سورة الحج

١

«الزّلزلة» «١» : شدّة الحركة على الحال الهائلة «٢» ، من : «زلّت قدمه» ثمّ ضوعف لفظه ليتضاعف/ معناه «٣».

٣

شَيْطانٍ مَرِيدٍ : أي : «مارد» «٤» ، وهو المتجرد للفساد.

٤

كُتِبَ عَلَيْهِ : الشّيطان ، أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ : اتبعه.

فَأَنَّهُ : فإنّ الشّيطان ، يُضِلُّهُ «٥». وفتح «أن» عطفا على الأولى للتوكيد «٦» ، أو التقدير : فلأنه يضله.

٥

مُخَلَّقَةٍ : مخلوقة تامّة التصوير «٧».

لِنُبَيِّنَ لَكُمْ : بدء خلقكم وترتيب إنشائكم «٨».

___________

(١) من قوله تعالى : يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [آية : ١].

(٢) ينظر تهذيب اللغة : ١٣/ ١٦٥ ، والكشاف : ٣/ ٣ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٣.

(٣) المفردات للراغب : ٢١٤ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٣ ، واللسان : ١١/ ٣٠٨ (زلل).

(٤) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١٠.

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢١٥ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١١٦ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٥.

(٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١١.

وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٨٦ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢/ ٤٨٦ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٦٨.

(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١١٧ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٦٧.

(٨) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري : ١٧/ ١١٨ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٦٧.

هامِدَةً : غبراء يابسة «١» ، همدت النّار «٢» ، وهمد الثّوب : بلي «٣».

اهْتَزَّتْ : استبشرت وتحركت ببنائها ، والاهتزاز شدّة الحركة في الجهات «٤» ، وَرَبَتْ : انتفخت فطالت «٥».

مِنْ كُلِّ زَوْجٍ : نوع أو لون ، بَهِيجٍ : يبهج من رآه «٦».

٦

هُوَ الْحَقُّ : المستحق لصفات التعظيم.

٩

ثانِيَ عِطْفِهِ : لاوى عنقه تكبّرا «٧».

١٠

ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ : ذلِكَ مبتدأ ، والخبر بِما قَدَّمَتْ ، وموضع «أنّ» خفض على العطف على «ما» «٨».

لَيْسَ بِظَلَّامٍ : على بناء المبالغة ، وهو لا يظلم مثقال ذرة ، إذ أقلّ قليل الظّلم - مع علمه بقبحه واستغنائه - كأكثر الكثير منّا.

وسبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه الثواب وأقدار الأعواض في الآخرة ، ولا ما في الدنيا من ائتلاف المصالح باختلاف الأحوال فعدّوا شدائد الدنيا ظلما.

___________

(١) عن تفسير الماوردي : ٣/ ٦٨.

وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، والمفردات للراغب : ٥٤٥.

(٢) أي : طفئت.

المفردات : ٥٤٥ ، واللسان : ٣/ ٤٣٦ (همد).

(٣) اللسان : ٣/ ٤٣٧ (همد).

(٤) عن المبرد في تفسير القرطبي : ١٢/ ١٣ ، وانظر اللسان : ٥/ ٤٢٤ (هزز). [.....]

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٨ ، وقال : «فعلى هذا الوجه يكون مقدما ومؤخرا ، وتقديره : فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت ، وهذا قول الحسن ، وأبي عبيدة».

وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١٣ ، واللسان : ١٤/ ٣٠٥ (ربا).

(٦) ينظر هذا المعنى في تفسير القرطبي : ١٢/ ١٤.

(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٥ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٥٩ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٢١.

(٨) معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤١٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٨٨.

١١

عَلى حَرْفٍ : ضعف رأي في العبادة مثل ضعف القائم على حرف «١» ، وباقي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف.

١٣

يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ : تقديره : تأخير «يدعو» ليصحّ موضع اللام «٢» ، أي : لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو ، أو يَدْعُوا موصول بقوله : هو الضّلال البعيد يدعوه ، ولَمَنْ ضَرُّهُ مبتدأ وخبره «٣» لَبِئْسَ الْمَوْلى .

١٥

أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ : أي : محمدا «٤» ، فليتسبب أن يقطع عنه النّصر من السماء.

وقيل «٥» : المعنى المعونة بالرزق ، أي : من يسخط ما أعطى وظنّ أنّ اللّه لا يرزقه فليمدد بحبل في سماء بيته من حلقه ثم ليقطع الحبل حتى يموت مختنقا.

___________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٦٩ عن علي بن عيسى.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤١١ ، وقال : «و بيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه».

(٢) قال العكبري في التبيان : ٢/ ٩٣٤ : «هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة ، وسبب ذلك أن اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ، و«يدعو» ليس منها ...» اه ، وأورد وجوه الإعراب التي قيلت في هذه الآية.

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : (٣/ ٤١٥ ، ٤١٦).

وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٨٨ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٧٠ ، والتبيان : ٢/ ٩٣٥.

(٤) ومعنى هذا القول كما في تفسير الطبري : ١٧/ ١٢٥ أن من كان يحسب أن لن ينصر اللّه محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إليّ ، وهو «السبب» إلى سماء بيته ، وهو سقفه ثم ليقطع الحبل ...».

وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٧/ ١٢٥ - ١٢٧) عن ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد.

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٣٧ عن مجاهد ، وهو معنى قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٤٦.

وانظر تفسير الماوردي : ٣/ ٧٠ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٧٨ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٣/ ١٨.

١٧

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا : خبره إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ.

١٩

هذانِ خَصْمانِ : أهل القرآن وأهل الكتاب «١».

وقيل «٢» : الفريقان من المؤمنين والكافرين يوم بدر.

[٦٤/ ب ] قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ : أي : يحيط بهم/ النّار إحاطة الثياب «٣».

٢٠

يُصْهَرُ : يذاب.

٢٢

كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا : النّار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجوا فتقمعهم الزّبانية إلى قعرها.

٢٥

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ : عطف المستقبل على الماضي لأنّه على تقدير : وهم يصدّون ، أي : من شأنهم الصد «٤» كقوله «٥» : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ.

سَواءً «٦» الْعاكِفُ فِيهِ : سَواءً رفع بالابتداء. والْعاكِفُ

___________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٣٢ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

ونقله الواحدي في أسباب النزول : ٣٥٧ عن ابن عباس ، وقتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٠ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة.

(٢) ثبت هذا القول في أثر عن أبي ذر رضي اللّه تعالى عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٤٢ ، كتاب التفسير ، باب قوله : هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.

وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤/ ٢٣٢٣ ، كتاب التفسير ، باب في قوله تعالى :

هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.

وانظر تفسير الطبري : (١٧/ ١٣١ ، ١٣٢) ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٥٦ ، وتفسير ابن كثير : ٥/ ٤٠١.

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٢ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٨٠.

(٤) ينظر معاني القرآن للفراء : (٢/ ٢٢٠ ، ٢٢١) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٢٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٣/ ٩٢ ، ٩٣) ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٣٨.

(٥) سورة الرعد : آية : ٢٨. [.....]

(٦) بالرفع والتنوين ، وهي قراءة السبعة إلا عاصما في رواية حفص ، فإنه قرأ «سواء» بالنصب والتنوين.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٣٥ ، وحجة القراءات : ٤٧٥ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٦.

خبره وصلح مع تنكيره للابتداء لأنّه كالجنس في إفادة العموم الذي هو أخو العهد فكان في معنى المعرفة «١».

والْعاكِفُ : المقيم «٢» ، ووَ الْبادِ «٣» : الطارئ ، ولهذه الآية لم نجوّز بيع دور مكة «٤».

وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ : أي : من يرد فيه صدا ، بِإِلْحادٍ : ميل عن الحق «٥» ، ثم فسّر الإلحاد بظلم إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم.

وقال الزّجّاج «٦» : المعنى من إرادته فيه بأن يلحد بظلم.

٢٦

وَإِذْ بَوَّأْنا : قرّرنا وبيّنا «٧».

___________

(١) هذا قول الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٠.

وذكره النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ٩٣ ، وذكر وجهين آخرين هما : «أن ترفع «سواء» على خبر «العاكف» ، وتنوي به التأخير ، أي : العاكف فيه والبادي سواء ، والوجه الثالث :

أن تكون الهاء التي في «جعلناه» مفعولا أول و«سواء العاكف فيه والبادي في موضع المفعول الثاني ...».

وقال أبو حيان في البحر المحيط : (٦/ ٣٦٢ ، ٣٦٣) : «و الأحسن أن يكون «العاكف والبادي» هو المبتدأ ، و«سواء» الخبر ، وقد أجيز العكس.

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٨ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩١.

(٣) البادي - بالياء - قراءة ابن كثير وقفا ووصلا ، وقرأ بها أبو عمرو ونافع في رواية ورش في حالة الوصل فقط.

السبعة لابن مجاهد : ٤٣٦ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٨ ، والتيسير للداني : ١٥٨.

(٤) مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك الكراهة ، وذهب الإمام مالك إلى أن دور مكة لا تباع ولا تكرى ، ومذهب الشافعية والجمهور على جواز ذلك.

ينظر أحكام القرآن للجصاص : (٣/ ٢٢٩ ، ٢٣٠) ، وأحكام القرآن للكيا الهراس : ٤/ ٢٣٦ ، وأحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٢٧٤ ، وتفسير القرطبي : (١٢/ ٣٢ ، ٣٣).

(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩١ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٤.

(٦) معاني القرآن : ٣/ ٤٢١.

(٧) اللسان : ١/ ٣٨ (بوأ).

قال السّدي «١» : كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له :

الخجوج.

وقيل «٢» : بسحابة بيضاء أظلّت على مقدار البيت.

٢٧

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ : قام إبراهيم في المقام فنادى : يا أيها النّاس إنّ اللّه دعاكم إلى الحج. فأجابوا ب «لبّيك اللّهم لبيك» «٣».

رِجالًا : جمع «راجل».

يَأْتِينَ : على معنى الركاب ، أو كُلِّ ضامِرٍ : تضمّن معنى الجماعة.

و«الفجّ» : الطريق بين الجبلين «٤» ، و«العميق» : البعيد الغائر «٥».

٢٨

أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ : أيام العشر. عن ابن عبّاس «٦» ، والنّحر ويومان

___________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٤٣.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣١ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن السدي.

(٢) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٤ عن قطرب ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٨٣ عن الكلبي.

(٣) أخرج - نحوه - ابن أبي شيبة في المصنف : ١١/ ٥٢١ ، كتاب الفضائل حديث رقم (١١٨٧٥) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وكذا الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٤٤ ، ١٤٥) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير.

وأخرجه الحاكم في المستدرك : (٢/ ٣٨٨ ، ٣٨٩) ، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : ٥/ ١٧٦ ، كتاب الحج ، باب «دخول مكة بغير إرادة حج ولا عمرة».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٢ ، وزاد نسبته إلى ابن منيع ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٤) المفردات للراغب : ٣٧٣ ، واللسان : ٢/ ٣٣٨ (فجج).

(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٤٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٢ ، والمفردات للراغب : ٣٤٨.

(٦) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وزاد نسبته إلى الحسن رحمه اللّه تعالى.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٧ ، وعزا إخراجه إلى أبي بكر المروزي في كتاب «العيدين» عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. [.....]

بعده عن ابن عمر «١».

٢٩

ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ : حاجتهم من مناسك الحجّ «٢» من الوقوف ، والطواف ، والسّعي ، والرّمي ، والحلق بعد الإحرام من الميقات.

وقيل «٣» : هو تقشّف الإحرام لأن «التفث» الوسخ «٤» ، وقضاؤه :

التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار «٥».

وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ : من الطّوفان «٦».

___________

(١) أورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٨ وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، وابن المنذر عن ابن عمر رضي اللّه عنهما. وأورد الحافظ ابن كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عمر وصحح إسناده.

ينظر تفسيره : ٥/ ٤١٢.

(٢) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ٨٦ عن مجاهد ، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٤٩ ، ١٥٠) عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما.

(٣) في النهاية : ٤/ ٦٦ : «القشف : يبس العيش. وقد قشف يقشف ورجل متقشّف ، أي : تارك للنظافة والترفّد».

وانظر اللسان : ٩/ ٢٨٢ (قشف).

(٤) الكشاف : ٣/ ١١ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٧.

وفي تفسير القرطبي : ١٢/ ٥٠ عن قطرب قال : «تفث الرجل إذا كثر وسخه».

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٤٩ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٧ عن الحسن.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ورجح ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير : ٥/ ٤٢٧.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦١.

(٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٤ بصيغة التمريض فقال : «و قيل : إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان ، ودليل هذا القول : وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ ، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه».

وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤١ القول الذي ذكره المؤلف ، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.

ونقله ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٤١٤ عن عكرمة.

أو من استيلاء الجبابرة «١».

أو «العتيق» : القديم «٢» ، وهو أول بيت وضع للنّاس «٣» ، بناه آدم ثم [٦٥/ أ] جدّده إبراهيم عليهما السّلام «٤»./ وهذا طواف الزيارة الواجب «٥».

٣٠

إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ : أي : من الصّيد «٦».

___________

(١) يدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في تاريخه : ١/ ٢٠١ عن عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «إنما سمى اللّه البيت العتيق لأنه أعتقه من الجبابرة».

وأخرج - نحوه - الترمذي في سننه : ٥/ ٣٢٤ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة الحج» عن عبد اللّه بن الزبير ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلا».

وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٨٩ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه».

وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ١/ ١٢٥ ، والطبري في تفسيره : ١٧/ ١٥١.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤١ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه ، والطبراني عن ابن الزبير أيضا.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥١ عن ابن زيد ، وعزاه الزجاج في معاني القرآن : ٣/ ٤٢٤ إلى الحسن. ورجحه الطبري ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٢.

وانظر أخبار مكة للأزرقي : ١/ ٢٨٠ ، والعقد الثمين : ١/ ٣٥ ، وشفاء الغرام : ١/ ٤٨.

(٣) قال تعالى : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [آل عمران : ٩٦].

(٤) ينظر تفسير القرطبي : ٢/ ١٢٠ ، وتفسير ابن كثير : ١/ ٢٥٩ ، والدر المنثور : ١/ ٣٠٨.

(٥) وهو طواف الإفاضة.

قال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ١٧/ ١٥٢ : «عني بالطواف الذي أمر جل ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يطاف به بعد التعريف ، إما يوم النحر ، وإما بعده ، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك».

وانظر أحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٢٨٤ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٧ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٠.

(٦) لعله يريد : أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ.

وقد ذكر هذا القول الماوردي في تفسيره : ٣/ ٧٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٢٨ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٤.

وجمهور المفسرين على أن المراد : «إلا ما يتلى عليكم من : المنخنقة والموقودة والمتردية ...».

ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٢ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٥٣ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٢٤ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٨ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٢٨ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٤.

مِنَ الْأَوْثانِ : «من» لتلخيص الجنس ، أي : اجتنبوا الرجس الذي هو وثن «١».

٣١

حُنَفاءَ لِلَّهِ : مستقيمي الطريقة على أمر اللّه «٢».

٣٢

وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ : مناسك الحج «٣» ، أو يعظّم البدن المشعرة ويسمّنها ويكبّرها «٤».

٣٣

إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى : إلى أن تقلد أو تنحر «٥».

٣٤

جَعَلْنا مَنْسَكاً : حجا «٦». وقيل «٧» : عيدا وذبائح.

وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ : المطمئنين بذكر اللّه.

___________

(١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٤٢٥ ، وذكره النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ٩٦ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٢٨ عن الزجاج.

(٢) تفسير الماوردي : ٣/ ٧٨ ، والمفردات للراغب : ١٣٣ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٥٥. [.....]

(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥٦ عن ابن زيد.

وانظر تفسير الماوردي : ٣/ ٧٩ ، والمفردات للراغب : ٢٦٢ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٣٠.

(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧/ ١٥٦ عن ابن عباس ، ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٦ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٥) ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٥٨ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٧٩ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٨٧.

(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٨٠ عن قتادة ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٨.

(٧) ذكره الزجاج في معانيه : ٣/ ٤٢٦ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٠ ، ورجحه القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٥٨.

٣٥

الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ : الوجل يكون عند خوف الزّيغ والتقصير في حقوقه ، والطمأنينة عن ثلج اليقين وشرح الصّدور بمعرفته ، فهما حالان ، فلهذا جمع بينهما مع تضادّهما.

٣٦

وَالْبُدْنَ : الإبل المبدّنة بالسّمن ، بدّنت النّاقة : سمّنتها «١».

مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ : معالم دينه «٢».

صَوافَّ : مصطفة معقولة «٣» ، وصوافي «٤» : خالصة للّه.

وصوافن «٥» : معقّلة في قيامها بأزمّتها.

وَجَبَتْ : سقطت لنحرها «٦».

وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ : الْقانِعَ الذي ينتظر الهدية ، وَالْمُعْتَرَّ من يأتيك سائلا «٧» ، .....

___________

(١) ينظر الصحاح : ٥/ ٢٠٧٧ ، واللسان : ١٣/ ٤٨ (بدن).

(٢) تفسير القرطبي : ١٢/ ٥٦ ، واللسان : ٤/ ٤١٤ (شعر).

(٣) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور كما في معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٠.

(٤) بكسر الفاء وبعدها ياء ، ونسبت هذه القراءة إلى الحسن ، وأبي موسى الأشعري ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، والأعرج ، وسليمان التيمي ، وهي من شواذ القراءات.

ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٦٥ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٩٩ ، والمحتسب : ٢/ ٨١ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٦٩.

(٥) نسبت هذه القراءة إلى ابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، وعطاء ، والضحاك.

ينظر تفسير الطبري : ١٧/ ١٦٢ ، والمحتسب : ٢/ ٨١ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٦٩ ، وإتحاف فضلاء البشر : ٢/ ٢٧٥.

(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٦٦ ، والمفردات للراغب : ٥١٢.

(٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٥١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٧/ ١٦٧ ، ١٦٨) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٢ عن قتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٥٤ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما.

وقيل «١» على العكس.

وفي الحديث «٢» : «لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم» ، وهو كالتابع والخادم.

٣٧

لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها : لن يتقبل اللّه اللّحم والدماء ولكن يتقبّل التقوى.

٣٩

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ : أول آية في القتال «٣».

___________

(١) أي أن القانع هو الذي يسأل ، والمعتر الذي لا يتعرض للناس.

وهو قول الفراء في معانيه : ٢/ ٢٢٦ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٦٨ عن الحسن ، وسعيد بن جبير.

ورجح الطبري هذا القول.

(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٢/ ٢٠٤ عن عبد اللّه بن عمرو مرفوعا ، وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه اللّه إسناده في شرح المسند : ١١/ ١٢٢.

وأخرجه الترمذي في سننه : ٤/ ٥٤٥ ، كتاب الشهادات ، باب «ما جاء فيمن لا تجوز شهادته».

وأخرج - نحوه - أبو داود في سننه : ٤/ ٢٤ ، كتاب الأقضية ، باب «من ترد شهادته».

وفي معالم السنن للخطابي : «و معنى رد هذه الشهادة : التهمة في جر النفع إلى نفسه ، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم من نفع ، وكل من جر إلى نفسه بشهادته نفعا فهي مردودة ...».

وانظر النهاية لابن الأثير : ٤/ ١١٤. [.....]

(٣) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ١/ ٢١٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في شرح المسند : ٣/ ٢٦١.

وأخرجه - أيضا - عبد الرزاق في تفسيره : ٣٢٥ ، والنسائي في تفسيره : ٦/ ٢ ، كتاب الجهاد ، باب «وجوب الجهاد» ، والطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٢ ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٩٠٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : ٩/ ١١ ، كتاب السير ، باب «مبتدأ الإذن بالقتال».

وانظر أسباب النزول للواحدي : ٣٥٧ ، وتفسير ابن كثير : ٦/ ٤٣٠ ، والدر المنثور : ٦/ ٥٧.

٤٠

وَبِيَعٌ : كنائس النّصارى «١» ، وَصَلَواتٌ : كنائس اليهود «٢» ، وكانت «صلوتا» : فعرّبت «٣». والمراد من ذلك في أيام شريعتهم.

وقيل «٤» : وَصَلَواتٌ مواضع صلوات المسلمين.

٤٥

وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ : أي : أهلكنا البادية والحاضرة ، فخلت القصور من أربابها والآبار من واردها «٥».

والمشيد : المبنيّ بالشّيد «٦».

٤٦

وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ : لبيان أنّ محلّ العلم القلب ، ولئلا يقال إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو على قولهم : القلب لبّ كل شيء.

والهاء في فَإِنَّها للعماية ، وهو الإضمار على شريطة التفسير «٧».

٥١

مُعاجِزِينَ : طالبين للعجز كقوله : غالبته «٨» ، أو مسابقين «٩» كأن المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالمسابق.

___________

(١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢٢٧ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٦ عن قتادة.

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٢٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٣ ، وتفسير الطبري : ١٧/ ١٧٦ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٣٠.

(٣) ينظر المعرّب للجواليقي : ٢٥٩ ، والمهذّب للسيوطي : ١٠٧.

(٤) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٧/ ١٧٧ عن ابن زيد.

(٥) تفسير الطبري : ١٧/ ١٨٠.

(٦) وهو الجصّ كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٥٣ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، ومعاني الزجاج : ٣/ ٤٣٢ ، واللسان : ٣/ ٢٤٤ (شيد).

(٧) تفسير القرطبي : ١٢/ ٧٧ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٧٨.

(٨) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٢.

(٩) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٤ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٧٩ عن الأخفش.

وذكر الزمخشري في الكشاف : ٣/ ١٨ ، وقال : «و عاجزه : سابقه ، لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به ، فإذا سبقه قيل : أعجزه وعجزه».

٥٢

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ : الرسول الشّارع ، والنّبيّ :

الحافظ شريعة/ غيره «١» ، والرسول يعمّ البشر والملك «٢».

إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ : كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه فيلقي الشّيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه ثم يحكم اللّه آياته «٣» ، أو يوسوس إلى النبي بالخطرات المزعجة عند تباطئ القوم عن الإيمان ، أو تأخر نصر اللّه.

وإن حملت الأمنية على التلاوة فيكون الشّيطان الملقي فيها من شياطين الإنس ، فإنّه كان من المشركين من يلغوا في القرآن «٤» ، فينسخ اللّه ذلك فيبطله ويحكم آياته.

وما يروى في سبب النزول أنّه - عليه السّلام - وصل وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى «٥» ب «تلك الغرانقة الأولى «٦» ، وإنّ شفاعتهن لترتجى». إن

___________

(١) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره : ٣/ ٨٧ عن الجاحظ.

وأورد الفخر الرازي - رحمه اللّه - عدة فروق بين الرسول والنبي ، فقال :

«أحدها : أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو إلى كتاب من قبله.

والثاني : أن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول ، ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصال فهو النبي غير الرسول.

والثالث : أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول ، ومن لم يكن كذلك بل رأى في النوم كونه رسولا ، أو أخبره أحد من الرسل بأنه رسول اللّه فهو النبي الذي لا يكون رسولا. وهذا هو الأولى» اه.

ينظر تفسيره : ٢٣/ ٥٠.

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٦ دون عزو.

(٣) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ٩١ ، وعزاه إلى جعفر بن محمد.

(٤) واستدل قائلو هذا القول بقوله تعالى : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت : ٢٦]. [.....]

(٥) سورة النجم : آية : ٢٠.

(٦) في «ك» : «تلك الغرانيق العلى».

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٧ : «و اختلفت الروايات في الألفاظ ففي بعضها : «تلك الغرانقة» ، وفي بعضها : «تلك الغرانيق» ، وفي بعضها : «و إن شفاعتهم» ، وفي بعضها : «فإن شفاعتهن ...».

ثبت «١» لم يكن ثناء على أصنامهم إذ مخرج الكلام على زعمهم ، كقولهم «٢» : يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ، أي : نزل عليه الذكر على زعمه وعند من آمن به ، ولو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا.

٥٥

يَوْمٍ عَقِيمٍ : شديد لا رحمة فيه «٣» ، أو فرد لا يوم مثله «٤».

٦٨

وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ : أي : جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السّفهاء فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول ، وينبغي أن يتأدّب بهذا كلّ أحد.

___________

(١) لكنه لم يثبت ، وقد رد الأئمة العلماء هذه الرواية من أساسها ، وأوردوا الأدلة على بطلانها نقلا وعقلا.

قال القاضي عياض رحمه اللّه في الشفا : ٢/ ٧٥٠ : «يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ، وإنما أولع به ويمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب ، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم» اه.

ثم أورد القاضي عياض طرق الحديث وكشف ضعفها وبطلانها ، ثم قال : «أما من جهة المعنى فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى اللّه عليه وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة ، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير اللّه ، وهو كفر ، أو أن يتسور عليه الشيطان ، ويشبّه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ، ويعتقد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام ، وذلك كله ممتنع في حقه صلى اللّه عليه وسلم ، أو يقول ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم من قبل نفسه عمدا ، وذلك كفر ، أو سهوا ، وهو معصوم من هذا كله ...».

وأشار الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٥/ ٤٣٨ إلى الروايات التي وردت في سياق هذه القصة ثم قال : «و لم أرها مسندة من وجه صحيح».

وممن رد هذه الرواية ابن العربي في أحكام القرآن : (٣/ ١٣٠٠ - ١٣٠٣) ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٠٥ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٣/ ٥١ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ٨٠.

(٢) سورة الحجر : آية : ٦.

(٣) نقل - نحوه - الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٨ عن الحسن رحمه اللّه تعالى.

(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٨٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٥.

٧٣

وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ : بإفساده لطعامهم وثمارهم «١».

٧٦

ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : أول أعمالهم ، وَما خَلْفَهُمْ : آخرها «٢»

٧٨

مِلَّةَ أَبِيكُمْ : أي : حرمة إبراهيم - عليه السلام - على المسلمين كحرمة الوالد على الولد ، وإلّا فليس يرجع جميعهم إلى ولادة إبراهيم.

لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ : بالطاعة والمعصية في تبليغه.

وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ : بأعمالهم فيما بلّغتموهم من كتاب ربّهم وسنّة نبيهم.

___________

(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ٨٩.

وذكره القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٩٧ ، وقال : «و خص الذباب لأربعة أمور تخصه : لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته».

(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : (٣/ ٨٩ ، ٩٠) عن الحسن رحمه اللّه ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٢٩٩.

﴿ ٠