨٩إِدًّا : منكرا عظيما «١». ٩٠هَدًّا : هدما بشدة صوت «٢». ٩٦وُدًّا : محبة في قلوب النّاس «٣». ٩٧لُدًّا : ذوي جدل بالباطل. ٩٨رِكْزاً : صوتا خفيا «٤». ٩٥فَرْداً : لا أنصار له ولا أعوان كلّ امرئ مشغول بنفسه. ___________ (١) تفسير الطبري : ١٦/ ١٢٩ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٦ ، والمفردات للراغب : ١٤. (٢) تفسير الطبري : ١٦/ ١٣٠ ، والمفردات : ٥٣٧. (٣) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٦. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٦/ ١٣٢ عن ابن عباس ، ومجاهد. (٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ١٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٦ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ١٣٤ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٧ ، والمفردات : ٢٠٢. |
﴿ ٠ ﴾