سورة الحج١«الزّلزلة» «١» : شدّة الحركة على الحال الهائلة «٢» ، من : «زلّت قدمه» ثمّ ضوعف لفظه ليتضاعف/ معناه «٣». ٣شَيْطانٍ مَرِيدٍ : أي : «مارد» «٤» ، وهو المتجرد للفساد. ٤كُتِبَ عَلَيْهِ : الشّيطان ، أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ : اتبعه. فَأَنَّهُ : فإنّ الشّيطان ، يُضِلُّهُ «٥». وفتح «أن» عطفا على الأولى للتوكيد «٦» ، أو التقدير : فلأنه يضله. ٥مُخَلَّقَةٍ : مخلوقة تامّة التصوير «٧». لِنُبَيِّنَ لَكُمْ : بدء خلقكم وترتيب إنشائكم «٨». ___________ (١) من قوله تعالى : يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [آية : ١]. (٢) ينظر تهذيب اللغة : ١٣/ ١٦٥ ، والكشاف : ٣/ ٣ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٣. (٣) المفردات للراغب : ٢١٤ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٣ ، واللسان : ١١/ ٣٠٨ (زلل). (٤) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١٠. (٥) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢١٥ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١١٦ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٥. (٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١١. وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٨٦ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢/ ٤٨٦ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٦٨. (٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١١٧ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٦٧. (٨) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري : ١٧/ ١١٨ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٦٧. هامِدَةً : غبراء يابسة «١» ، همدت النّار «٢» ، وهمد الثّوب : بلي «٣». اهْتَزَّتْ : استبشرت وتحركت ببنائها ، والاهتزاز شدّة الحركة في الجهات «٤» ، وَرَبَتْ : انتفخت فطالت «٥». مِنْ كُلِّ زَوْجٍ : نوع أو لون ، بَهِيجٍ : يبهج من رآه «٦». ٦هُوَ الْحَقُّ : المستحق لصفات التعظيم. ٩ثانِيَ عِطْفِهِ : لاوى عنقه تكبّرا «٧». ١٠ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ : ذلِكَ مبتدأ ، والخبر بِما قَدَّمَتْ ، وموضع «أنّ» خفض على العطف على «ما» «٨». لَيْسَ بِظَلَّامٍ : على بناء المبالغة ، وهو لا يظلم مثقال ذرة ، إذ أقلّ قليل الظّلم - مع علمه بقبحه واستغنائه - كأكثر الكثير منّا. وسبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه الثواب وأقدار الأعواض في الآخرة ، ولا ما في الدنيا من ائتلاف المصالح باختلاف الأحوال فعدّوا شدائد الدنيا ظلما. ___________ (١) عن تفسير الماوردي : ٣/ ٦٨. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، والمفردات للراغب : ٥٤٥. (٢) أي : طفئت. المفردات : ٥٤٥ ، واللسان : ٣/ ٤٣٦ (همد). (٣) اللسان : ٣/ ٤٣٧ (همد). (٤) عن المبرد في تفسير القرطبي : ١٢/ ١٣ ، وانظر اللسان : ٥/ ٤٢٤ (هزز). [.....] (٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٨ ، وقال : «فعلى هذا الوجه يكون مقدما ومؤخرا ، وتقديره : فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت ، وهذا قول الحسن ، وأبي عبيدة». وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١٣ ، واللسان : ١٤/ ٣٠٥ (ربا). (٦) ينظر هذا المعنى في تفسير القرطبي : ١٢/ ١٤. (٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٥ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٥٩ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٢١. (٨) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٨٨. ١١عَلى حَرْفٍ : ضعف رأي في العبادة مثل ضعف القائم على حرف «١» ، وباقي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف. ١٣يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ : تقديره : تأخير «يدعو» ليصحّ موضع اللام «٢» ، أي : لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو ، أو يَدْعُوا موصول بقوله : هو الضّلال البعيد يدعوه ، ولَمَنْ ضَرُّهُ مبتدأ وخبره «٣» لَبِئْسَ الْمَوْلى . ١٥أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ : أي : محمدا «٤» ، فليتسبب أن يقطع عنه النّصر من السماء. وقيل «٥» : المعنى المعونة بالرزق ، أي : من يسخط ما أعطى وظنّ أنّ اللّه لا يرزقه فليمدد بحبل في سماء بيته من حلقه ثم ليقطع الحبل حتى يموت مختنقا. ___________ (١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٩ عن علي بن عيسى. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤١١ ، وقال : «و بيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه». (٢) قال العكبري في التبيان : ٢/ ٩٣٤ : «هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة ، وسبب ذلك أن اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ، و«يدعو» ليس منها ...» اه ، وأورد وجوه الإعراب التي قيلت في هذه الآية. (٣) عن معاني القرآن للزجاج : (٣/ ٤١٥ ، ٤١٦). وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٨٨ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٧٠ ، والتبيان : ٢/ ٩٣٥. (٤) ومعنى هذا القول كما في تفسير الطبري : ١٧/ ١٢٥ أن من كان يحسب أن لن ينصر اللّه محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إليّ ، وهو «السبب» إلى سماء بيته ، وهو سقفه ثم ليقطع الحبل ...». وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٧/ ١٢٥ - ١٢٧) عن ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد. (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٣٧ عن مجاهد ، وهو معنى قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٤٦. وانظر تفسير الماوردي : ٣/ ٧٠ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٨ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٣/ ١٨. ١٧إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا : خبره إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ. ١٩هذانِ خَصْمانِ : أهل القرآن وأهل الكتاب «١». وقيل «٢» : الفريقان من المؤمنين والكافرين يوم بدر. [٦٤/ ب ] قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ : أي : يحيط بهم/ النّار إحاطة الثياب «٣». ٢٠يُصْهَرُ : يذاب. ٢٢كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا : النّار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجوا فتقمعهم الزّبانية إلى قعرها. ٢٥إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ : عطف المستقبل على الماضي لأنّه على تقدير : وهم يصدّون ، أي : من شأنهم الصد «٤» كقوله «٥» : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ. سَواءً «٦» الْعاكِفُ فِيهِ : سَواءً رفع بالابتداء. والْعاكِفُ ___________ (١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٣٢ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ونقله الواحدي في أسباب النزول : ٣٥٧ عن ابن عباس ، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٠ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة. (٢) ثبت هذا القول في أثر عن أبي ذر رضي اللّه تعالى عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٤٢ ، كتاب التفسير ، باب قوله : هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤/ ٢٣٢٣ ، كتاب التفسير ، باب في قوله تعالى : هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ. وانظر تفسير الطبري : (١٧/ ١٣١ ، ١٣٢) ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٥٦ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٤٠١. (٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٢ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٨٠. (٤) ينظر معاني القرآن للفراء : (٢/ ٢٢٠ ، ٢٢١) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٢٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٣/ ٩٢ ، ٩٣) ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٣٨. (٥) سورة الرعد : آية : ٢٨. [.....] (٦) بالرفع والتنوين ، وهي قراءة السبعة إلا عاصما في رواية حفص ، فإنه قرأ «سواء» بالنصب والتنوين. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٣٥ ، وحجة القراءات : ٤٧٥ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٦. خبره وصلح مع تنكيره للابتداء لأنّه كالجنس في إفادة العموم الذي هو أخو العهد فكان في معنى المعرفة «١». والْعاكِفُ : المقيم «٢» ، ووَ الْبادِ «٣» : الطارئ ، ولهذه الآية لم نجوّز بيع دور مكة «٤». وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ : أي : من يرد فيه صدا ، بِإِلْحادٍ : ميل عن الحق «٥» ، ثم فسّر الإلحاد بظلم إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم. وقال الزّجّاج «٦» : المعنى من إرادته فيه بأن يلحد بظلم. ٢٦وَإِذْ بَوَّأْنا : قرّرنا وبيّنا «٧». ___________ (١) هذا قول الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٠. وذكره النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ٩٣ ، وذكر وجهين آخرين هما : «أن ترفع «سواء» على خبر «العاكف» ، وتنوي به التأخير ، أي : العاكف فيه والبادي سواء ، والوجه الثالث : أن تكون الهاء التي في «جعلناه» مفعولا أول و«سواء العاكف فيه والبادي في موضع المفعول الثاني ...». وقال أبو حيان في البحر المحيط : (٦/ ٣٦٢ ، ٣٦٣) : «و الأحسن أن يكون «العاكف والبادي» هو المبتدأ ، و«سواء» الخبر ، وقد أجيز العكس. (٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٨ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩١. (٣) البادي - بالياء - قراءة ابن كثير وقفا ووصلا ، وقرأ بها أبو عمرو ونافع في رواية ورش في حالة الوصل فقط. السبعة لابن مجاهد : ٤٣٦ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٨ ، والتيسير للداني : ١٥٨. (٤) مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك الكراهة ، وذهب الإمام مالك إلى أن دور مكة لا تباع ولا تكرى ، ومذهب الشافعية والجمهور على جواز ذلك. ينظر أحكام القرآن للجصاص : (٣/ ٢٢٩ ، ٢٣٠) ، وأحكام القرآن للكيا الهراس : ٤/ ٢٣٦ ، وأحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٢٧٤ ، وتفسير القرطبي : (١٢/ ٣٢ ، ٣٣). (٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩١ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٤. (٦) معاني القرآن : ٣/ ٤٢١. (٧) اللسان : ١/ ٣٨ (بوأ). قال السّدي «١» : كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له : الخجوج. وقيل «٢» : بسحابة بيضاء أظلّت على مقدار البيت. ٢٧وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ : قام إبراهيم في المقام فنادى : يا أيها النّاس إنّ اللّه دعاكم إلى الحج. فأجابوا ب «لبّيك اللّهم لبيك» «٣». رِجالًا : جمع «راجل». يَأْتِينَ : على معنى الركاب ، أو كُلِّ ضامِرٍ : تضمّن معنى الجماعة. و«الفجّ» : الطريق بين الجبلين «٤» ، و«العميق» : البعيد الغائر «٥». ٢٨أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ : أيام العشر. عن ابن عبّاس «٦» ، والنّحر ويومان ___________ (١) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٤٣. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣١ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن السدي. (٢) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٤ عن قطرب ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٨٣ عن الكلبي. (٣) أخرج - نحوه - ابن أبي شيبة في المصنف : ١١/ ٥٢١ ، كتاب الفضائل حديث رقم (١١٨٧٥) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وكذا الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٤٤ ، ١٤٥) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير. وأخرجه الحاكم في المستدرك : (٢/ ٣٨٨ ، ٣٨٩) ، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : ٥/ ١٧٦ ، كتاب الحج ، باب «دخول مكة بغير إرادة حج ولا عمرة». وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٢ ، وزاد نسبته إلى ابن منيع ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٤) المفردات للراغب : ٣٧٣ ، واللسان : ٢/ ٣٣٨ (فجج). (٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٢ ، والمفردات للراغب : ٣٤٨. (٦) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وزاد نسبته إلى الحسن رحمه اللّه تعالى. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٧ ، وعزا إخراجه إلى أبي بكر المروزي في كتاب «العيدين» عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. [.....] بعده عن ابن عمر «١». ٢٩ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ : حاجتهم من مناسك الحجّ «٢» من الوقوف ، والطواف ، والسّعي ، والرّمي ، والحلق بعد الإحرام من الميقات. وقيل «٣» : هو تقشّف الإحرام لأن «التفث» الوسخ «٤» ، وقضاؤه : التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار «٥». وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ : من الطّوفان «٦». ___________ (١) أورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٨ وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، وابن المنذر عن ابن عمر رضي اللّه عنهما. وأورد الحافظ ابن كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عمر وصحح إسناده. ينظر تفسيره : ٥/ ٤١٢. (٢) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ٨٦ عن مجاهد ، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٤٩ ، ١٥٠) عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما. (٣) في النهاية : ٤/ ٦٦ : «القشف : يبس العيش. وقد قشف يقشف ورجل متقشّف ، أي : تارك للنظافة والترفّد». وانظر اللسان : ٩/ ٢٨٢ (قشف). (٤) الكشاف : ٣/ ١١ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٧. وفي تفسير القرطبي : ١٢/ ٥٠ عن قطرب قال : «تفث الرجل إذا كثر وسخه». (٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٤٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٧ عن الحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ورجح ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير : ٥/ ٤٢٧. وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦١. (٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٤ بصيغة التمريض فقال : «و قيل : إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان ، ودليل هذا القول : وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ ، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه». وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤١ القول الذي ذكره المؤلف ، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. ونقله ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٤١٤ عن عكرمة. أو من استيلاء الجبابرة «١». أو «العتيق» : القديم «٢» ، وهو أول بيت وضع للنّاس «٣» ، بناه آدم ثم [٦٥/ أ] جدّده إبراهيم عليهما السّلام «٤»./ وهذا طواف الزيارة الواجب «٥». ٣٠إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ : أي : من الصّيد «٦». ___________ (١) يدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في تاريخه : ١/ ٢٠١ عن عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «إنما سمى اللّه البيت العتيق لأنه أعتقه من الجبابرة». وأخرج - نحوه - الترمذي في سننه : ٥/ ٣٢٤ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة الحج» عن عبد اللّه بن الزبير ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلا». وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٨٩ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه». وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ١/ ١٢٥ ، والطبري في تفسيره : ١٧/ ١٥١. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤١ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه ، والطبراني عن ابن الزبير أيضا. (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥١ عن ابن زيد ، وعزاه الزجاج في معاني القرآن : ٣/ ٤٢٤ إلى الحسن. ورجحه الطبري ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٢. وانظر أخبار مكة للأزرقي : ١/ ٢٨٠ ، والعقد الثمين : ١/ ٣٥ ، وشفاء الغرام : ١/ ٤٨. (٣) قال تعالى : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [آل عمران : ٩٦]. (٤) ينظر تفسير القرطبي : ٢/ ١٢٠ ، وتفسير ابن كثير : ١/ ٢٥٩ ، والدر المنثور : ١/ ٣٠٨. (٥) وهو طواف الإفاضة. قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ١٧/ ١٥٢ : «عني بالطواف الذي أمر جل ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يطاف به بعد التعريف ، إما يوم النحر ، وإما بعده ، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك». وانظر أحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٢٨٤ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٧ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٠. (٦) لعله يريد : أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ. وقد ذكر هذا القول الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٢٨ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٤. وجمهور المفسرين على أن المراد : «إلا ما يتلى عليكم من : المنخنقة والموقودة والمتردية ...». ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٢ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٥٣ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٢٤ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٨ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٨ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٤. مِنَ الْأَوْثانِ : «من» لتلخيص الجنس ، أي : اجتنبوا الرجس الذي هو وثن «١». ٣١حُنَفاءَ لِلَّهِ : مستقيمي الطريقة على أمر اللّه «٢». ٣٢وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ : مناسك الحج «٣» ، أو يعظّم البدن المشعرة ويسمّنها ويكبّرها «٤». ٣٣إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى : إلى أن تقلد أو تنحر «٥». ٣٤جَعَلْنا مَنْسَكاً : حجا «٦». وقيل «٧» : عيدا وذبائح. وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ : المطمئنين بذكر اللّه. ___________ (١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٢٥ ، وذكره النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ٩٦ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٢٨ عن الزجاج. (٢) تفسير الماوردي : ٣/ ٧٨ ، والمفردات للراغب : ١٣٣ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٥. [.....] (٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥٦ عن ابن زيد. وانظر تفسير الماوردي : ٣/ ٧٩ ، والمفردات للراغب : ٢٦٢ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٣٠. (٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥٦ عن ابن عباس ، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٦ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٥) ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٥٨ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٩ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٨٧. (٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٨٠ عن قتادة ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٨. (٧) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٦ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٠ ، ورجحه القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٨. ٣٥الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ : الوجل يكون عند خوف الزّيغ والتقصير في حقوقه ، والطمأنينة عن ثلج اليقين وشرح الصّدور بمعرفته ، فهما حالان ، فلهذا جمع بينهما مع تضادّهما. ٣٦وَالْبُدْنَ : الإبل المبدّنة بالسّمن ، بدّنت النّاقة : سمّنتها «١». مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ : معالم دينه «٢». صَوافَّ : مصطفة معقولة «٣» ، وصوافي «٤» : خالصة للّه. وصوافن «٥» : معقّلة في قيامها بأزمّتها. وَجَبَتْ : سقطت لنحرها «٦». وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ : الْقانِعَ الذي ينتظر الهدية ، وَالْمُعْتَرَّ من يأتيك سائلا «٧» ، ..... ___________ (١) ينظر الصحاح : ٥/ ٢٠٧٧ ، واللسان : ١٣/ ٤٨ (بدن). (٢) تفسير القرطبي : ١٢/ ٥٦ ، واللسان : ٤/ ٤١٤ (شعر). (٣) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور كما في معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٠. (٤) بكسر الفاء وبعدها ياء ، ونسبت هذه القراءة إلى الحسن ، وأبي موسى الأشعري ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، والأعرج ، وسليمان التيمي ، وهي من شواذ القراءات. ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٦٥ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٩٩ ، والمحتسب : ٢/ ٨١ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٦٩. (٥) نسبت هذه القراءة إلى ابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، وعطاء ، والضحاك. ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٦٢ ، والمحتسب : ٢/ ٨١ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٦٩ ، وإتحاف فضلاء البشر : ٢/ ٢٧٥. (٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٦٦ ، والمفردات للراغب : ٥١٢. (٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٥١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٦٧ ، ١٦٨) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٢ عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٤ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما. وقيل «١» على العكس. وفي الحديث «٢» : «لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم» ، وهو كالتابع والخادم. ٣٧لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها : لن يتقبل اللّه اللّحم والدماء ولكن يتقبّل التقوى. ٣٩أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ : أول آية في القتال «٣». ___________ (١) أي أن القانع هو الذي يسأل ، والمعتر الذي لا يتعرض للناس. وهو قول الفراء في معانيه : ٢/ ٢٢٦ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣. وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٦٨ عن الحسن ، وسعيد بن جبير. ورجح الطبري هذا القول. (٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٢/ ٢٠٤ عن عبد اللّه بن عمرو مرفوعا ، وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه اللّه إسناده في شرح المسند : ١١/ ١٢٢. وأخرجه الترمذي في سننه : ٤/ ٥٤٥ ، كتاب الشهادات ، باب «ما جاء فيمن لا تجوز شهادته». وأخرج - نحوه - أبو داود في سننه : ٤/ ٢٤ ، كتاب الأقضية ، باب «من ترد شهادته». وفي معالم السنن للخطابي : «و معنى رد هذه الشهادة : التهمة في جر النفع إلى نفسه ، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم من نفع ، وكل من جر إلى نفسه بشهادته نفعا فهي مردودة ...». وانظر النهاية لابن الأثير : ٤/ ١١٤. [.....] (٣) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ١/ ٢١٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في شرح المسند : ٣/ ٢٦١. وأخرجه - أيضا - عبد الرزاق في تفسيره : ٣٢٥ ، والنسائي في تفسيره : ٦/ ٢ ، كتاب الجهاد ، باب «وجوب الجهاد» ، والطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٢ ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٩٠٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : ٩/ ١١ ، كتاب السير ، باب «مبتدأ الإذن بالقتال». وانظر أسباب النزول للواحدي : ٣٥٧ ، وتفسير ابن كثير : ٦/ ٤٣٠ ، والدر المنثور : ٦/ ٥٧. ٤٠وَبِيَعٌ : كنائس النّصارى «١» ، وَصَلَواتٌ : كنائس اليهود «٢» ، وكانت «صلوتا» : فعرّبت «٣». والمراد من ذلك في أيام شريعتهم. وقيل «٤» : وَصَلَواتٌ مواضع صلوات المسلمين. ٤٥وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ : أي : أهلكنا البادية والحاضرة ، فخلت القصور من أربابها والآبار من واردها «٥». والمشيد : المبنيّ بالشّيد «٦». ٤٦وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ : لبيان أنّ محلّ العلم القلب ، ولئلا يقال إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو على قولهم : القلب لبّ كل شيء. والهاء في فَإِنَّها للعماية ، وهو الإضمار على شريطة التفسير «٧». ٥١مُعاجِزِينَ : طالبين للعجز كقوله : غالبته «٨» ، أو مسابقين «٩» كأن المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالمسابق. ___________ (١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢٢٧ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٦ عن قتادة. (٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٣ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٧٦ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٣٠. (٣) ينظر المعرّب للجواليقي : ٢٥٩ ، والمهذّب للسيوطي : ١٠٧. (٤) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٧ عن ابن زيد. (٥) تفسير الطبري : ١٧/ ١٨٠. (٦) وهو الجصّ كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٣ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٣٢ ، واللسان : ٣/ ٢٤٤ (شيد). (٧) تفسير القرطبي : ١٢/ ٧٧ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٧٨. (٨) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٢. (٩) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٤ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٧٩ عن الأخفش. وذكر الزمخشري في الكشاف : ٣/ ١٨ ، وقال : «و عاجزه : سابقه ، لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به ، فإذا سبقه قيل : أعجزه وعجزه». ٥٢وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ : الرسول الشّارع ، والنّبيّ : الحافظ شريعة/ غيره «١» ، والرسول يعمّ البشر والملك «٢». إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ : كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه فيلقي الشّيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه ثم يحكم اللّه آياته «٣» ، أو يوسوس إلى النبي بالخطرات المزعجة عند تباطئ القوم عن الإيمان ، أو تأخر نصر اللّه. وإن حملت الأمنية على التلاوة فيكون الشّيطان الملقي فيها من شياطين الإنس ، فإنّه كان من المشركين من يلغوا في القرآن «٤» ، فينسخ اللّه ذلك فيبطله ويحكم آياته. وما يروى في سبب النزول أنّه - عليه السّلام - وصل وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى «٥» ب «تلك الغرانقة الأولى «٦» ، وإنّ شفاعتهن لترتجى». إن ___________ (١) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره : ٣/ ٨٧ عن الجاحظ. وأورد الفخر الرازي - رحمه اللّه - عدة فروق بين الرسول والنبي ، فقال : «أحدها : أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو إلى كتاب من قبله. والثاني : أن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول ، ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصال فهو النبي غير الرسول. والثالث : أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول ، ومن لم يكن كذلك بل رأى في النوم كونه رسولا ، أو أخبره أحد من الرسل بأنه رسول اللّه فهو النبي الذي لا يكون رسولا. وهذا هو الأولى» اه. ينظر تفسيره : ٢٣/ ٥٠. (٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٦ دون عزو. (٣) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ٩١ ، وعزاه إلى جعفر بن محمد. (٤) واستدل قائلو هذا القول بقوله تعالى : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت : ٢٦]. [.....] (٥) سورة النجم : آية : ٢٠. (٦) في «ك» : «تلك الغرانيق العلى». وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٧ : «و اختلفت الروايات في الألفاظ ففي بعضها : «تلك الغرانقة» ، وفي بعضها : «تلك الغرانيق» ، وفي بعضها : «و إن شفاعتهم» ، وفي بعضها : «فإن شفاعتهن ...». ثبت «١» لم يكن ثناء على أصنامهم إذ مخرج الكلام على زعمهم ، كقولهم «٢» : يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ، أي : نزل عليه الذكر على زعمه وعند من آمن به ، ولو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا. ٥٥يَوْمٍ عَقِيمٍ : شديد لا رحمة فيه «٣» ، أو فرد لا يوم مثله «٤». ٦٨وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ : أي : جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السّفهاء فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول ، وينبغي أن يتأدّب بهذا كلّ أحد. ___________ (١) لكنه لم يثبت ، وقد رد الأئمة العلماء هذه الرواية من أساسها ، وأوردوا الأدلة على بطلانها نقلا وعقلا. قال القاضي عياض رحمه اللّه في الشفا : ٢/ ٧٥٠ : «يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ، وإنما أولع به ويمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب ، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم» اه. ثم أورد القاضي عياض طرق الحديث وكشف ضعفها وبطلانها ، ثم قال : «أما من جهة المعنى فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى اللّه عليه وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة ، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير اللّه ، وهو كفر ، أو أن يتسور عليه الشيطان ، ويشبّه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ، ويعتقد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام ، وذلك كله ممتنع في حقه صلى اللّه عليه وسلم ، أو يقول ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم من قبل نفسه عمدا ، وذلك كفر ، أو سهوا ، وهو معصوم من هذا كله ...». وأشار الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٤٣٨ إلى الروايات التي وردت في سياق هذه القصة ثم قال : «و لم أرها مسندة من وجه صحيح». وممن رد هذه الرواية ابن العربي في أحكام القرآن : (٣/ ١٣٠٠ - ١٣٠٣) ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٥ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٣/ ٥١ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ٨٠. (٢) سورة الحجر : آية : ٦. (٣) نقل - نحوه - الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٨ عن الحسن رحمه اللّه تعالى. (٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٥. ٧٣وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ : بإفساده لطعامهم وثمارهم «١». ٧٦ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : أول أعمالهم ، وَما خَلْفَهُمْ : آخرها «٢» ٧٨مِلَّةَ أَبِيكُمْ : أي : حرمة إبراهيم - عليه السلام - على المسلمين كحرمة الوالد على الولد ، وإلّا فليس يرجع جميعهم إلى ولادة إبراهيم. لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ : بالطاعة والمعصية في تبليغه. وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ : بأعمالهم فيما بلّغتموهم من كتاب ربّهم وسنّة نبيهم. ___________ (١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ٨٩. وذكره القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٩٧ ، وقال : «و خص الذباب لأربعة أمور تخصه : لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته». (٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : (٣/ ٨٩ ، ٩٠) عن الحسن رحمه اللّه ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٩. |
﴿ ٠ ﴾