سورة مريم

٢

ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ/ عَبْدَهُ : هذا ذكر «١». أو فيما أنزل عليك ذكر [٥٩/ ب ] رحمت ربّك عبده بالرحمة ، لأنّ ذكر الرحمة إياه لا يكون إلّا باللّه «٢».

٥

خِفْتُ الْمَوالِيَ : الذين يلونه في النّسب «٣».

٦

يَرِثُنِي : على صفة الولي «٤» ، وبمعنى النكرة ، أي : وليا وارثا ، وإنّما دعا أن يرثه الدين لئلّا يغيّر بنو عمّه كتبه إذ كانوا أشرارا «٥».

٧

سَمِيًّا : نظيرا «٦».

٨

أَنَّى يَكُونُ لِي [غُلامٌ ] «٧» : على الاستخبار أبتلك الحال أم بقلبه شابا» ؟.

___________

(١) فيكون خبرا لمبتدأ محذوف هو «هذا». [.....]

(٢) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣١٨.

وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٤ ، وزاد المسير : ٥/ ٢٠٦ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٨٦٥.

(٣) قال الزجاج في معانيه : ٣/ ٣١٩ : «و الموالي واحدهم مولى ، وهم بنو العم وعصبة الرجل ، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب».

وانظر تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٦ ، وزاد المسير : ٥/ ٢٠٧.

(٤) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٠.

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٦ دون عزو.

(٦) ينظر تفسير الطبري : ١٦/ ٤٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٠ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧.

(٧) في الأصل : «ولد».

(٨) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧ ، وذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢١/ ١٨٩.

وراجع ص (١٤٤) عند تفسير قوله تعالى : قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ [آل عمران : ٤٠].

عِتِيًّا : سنا عاليا «١».

١٣

وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا : رحمة من عندنا «٢». وقيل «٣» : تعطفا وتحنّنا على عبادنا ، أو على دعاء الناس إلينا.

وَزَكاةً : تطهيرا لمن يدعوه إلى اللّه «٤» ، أو زكيناه بالثناء عليه «٥».

١٦

انْتَبَذَتْ

: تباعدت واحتجبت لتعبد اللّه «٦».

١٩

زَكِيًّا

: ناميا على الخير والبركة «٧».

«البغيّ» «٨» الفاجرة «٩» ، مصروفة عن الباغية «١٠» ، أو بمعنى

___________

(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥١٧ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٨٩.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٥٥ ، ٥٦) عن ابن عباس ، وقتادة ، وعكرمة ، والضحاك.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٩ عن ابن عباس ، وقتادة.

وذكره الفراء في معانيه : ٢/ ١٦٣ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٢ ، والزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٢.

(٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٦/ ٥٦ عن مجاهد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥١٩ عن مجاهد أيضا.

(٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩/ ٤٣٧.

ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢١٤ عن الزجاج.

(٥) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢/ ٥١٩.

(٦) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٣ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٩٠.

(٧) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره : ١٩/ ٢٠٠.

وقال الطبري في تفسيره : ١٦/ ٦١ : «و الغلام الزكي : هو الطاهر من الذنوب ، وكذلك تقول العرب : غلام زاك وزكى ، وعال وعليّ». [.....]

(٨) في قوله تعالى : قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [آية : ٢٠].

(٩) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٩١ ، وزاد المسير : ٥/ ٢١٧.

(١٠) فهي فعيل بمعنى فاعل ، ذكر هذا الوجه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢١٨ عن ابن الأنباري.

المفعولة «١» ، كقولك : نفس قتيل ، وكفّ خضيب.

٢٣

فَأَجاءَهَا : ألجأها أو جاء بها «٢».

نَسْياً مَنْسِيًّا : مصدر موصوف من لفظه ، كقوله «٣» : حِجْراً مَحْجُوراً.

وقيل : النّسي ما يرمى به لوقاحته.

٢٤

تَحْتَكِ سَرِيًّا : شريفا وجيها «٤».

وقيل «٥» : السّريّ : النهر الصغير ليكون الرطب طعامها والنهر شرابها.

___________

(١) البحر المحيط : ٦/ ١٨١.

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٣.

(٣) سورة الفرقان : آية : ٢٢.

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٧٠ عن الحسن ، وابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٢ عن الحسن ، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٢٢ إلى الحسن ، وعكرمة ، وابن زيد.

(٥) ذكر الإمام البخاري في صحيحه : ٤/ ١٤٠ ، كتاب الأنبياء ، باب قوله تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ تعليقا موقوفا على البراء بن عازب قال : «سريا» : نهر صغير بالسريانية.

وأخرجه عبد الرازق في تفسيره : ٣٢٦ عن البراء ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٧٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٦/ ٦٩ ، ٧٠) عن البراء بن عازب ، وابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة.

ورجحه الطبري فقال : «و أولى القولين في ذلك عندي بالصواب قيل من قال : عني به الجدول ، وذلك أنه أعلمها ما قد أعطاها اللّه من الماء الذي جعله عندها ، وقال لها :

وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي من هذا الرطب ، وَاشْرَبِي من هذا الماء ، وَقَرِّي عَيْناً بولدك ، و«السري» معروف من كلام العرب أنه النهر الصغير ...» اه.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٤.

٢٥

تُساقِطْ : تتساقط ، أدغمت التاء في السين «١».

رُطَباً : نصب على التمييز «٢» ، أو على وقوع الفعل لأنّ التساقط متعد كالتقاضي والتناسي ، قال اللّه تعالى «٣» : فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ، أو التقدير : هزي رطبا جنيا بجذع النخل تساقط عليك «٤».

٢٧

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ : يجوز تَحْمِلُهُ حالا منها ومنه ومنهما «٥» ، ولو كان تحمله إليهم لجاز حالا منهم أيضا لحصول الضمائر في الجملة التي هي حال.

فَرِيًّا : عجيبا «٦» ، أو مفترى من الفرية «٧».

٢٩

مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا : أي : من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه «٨»؟.

٣٤

ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : أي : ذلك الذي قال : إني عبد اللّه

___________

(١) ورد هذا التوجيه لقراءة حمزة بفتح التاء والتخفيف.

ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٢ ، وحجة القراءات : ٤٤٢ ، والكشف لمكي : ٢/ ٨٨.

(٢) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٦ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٨٧٢.

(٣) سورة طه : آية : ٦٢.

(٤) ينظر وجوه الإعراب في هذه الآية في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٢٥ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٣/ ١٢ ، ١٣) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٥٢ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٧٢ ، والبحر المحيط : ٦/ ١٨٥.

(٥) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٤ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٦٧٣.

(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٤. [.....]

(٧) هذا قول اليزيدي في غريب القرآن : ٢٣٨ ، قال : «يقال فريت الكذب وافتريته وكذلك تَخْلُقُونَ إِفْكاً تصنعونه. خلقت الكذب واختلقته مثل فريته وافتريته ، ومنه إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ، أي : افتراء الأولين ...».

(٨) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٢٨ ، وقال : «يكون «من» في معنى الشرط والجزاء ويكون المعنى : من يكن في المهد صبيا - ويكون صَبِيًّا حالا - فكيف نكلمه. كما تقول : من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه».

عيسى بن مريم لا ما تقول النصارى أنه ابن اللّه «١».

قَوْلَ الْحَقِّ : أي : هو قول الحق وكلمته ، أو الذي تلوناه من صفته وقصّته قَوْلَ الْحَقِّ.

٣٧

فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ : تحزبوا إلى يعقوبيّة ، وملكائيّة ، ونسطورية [٦٠/ أ] وغيرها «٢».

٣٨

أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا : أي : لئن عموا وصمّوا عن الحقّ في الدّنيا فما أسمعهم يوم لا ينفعهم!.

٤٤

لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ : لا تطعه فيما سول.

٤٥

فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا : موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا.

٤٦

لَأَرْجُمَنَّكَ : لأرمينّك بالشّتم «٣» ، وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا : حينا طويلا.

٤٧

حَفِيًّا : لطيفا رحيما «٤» ، والحفاوة : الرأفة والكرامة «٥».

___________

(١) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٩ ، والماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٦.

ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ١٩٥ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٣١ عن الزجاج.

(٢) هذه الفرق الثلاث نسبة إلى ثلاثة من علماء النصارى هم : يعقوب ، وملكاء ، ونسطور.

فقالت اليعقوبية : عيسى هو اللّه ، هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. وقالت الملكائية :

هو عبد اللّه ونبيه ، وقالت النسطورية : إنه ابن اللّه.

ينظر تفسير الطبري : ١٦/ ٨٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ١٩٦ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٠٨ ، وتفسير ابن كثير : (٥/ ٢٢٥ ، ٢٢٦) ، وتفسير البيضاوي : ٢/ ٣٤.

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ١٦٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٧٤ ، والطبري في تفسيره : ١٦/ ٩١.

وقال الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٢ : «يقال : فلان يرمي فلانا ويرجم فلانا ، معناه يشتمه ، وكذلك قوله عز وجل : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ، معناه : يشتمونهن ، وجائز أن يكون لَأَرْجُمَنَّكَ لأقتلنك رجما ، والذي عليه التفسير أن الرجم هاهنا الشتم».

(٤) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٦٩ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ٩٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٣٣ ، والمفردات للراغب : ١٢٥.

(٥) اللسان : ١٤/ ١٨٧ (حفا).

٥٢

وَقَرَّبْناهُ : قرّب «١» من أعلى الحجب حتى سمع صرير «٢» القلم.

٥٧

وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا : رفع إلى السّماء الرابعة «٣» ، وروي :

___________

(١) هو موسى عليه الصلاة والسلام.

(٢) في «ك» : «صريف» ، وصرير القلم صوته.

وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٩٤ ، ٩٥) عن ابن عباس ، وأبي العالية.

وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٧٣ ، كتاب التفسير ، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية ، كما عزا إخراجه إلى سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.

(٣) أي : إدريس عليه السلام.

وقد ورد هذا القول في أثر أخرجه الترمذي في سننه : ٥/ ٣١٦ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة مريم» عن قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة».

قال الترمذي : وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.

وقال : وهذا حديث حسن وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، حديث المعراج بطوله ، وهذا عندنا مختصر من ذاك» اه.

وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ٩٦ ، ٩٧) عن أنس مرفوعا.

وأخرجه عن أبي سعيد الخدري ، وكعب ، ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٨ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن مردويه.

عن قتادة عن أنس مرفوعا.

وأخرج البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حديث المعراج : أنه رأى إدريس في السماء الرابعة.

ينظر صحيح البخاري : ٤/ ٧٧ ، كتاب بدء الخلق ، باب «ذكر الملائكة صلوات اللّه عليهم».

وصحيح مسلم : ١/ ١٥٠ ، كتاب الإيمان ، باب «الإسراء برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى السماوات».

السّادسة «١» ، وروي : السّابعة «٢».

٥٨

بُكِيًّا «٣» : جمع «باك» ، ك «شاهد» ، و«شهود» «٤» ، ويجوز مصدرا بمعنى البكاء «٥».

٥٩

أَضاعُوا الصَّلاةَ : صلّوها في غير وقتها «٦».

يَلْقَوْنَ غَيًّا : خيبة وشرا «٧» ، أو جزاء الغيّ على حذف المضاف «٨».

___________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : (١٦/ ٩٦ ، ٩٧) عن ابن عباس ، والضحاك.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٢٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، والضحاك أيضا.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥١٨ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس ، والضحاك.

(٢) أورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤١ ، وقال : «حكاه أبو سليمان الدمشقي».

(٣) من قوله تعالى : إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا [آية : ٥٨].

(٤) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٣٥.

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٨ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٥٣٠. [.....]

(٥) رده الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٥ قائلا : «و من قال : بُكِيًّا هاهنا مصدر فقد أخطأ لأن سُجَّداً جمع ساجد ، وبُكِيًّا عطف عليه ، ويقال : بكى بكاء وبكيا» اه.

وانظر القول الذي أورده المؤلف - رحمه اللّه - في إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢١ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٥٦ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٢٨ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢٠٠.

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ٩٨ عن القاسم بن مخيمرة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣٠ عن ابن مسعود ، وعمر بن عبد العزيز.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٥٢٦ ، ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي اللّه عنه.

كما عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، والخطيب في «المتفق والمفترق» عن عمر بن عبد العزيز.

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١٠١ عن ابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤٦ عن ابن زيد أيضا.

(٨) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٦. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٤٦ عن الزجاج.

٦١

مَأْتِيًّا : مفعولا من الإتيان «١».

٦٢

إِلَّا سَلاماً : اسم جامع للخير.

بُكْرَةً وَعَشِيًّا : مقدار ما بين الغداة والعشي على التمثيل بعادة الدنيا.

٦٤

وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ : استبطأ جبريل - عليه السلام - فقال :

«ما يمنعك أن تزورنا أكثر» «٢».

ما بَيْنَ أَيْدِينا : من أمر الآخرة وَما خَلْفَنا : ما مضى من أمر الدنيا.

وَما بَيْنَ ذلِكَ : من الحال إلى يوم القيامة.

٦٨

جِثِيًّا : باركين على الركب ، وأصلها : «جثووا» فوقعت الواو طرفا قبلها ضمّة «٣».

٦٩

أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا : أي : ننزع الأعتى فالأعتى.

وأَيُّهُمْ رفع على الحكاية «٤» ، أي : الذي يقال أيّهم أشد. وعند

___________

(١) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٣٦ ، وقال : «لأن كل ما وصل إليك فقد وصلت إليه ، وكل ما أتاك فقد أتيته ، يقال : وصلت إلى خبر فلان ووصل إليّ خبر فلان ، وأتيت خبر فلان وأتاني خبر فلان ، فهذا على معنى : أتيت خبر فلان».

(٢) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٣٧ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ.

وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١٠٣ ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٤٧ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٢٤٣.

(٣) أصلها جثوو (جثوّ) ثم قلبت ياء فصارت «جثويا» ثم اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون في كلمة فقلبت الواو الأولى ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت «جثيّا» ، وقلبت ضمة الثاء كسرة فصارت «جثيا» ثم أتبعت حركة الثاء فقلبت كسرة فقالوا : «جثيا» ، فحركة الجيم اتباعا لحركة الثاء ، وحركة الثاء لمجانسة الياء بعدها.

وينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢٣ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٣٠.

(٤) هذا قول الخليل كما في الكتاب لسيبويه : ٢/ ٣٩٩.

واختاره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٢٩.

سيبويه «١» هو مبنيّ بتقدير : الذي هو أشدّ ، فلما حذف «هو» واطّرد الحذف صار كبعض الاسم فبني.

٧١

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها : ورود حضور ومرور «٢». وقال رجل من الصّحابة - لآخر : أيقنت بالورود؟ قال : نعم ، قال : وأيقنت بالصّدر؟ قال :

لا ، قال : ففيم الضحك؟ ففيم التثاقل «٣»؟!.

٧٣

نَدِيًّا : مجلسا «٤» ، ندوت القوم أندوهم : جمعتهم فندوا :

اجتمعوا «٥».

٧٤

وَرِءْياً : مهموزا «٦» على وزن «رعي» اسم المرئيّ ، رأيته رؤية ورأيا ، والمصدر رئي كالرّعي والرّعي ، أي : أحسن متاعا ومنظرا «٧».

___________

(١) الكتاب : ٢/ ٣٩٨.

(٢) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١١٠ عن قتادة.

ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٥٦ عن عبيد بن عمير.

(٣) نقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٢٥٥ عن الحسن البصري أنه قال : «قال رجل لأخيه :

يا أخي أتاك إنك وارد النار؟ قال : نعم ، قال : فهل أتاك أنك خارج منها؟ قال : لا ، قال :

ففيم الضحك؟!».

وأورد نحوه القرطبي في التذكرة : ٤٠٤ عن الحسن رحمه اللّه تعالى.

قال القرطبي رحمه اللّه : «و قد أشفق كثير ممن تحقق الورود ، والجهل بالصدر. كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه يقول : ليت أمي لم تلدني. فتقول له امرأته : يا أبا ميسرة إنّ اللّه قد أحسن إليك وهداك إلى الإسلام ، قال : أجل ، ولكن اللّه قد بين لنا أنّا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون».

(٤) معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٧١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ١٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٤١.

(٥) اللسان : ١٥/ ٣١٧ (ندى).

(٦) قراءة عاصم ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وحمزة ، والكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤١١ ، وحجة القراءات : ٤٤٦ ، والتبصرة لمكي : ٢٥٦. [.....]

(٧) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٧١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٥.

[٦٠/ ب ] وأمّا/ الرّيّ «١» - مشدّدا - فمن ريّ الشّباب وأنواع النعمة.

٧٥

فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا : فليدعه في ضلالته وليمله في غيّه ، واللّفظ أمر والمعنى خبر «٢».

٧٦

وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ : الطاعات التي تسلم من الإحباط وتبقى لصاحبها.

وَخَيْرٌ مَرَدًّا : مرجعا يردّ إليه.

٧٧

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا : العاص بن وائل السّهمي «٣».

___________

(١) وهي قراءة نافع ، وابن عامر.

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٤٣.

ونص كلامه هناك : «هذا لفظ أمر في معنى الخبر ، وتأويله أن اللّه - عز وجل - جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها ، ويمده فيها ، كما قال جل وعز : مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأعراف : ١٨٦] إلّا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر ، كأن لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزاما ، كأنه يقول : أفعل ذلك وآمر نفسي به ، فإذا قال القائل : من رآني فلأكرمه ، فهو ألزم من قوله : أكرمه ، كأنه قال : من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك» اه.

وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١١٩ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٠٧ ، والمحرر الوجيز : ٩/ ٥٢٢ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٤٤.

(٣) ورد ذلك في صحيح البخاري وصحيح مسلم من رواية أخرجاها عن خبات بن الأرت رضي اللّه عنه قال : «كنت قينا في الجاهلية ، وكان لي دين على العاص بن وائل. قال :

فأتاه يتقاضاه ، فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى اللّه عليه وسلم. فقال : «و اللّه لا أكفر حتى يميتك اللّه ثم تبعث. قال : فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتي مالا وولدا فأقضيك. فنزلت هذه الآية : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً اه.

اللفظ للبخاري في صحيحه : ٥/ ٢٣٨ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا.

وهو في صحيح مسلم : ٤/ ٢١٥٣ كتاب «صفات المنافقين وأحكامهم» ، باب «سؤال اليهود النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم عن الروح».

وانظر تفسير الطبري : ١٦/ ١٢٠ ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٤٩ ، والتعريف والإعلام : ١١١.

٧٨

عَهْداً : أي : عهد بعمل صالح قدّمه «١».

لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً : أي : إذا بعثت.

٧٩

سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ : نحفظه عليه.

٨٠

وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ : نجعل المال والولد لغيره ونسلبه ذلك.

و«الولد» «٢» : جمع كأسد ووثن.

٨٣

أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ : خلّيناهم وإيّاهم «٣».

تَؤُزُّهُمْ أَزًّا : تزعجهم إزعاجا «٤».

٨٤

نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا : أي : أعمالهم للجزاء وأنفاسهم للفناء.

٨٥

وَفْداً : ركبانا مكرّمين.

٨٦

وِرْداً : عطاشا «٥». من ورود الإبل.

___________

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ١٦/ ١٢٢ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٥٣٦ عن قتادة ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٠٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٦١.

(٢) على قراءة «ولد» بضم الواو ، وهي لحمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٤١٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٥٧ ، والتيسير للداني : ١٥٠.

وانظر توجيه المؤلف لهذه القراءة في الكشف لمكي : ٢/ ٩٢ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢١٣.

(٣) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٣٤٥ ، وذكر وجها آخر وقال : «و هو المختار أنهم أرسلوا عليهم وقيضوا لهم بكفرهم كما قال عز وجل : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف : ٣٥] ... ومعنى الإرسال هاهنا التسليط ، يقال : قد أرسلت فلانا على فلان : إذا سلّطته عليه ، كما قال : إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ، فأعلم اللّه عز وجل : أن من اتبعه هو مسلط عليه» اه.

وانظر المحرر الوجيز : ٩/ ٥٣٣.

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٦/ ١٢٥ عن قتادة.

وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٢/ ١٧٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٥ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ١٥٠.

(٥) بلغة قريش كما في كتاب لغات القبائل : ١٨٩ عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما.

وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٦/ ١٢٧ ، ١٢٨) عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن ، وقتادة ، وسفيان.

٨٩

إِدًّا : منكرا عظيما «١».

٩٠

هَدًّا : هدما بشدة صوت «٢».

٩٦

وُدًّا : محبة في قلوب النّاس «٣».

٩٧

لُدًّا : ذوي جدل بالباطل.

٩٨

رِكْزاً : صوتا خفيا «٤».

٩٥

فَرْداً : لا أنصار له ولا أعوان كلّ امرئ مشغول بنفسه.

___________

(١) تفسير الطبري : ١٦/ ١٢٩ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٦ ، والمفردات للراغب : ١٤.

(٢) تفسير الطبري : ١٦/ ١٣٠ ، والمفردات : ٥٣٧.

(٣) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٦.

وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٦/ ١٣٢ عن ابن عباس ، ومجاهد.

(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ١٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٦ ، وتفسير الطبري : ١٦/ ١٣٤ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٤٧ ، والمفردات : ٢٠٢.

﴿ ٠