سورة الأنبياء١اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ : لقلّة ما بقي بالإضافة إلى ما مضى «١» ، أو لأنّ كلّ آت قريب. وحساب اللّه العبد إظهاره تعالى ما للعبد وما عليه للجزاء. ٢مُحْدَثٍ : أي : في التنزيل «٢». ٣لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ : مشتغلة ، من لهيت ألهى لهوا ولهيّا «٣». أو طالبة للّهو ، من لهوت ألهو ، وإذا تقدّمت الصّفة انتصب ، كقول الشّاعر «٤» : لميّة موحشا طلل يلوح كأنّه خلل وَأَسَرُّوا النَّجْوَى : تمّ الكلام عليه ، ثم كأنه فسّره فقال : هم الذين ___________ (١) ذكر الماوردي هذا القول والذي يليه في تفسيره : ٣/ ٣٦ ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٣٩. وانظر تفسير القرطبي : ١١/ ٢٦٧ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢٩٥. (٢) تفسير الطبري : ١٧/ ٢ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٣٦ ، والمحرر الوجيز : ١٠/ ١٢٢. قال القرطبي في تفسيره : ١١/ ٢٦٧ : «أي ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث ، يريد في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة ، وآية بعد آية ، كما كان ينزله اللّه تعالى عليه في وقت بعد وقت ، لا أن القرآن مخلوق». (٣) اللسان : ١٥/ ٢٥٨ (لها) ، وانظر تفسير القرطبي : ١١/ ٢٦٧ ، والبحر المحيط : ٦/ ٢٩٥. (٤) هو كثيّر عزّة ، والبيت له في الكتاب لسيبويه : ٢/ ١٢٣ ، وخزانة الأدب : ٢/ ٢١١. وهو في مغني اللبيب : ١/ ٨٥ ، واللسان : ١١/ ٢٢٠ (خلل) دون نسبة. قال الأستاذ عبد السلام هارون - رحمه اللّه - في هامش تحقيقه لكتاب سيبويه : «و الشاهد فيه نصب «موحشا» على الحال ، وكان أصله صفة ل «طلل» ، فتقدمت على الموصوف فصارت حالا». ظلموا ، كقوله» : ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ. أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ : أفتقبلونه «٢»؟. ١٠فِيهِ ذِكْرُكُمْ : شرفكم «٣» إن [عملتم ] «٤» به. ١٢يَرْكُضُونَ : يسرعون ويستحثون. ١٣لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ : لتسألوا عما كنتم تعملون «٥». ١٥حَصِيداً خامِدِينَ/ : خمدوا كالنّار وحصدوا كما يحصد الزّرع. ١٩لا يَسْتَحْسِرُونَ : لا يتعبون ولا ينقطعون عن العمل ، من البعير الحسير. ٢١يُنْشِرُونَ : يحيون. أنشر اللّه الموتى فنشروا. ٢٩وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ : قيل «٦» : إنّه إبليس في دعائه إلى طاعته. ٣٠كانَتا رَتْقاً : ملتصقتين ، ففتق اللّه بينهما بالهواء «٧» ، أو فتق السّماء بالمطر والأرض بالنبات «٨». ___________ (١) سورة المائدة : آية : ٧١. (٢) في تفسير الطبري : ١٧/ ٣ : «قال بعضهم لبعض : أتقبلون السحر ، وتصدقون به وأنتم تعلمون أنه سحر؟ يعنون بذلك القرآن». (٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٠٠ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ٧ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٣٨٥ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٣٩. (٤) في الأصل : «علمتم» ، ولا يستقيم به السياق. (٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٣٩ عن ابن بحر. (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٧ عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٢٥ ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة أيضا. [.....] (٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٨ عن الحسن ، وقتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٢ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٨) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٠١ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٣٧ ، واليزيدي في غريب القرآن : ٢٥٤ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٨٦. وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٩ عن عكرمة ، وعطية ، وابن زيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٨٢ ، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وفي إسناده : طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي. قال عنه الذهبي في التلخيص : «واه». ووصفه الحافظ في التقريب : ٢٨٣ بقوله : «متروك ، من السابعة». وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات : ١/ ٦١ عن ابن عباس ، وفي إسناده طلحة بن عمرو أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٢٥ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ورجح الطبري هذا القول فقال : «و أولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات ، ففتقنا السماء بالغيث ، والأرض بالنبات. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله : جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ على ذلك ، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه ...». ٣٨يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ : يعيبهم. ٣٧خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ : فسر بالجنس ، أي : خلق على حبّ العجلة في أمره «١» ، كقوله «٢» : وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا : وفسّر بآدم «٣» - عليه السلام - وأنّه لمّا نفخ فيه الرّوح فقبل أن استكمله «٤» نهض. وقال الأخفش «٥» : معناه : خلق الإنسان في عجلة. ___________ (١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ٤٥ ، وذكر نحوه الطبري في تفسيره : ١٧/ ٢٦. (٢) سورة الأسراء : آية : ١١. (٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٢٦ عن السدي ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٤٤ عن سعيد بن جبير ، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٣٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عكرمة. (٤) في «ك» : فقبل استكماله. (٥) الأخفش : ( - ٢١٥ ه). هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء ، الإمام اللّغوي النّحويّ المشهور ، أصله من «بلخ». لازم سيبويه وروى عنه كتابه. أخباره في : إنباه الرواة : ٢/ ٣٦ ، ومعجم الأدباء : ٤/ ٢٤٢ ، وإشارة التعيين : ١٣١. ونص كلامه في معانيه : ٢/ ٦٣٣ كالتالي : «من تعجيل الأمر ، لأنه قال : إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ ، فهذا العجل كقوله : فَلا تَسْتَعْجِلُونِ. وانظر قوله في تفسير القرطبي : ١١/ ٢٨٩ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣١٣. وقيل العجل : الطين «١» وتلفيقه «٢» بقوله : فَلا تَسْتَعْجِلُونِ أن من خلق الإنسان مع ما فيه من بديع الصّنعة لا يعجزه ما استعجلوه من الآيات. ٤٠فَتَبْهَتُهُمْ : فتفجؤهم أو تحيّرهم «٣». ٤٦نَفْحَةٌ : دفعة يسيرة «٤». وقيل «٥» : نصيب ، نفح له من عطائه «٦». ٤٧الْمَوازِينَ الْقِسْطَ : أي : ذوات القسط ، والقسط : العدل ، مصدر يوصف به ، يكون للواحد وللجميع «٧». ٥٨جُذاذاً : قطعا ، جمع جذاذة ، ك «زجاجة» وزجاج. ___________ (١) ذكره اليزيدي في غريب القرآن : ٢٥٤ ، وأورده ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ١٥١ ، ونقل القرطبي في تفسيره : ١١/ ٢٨٩ عن أبي عبيدة وكثير من أهل المعاني أن العجل الطين بلغة حمير. وعقب ابن عطية على هذا القول بقوله : «و هذا أيضا ضعيف مغاير لمعنى الآية». (٢) كذا في الأصل ، ولعل المناسب للسياق هنا : «و تعقيبه» ، لدلالة : فَلا تَسْتَعْجِلُونِ عليه. (٣) في تفسير البغوي : ٣/ ٢٤٥ : «يقال فلان مبهوت ، أي : متحير». وقال القرطبي في تفسيره : ١١/ ٢٩٠ : «يقال : بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره. وقيل : فتفجأهم». (٤) قال القرطبي في تفسيره : ١١/ ٢٩٣ : «و النفحة في اللغة الدفعة اليسيرة ، فالمعنى : ولئن مسهم أقل شيء من العذاب لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ، أي : متعدين ، فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف». (٥) ذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ٣٢ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٤٦ عن ابن جريج ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١١/ ٢٩٣. (٦) في اللسان : ٢/ ٦٢٢ (نفح) : «و نفحه بشيء ، أي : أعطاه ، ونفحه بالمال نفحا : أعطاه». (٧) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٩٤. [.....] و«جذاذا» «١» جمع جذيذ «٢» ، ك «خفيف» وخفاف. ٦٣بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ : أي : يجب أن يفعله كبيرهم أن لو كان معبودا لئلا يعبد معه غيره على إلزام الحجة لا الخبر ، أو هو خبر معلق بشرط لا يكون ، وهو نطق الأصنام فيكون نفيا للمخبر به «٣». وإذا وقفت على بَلْ فَعَلَهُ «٤» كان المعنى : بل فعله من فعله ، ثم الابتداء بقوله : كَبِيرُهُمْ هذا. ٦٨حَرِّقُوهُ : قاله رجل من أكراد فارس «٥» ، ولم تحرق النّار إلّا وثاقة «٦» ، ولما أوثقوه قال : لا إله إلّا أنت سبحانك ربّ العالمين ، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك «٧». ٦٩كُونِي بَرْداً : قيل : أحدث فيها البرد بدلا من الحرّ. ___________ (١) بكسر الجيم المعجمة ، وهي قراءة الكسائي كما في السبعة : ٤٢٩ ، وحجة القراءات : ٤٦٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٤. (٢) قال اليزيدي في غريب القرآن : ٢٥٥ : «و «جذيذ» بمعنى مجذوذ كالقتيل والجريح». وانظر المعنى الذي أورده المؤلف في معاني الفراء : ٢/ ٢٠٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٣٩٦ ، والكشف لمكي : ٢/ ١١٢. (٣) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي : ٣/ ٤٧ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٤٩ ، وزاد المسير : ٥/ ٣٥٩. (٤) وقد نقل عن الكسائي أنه كان يقف على قوله تعالى : بَلْ فَعَلَهُ. ينظر تفسير البغوي : ٣/ ٢٤٩ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٣٠٠ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٢٥. (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٤٣ عن مجاهد. (٦) ورد هذا المعنى فيأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره : ٣٤١ ، والطبري في تفسيره : ١٧/ ٤٤ عن كعب الأحبار. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٣٩ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن كعب أيضا. (٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٤٥ عن أرقم ، وذكره ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٣٤٥ دون عزو. وقيل «١» : حيل بينها وبينه فلم تصل إليه. ٧١إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها : أرض الشّام «٢». وبركتها أنّ أكثر الأنبياء منها ، وهي أرض خصيب يطيب فيها عيش الغنيّ والفقير. ٧٤الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ/ الْخَبائِثَ : قرية سدوم «٣» ، وخبائثهم إتيان الذكران وتضارطهم في أنديتهم «٤». ٧٨نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ : رعت ليلا «٥» ، نفشت الغنم ، ونفشها أهلها ، وأسداها أيضا باللّيل ، وأهملها بالنهار «٦». ٧٩فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ : دفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ودفع الحرث إلى صاحب الغنم ، وجعل عليه عمارته حتى إذا نبتت في السنة القابلة ترادّا «٧». ٧٨ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ : جمع في موضع التثنية لإضافته إلى المحكوم لهم ومن حكم. ___________ (١) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢٢/ ١٨٩. (٢) ورد هذا القول في آثار أخرجها الطبري في تفسيره : (١٧/ ٤٦ ، ٤٧) عن أبيّ بن كعب ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وابن جريج ، وابن زيد. وأورد ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٦٨ القول الذي ذكره المؤلف ، ثم قال : «و هذا قول الأكثرين». وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٤٢ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب. (٣) ذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ٤٩ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٥٠ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٥٢ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٧٠. (٤) المصادر السابقة. (٥) غريب القرآن لليزيدي : ٢٥٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٧ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ٥٣ ، والمفردات للراغب : ٥٠٢ ، واللسان : ٦/ ٣٥٧ (نفش). (٦) الهمل ، بالتحريك : الإبل بلا راع ، مثل النّفش ، إلّا أن الهمل بالنهار والنّفش لا يكون إلّا ليلا. يقال : إبل همل وهاملة وهمّال وهوامل ، وتركتها هملا أي : سدى إذا أرسلتها ترعى ليلا بلا راع. ينظر اللسان : ١١/ ٧١٠ (همل). (٧) تفسير الطبري : (١٧/ ٥١ - ٥٤) ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٥٣ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٣٤٩. [.....] ٧٩وَكُنَّا فاعِلِينَ : نقدر على ما نريد. ٨٢وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ : كثّف أجسام الجن حتى أمكنهم تلك الأعمال معجزة لسليمان «١». ٨٣وسخّر الطير له بأن قوّى إفهامها كصبياننا الذين يفهمون التخويف. أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ : لم يكن ما نزل به من المرض فعلا للشّياطين كما ذكره في سورة «ص» «٢» ، ولكن إنّما آذاه «٣» بالوسوسة ونحوها. ٨٤وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ : ابن عباس قال «٤» : أبدل بكل شيء ذهب له ضعفين. «ذو الكفل» «٥» رجل صالح كفل لنبيّ بصيام النّهار وقيام اللّيل وألّا يغضب ويقضي بالحق «٦». وذَا النُّونِ «٧» صاحب الحوت ، إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً : أي : ___________ (١) تفسير الفخر الرازي : (٢٢/ ٢٠٢ ، ٢٠٣). (٢) قوله تعالى : وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ [آية : ٤١]. (٣) في الأصل : «إنما وإنما آذاه ...» ، ولا يستقيم به السياق. (٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ٧٢ بسند فيه : محمد بن سعد عن أبيه عن عمه ... وقد سبق بيان ضعفهم ص (١٣٥). (٥) في قوله تعالى : وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ [آية : ٨٥]. (٦) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : (١٧/ ٧٤ ، ٧٥) عن أبي موسى الأشعري ، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٦١ ، وزاد نسبته إلى ابن حاتم ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وعبد بن حميد عن مجاهد رحمه اللّه. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٣٥٧ : «الظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي. وقال آخرون : إنما كان رجلا صالحا ، وكان ملكا عادلا ، وحكما مقسطا ، وتوقف ابن جرير في ذلك ، فاللّه أعلم» اه. (٧) في قوله تعالى : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ... [آية : ٨٧]. مغاضبا لقومه حين استبطأ وعد اللّه ، فخرج بغير أمر ولم يصبر بدليل قوله «١» : فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ. ٨٧فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ : لن نضيّق «٢» ، كقوله «٣» : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أو فظنّ أن لن نقدّر عليه البلاء من القدر «٤» لا القدرة ، كأنه : فظن أن لن نقدر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت ، أو هو على تقدير الاستفهام «٥» ، أي : أفظنّ؟. فِي الظُّلُماتِ : ظلمة اللّيل والبحر وبطن الحوت «٦». إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ : أي : لنفسي في خروجي قبل الإذن. ٩٠وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ : كانت عقيما فجعلها اللّه ولودا «٧». وقيل «٨» : كان في خلقها سوء فحسّن اللّه خلقها. ___________ (١) سورة القلم : آية : ٤٨. (٢) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٨٧ ، وذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ٧٨ ورجحه. وانظر تفسير الماوردي : ٣/ ٥٧ ، والمحرر الوجيز : ١٠/ ١٩٦ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٣٢٩. (٣) سورة الطلاق : آية : ٧. (٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٠٢. (٥) ذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ٧٩ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٥٨ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ١٩٦. (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٨٠ عن ابن عباس ، ومحمد بن كعب القرظي ، وقتادة ، وعمرو بن ميمون. وذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢٠٩ ، والزجاج في معانيه : ٣/ ٤٠٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ١٩٧. (٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٨٣ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة. وذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢١٠ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٥٩ ، ورجحه ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٣٦٤. [.....] (٨) ذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ٨٣ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٥٩ عن عطاء ، وابن كامل. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٧٠ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» ، وابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح. وعقّب الطبري - رحمه اللّه - على القولين اللذين تقدما بقوله : «و الصواب من القول في ذلك أن يقال : إن اللّه أصلح لزكريا زوجه ، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخلق ، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها ، ولم يخصص اللّه جل ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه ، ولا على لسان رسوله ، ولا وضع على خصوص ذلك دلالة ، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض». ٩١فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا : أجرينا فيها روح المسيح كما يجري الهواء بالنّفخ «١». [٦٣/ ب ] ٩٢ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ : دينكم «٢» ، أُمَّةً واحِدَةً : دينا واحدا ، ونصبه على القطع «٣» ، أو أنكم خلق واحد فكونوا على دين واحد «٤». ٩٣وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ : اختلفوا في الدين وتفرقوا «٥». ٩٥وَحَرامٌ : واجب «٦» ، عَلى قَرْيَةٍ : على أهل قرية ، ___________ (١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ٦٠ ، وانظر زاد المسير : ٥/ ٣٨٥. (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٨٥ عن مجاهد ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٠ عن ابن عباس ، وقتادة. (٣) أي على الحال ، وهو اصطلاح جرى عليه الفراء. ينظر معاني القرآن له : ٢/ ٢١٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٧٩ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٢٦ ، ومعجم المصطلحات النحوية : ١٨٨. (٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٠. (٥) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٨ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ٨٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٦٨ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٣٤١. (٦) نقل الزجاج هذا القول في معانيه : ٣/ ٤٠٥ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٨٧ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٧٢ ، وعزا إخراجه إلى الفريابي ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا. وفي توجيه هذا القول ذكر الفخر الرازي في تفسيره : ٢٢/ ٢٢١ : أن الحرام قد يجيء بمعنى الواجب ، والدليل عليه الآية والاستعمال والشعر. أما الآية فقوله تعالى : قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وترك الشرك واجب وليس بمحرم ، وأما الشعر فقول الخنساء : وإن حراما لا أرى الدهر باكيا على شجرة إلا بكيت على عمرو يعني : وإن واجبا. وأما الاستعمال فلأن تسمية أحد الضدين باسم الآخر مجاز مشهور ، كقوله تعالى : وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها. إذا ثبت هذا فالمعنى أنه واجب على أهل كل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ...» اه. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٢٠٤ : «و يتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن ، وذلك أنه ذكر من عمل صالحا وهو مؤمن ، ثم عاد إلى ذكر الكفرة الذين من كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يحشرون إلى ربّ ، ولا يرجعون إلى معاد ، فهم يظنون بذلك أنه لا عقاب ينالهم ، فجاءت الآية مكذبة لظن هؤلاء ، أي : ممتنع على الكفرة المهلكين أنهم لا يرجعون ، بل هم راجعون إلى عقاب اللّه وأليم عذابه». أَهْلَكْناها : بالعذاب ، أو وجدناها هالكة بالذنوب ، كقولك : أعمرت بلدة وأخربتها : وجدتها كذلك ، أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ : لا يؤمنون. ٩٦حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ : أي : جهة يأجوج. و«الحدب» : فجاج الأرض «١». يَنْسِلُونَ : يخرجون ويسرعون «٢» ، من نسلان الذئب. ٩٨حَصَبُ جَهَنَّمَ : حطبها «٣». وقيل : يحصبون فيها بالحصباء «٤». ___________ (١) المفردات للراغب : ١١٠ ، واللسان : ١/ ٣٠١ (حدب). (٢) قال اليزيدي في غريب القرآن : ٢٥٦ : «و النسلان والنسول مشي سريع في استخفاء مثل نسلان الذئب». وانظر تفسير الطبري : ١٧/ ٩١ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٠٥ ، والمفردات للراغب : ٤٩١ ، واللسان : ١١/ ٦٦١ (نسل). (٣) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢١٢ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ٩٤ عن مجاهد ، وقتادة ، وعكرمة. (٤) أي : يرمون فيها بالحصى ، وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٨ : «و أصله من الحصباء ، وهي : الحصى. يقال : حصبت فلانا : إذا رميته حصبا - بتسكين الصاد - وما رميت به : حصب ، بفتح الصاد ... واسم حصى الحجارة : حصب». وانظر تفسير الطبري : ١٧/ ٩٤ ، واللسان : ١/ ٣٢٠ (حصب). ١٠٠لا يَسْمَعُونَ : أي : لا يسمعون ما ينتفعون به وإن سمعوا ما يسؤوهم «١». ١٠١إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى : الطاعة للّه «٢». وقيل «٣» : إنّهم عيسى وعزير والملائكة عبدوا وهم كارهون. و«الحسيس» «٤» : الصوت الذي يحسّ «٥». ١٠٣الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ : النفخة الأخيرة «٦». وقيل «٧» : إطباق باب النّار على أهلها. ___________ (١) ينظر تفسير الفخر الرازي : ٢٢/ ٢٢٥ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٣٤٥ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٤١. (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٩٦ عن مجاهد. (٣) ورد هذا القول في أثر طويل عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، في سياق المناظرة بين أحد رؤوس الشرك في مكة - وهو ابن الزّبعرى - وبين النبي صلى اللّه عليه وسلم. وقد أخرجه الطبري في تفسيره : (١٧/ ٩٦ ، ٩٧) ، والطبراني في المعجم الكبير : ١٢/ ١٥٣ ، حديث رقم (١٢٧٣٩) ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٨٥ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول : (٣٥٣ ، ٣٥٤) عن ابن عباس أيضا. وانظر تفسير ابن كثير : (٥/ ٣٧٤ ، ٣٧٥) ، والدر المنثور : ٥/ ٦٧٩. [.....] (٤) من قوله تعالى : لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ [آية : ١٠٢]. (٥) غريب القرآن لليزيدي : ٣٥٧ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ٩٨ ، واللسان : ٦/ ٤٩ (حسس). (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ٩٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عمه ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء ، تقدم بيان حالهم ص (١٣٥). ونقل الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٢ هذا القول عن الحسن رحمه اللّه تعالى. (٧) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ٩٨ عن سعيد بن جبير ، وابن جريج. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٣ عن ابن جريج. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣٩٤ ، وقال : «رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك». كَطَيِّ السِّجِلِّ : الصّحيفة «١» : فيكون «الكتاب» «٢» مصدرا كالكتابة. كَما بَدَأْنا : العامل في كَما ... : نُعِيدُهُ ، أي : نعيد الخلق كما بدأناه «٣». وَعْداً : مصدر ، والعامل فيه معنى نُعِيدُهُ «٤». ١٠٥وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ : الكتب المزبورة المنزلة على الأنبياء. والذِّكْرِ : أم الكتاب «٥». ١٠٩آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ : أمر بيّن سويّ «٦» ، أو سواء في البلاغ ، لم أظهر بعضكم على شيء كتمته عن غيره «٧» ، فيدلّ على إبطال مذهب الباطنية «٨» لعنهم اللّه. ١١١لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ : أي : إبقاؤكم على ما أنتم عليه كناية عن مدلول غير مذكور. ___________ (١) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢١٣ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٨٨ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٠٠ عن ابن عباس ، ومجاهد. ورجح الطبري هذا القول. (٢) بالتوحيد على قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وعاصم في رواية شعبة. كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٣١ ، ٤٧١ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٤. وانظر الكشف لمكي : ٢/ ١١٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٦٦ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٤٣. (٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢١٣ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٢٩. (٤) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٠٦ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٢٩ ، وتفسير القرطبي : ١١/ ٣٤٨. (٥) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٠٣ عن مجاهد ، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٣ عن مجاهد. (٦) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٦٤ عن السدي. (٧) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٤ عن علي بن عيسى. وذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢٢/ ٢٣٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١١/ ٣٥٠. (٨) تفسير النسفي : ٣/ ٩١. وعن الرّبيع بن أنس «١» أنّ النّبي صلى اللّه عليه وسلم لما أسري به رأى فلانا - وهو بعض بني أميّة على المنبر يخطب النّاس - فشق عليه ، فنزل : وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ. ١١٢رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ، بحكمك الحق «٢» ، أو افصل بيننا بإظهار الحق «٣» وكان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا شهد حربا قرأها «٤». ___________ (١) أورد الشوكاني هذا الأثر في فتح القدير : ٣/ ٤٣٣ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي خيثمة ، وابن عساكر عن الربيع. وذكر نحوه القرطبي في تفسيره : ١١/ ٣٥١ دون عزو. (٢) ذكره الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٠٨ فقال : «و قد زعم بعضهم أن معنى قوله : رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ قل : ربّ احكم بحكمك الحق ، ثم حذف «الحكم» الذي «الحق» نعت له ، وأقيم «الحق» مقامه ...». [.....] (٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٤ ، وقال : «هذا معنى قول قتادة». (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره : ٣٤٥ عن قتادة ، وكذا الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٠٨ ، وعزاه ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٣٨٣ إلى زيد بن أسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٦٨٩ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن قتادة رحمه اللّه. |
﴿ ٠ ﴾