سورة المؤمنين

١

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ : فازوا بما طلبوا ونجوا عما هربوا «١».

٢

خاشِعُونَ : خائفون بالقلب ، ساكنون بالجوارح. والخشوع في الصلاة بجمع الهمّة لها ، والإعراض عمّا سواها ، ومن الخشوع أن لا يجاوز بنظره موضع سجوده.

و«اللّغو» «٢» : كلّ سلام ساقط حقّه أن يلغى «٣» ، يقال : لغيت ألغى [٦٦/ أ] ولغوت/ ألغو «٤».

٤

لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ : لما كانت الزكاة توجب زكاء المال كان لفظ الفعل أليق به من لفظ الأداء والإخراج.

١٠

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ : قال عليه السلام «٥» : «ما منكم إلّا وله

___________

(١) ذكر المؤلف هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ٩٥ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

ونقل الماوردي في تفسيره : ٣/ ٩٢ عن ابن عباس قال : «المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا».

(٢) من قوله تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [آية : ٣].

(٣) معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦ ، ومعاني النحاس : (٤/ ٤٤٢ ، ٤٤٣) ، وزاد المسير : ٥/ ٤٦٠ ، والبحر المحيط : ٦/ ٣٩٥.

(٤) اللسان : ١٥/ ٢٥٠ (لغا).

(٥) أخرج نحوه ابن ماجة في سننه : ٢/ ١٤٥٣ ، كتاب الزهد ، باب «صفة الجنة» عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعا.

وصحيح البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة : ٢/ ٣٦١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ٦.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٩٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في كتاب «البعث» عن أبي هريرة مرفوعا.

منزلان فإن مات على الضّلال ورث منزله في الجنة أهل الجنّة ، وإن مات على الإيمان ورث منزله في النّار أهل النّار».

١٢

مِنْ سُلالَةٍ : سلّ كلّ إنسان من ظهر أبيه «١».

مِنْ طِينٍ : من آدم «٢» عليه السلام.

وجمعت العظام مع إفراد أخواتها لاختلافها «٣» بين صغير وكبير ، ومدوّر وطويل ، وصلب وغضروف.

١٤

ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ : بنفخ الروح فيه «٤» ، أو بنبات الشّعر والأسنان «٥» ، أو بإعطاء العقل والفهم «٦».

وقيل «٧» : حين استوى شبابه.

___________

(١) والسّلّ : انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. والسليل : الولد ، سمي سليلا لأنه خلق من السلالة.

اللسان : (١١/ ٣٣٨ ، ٣٣٩) (سلل). [.....]

(٢) رجحه الطبري في تفسيره : ١٨/ ٨ ، والنحاس في معانيه : ٤/ ٤٤٧ ، وقال : «و هو أصح ما قيل فيه ، ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم ، وآدم هو الطين لأنه خلق منه».

وانظر زاد المسير : ٥/ ٤٦٢ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١٠٩.

(٣) في قوله تعالى : ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ... [آية : ١٤].

(٤) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٦ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٨/ ٩ ، ١٠) عن ابن عباس ، وعكرمة ، والشعبي ، ومجاهد ، وأبي العالية ، والضحاك ، وابن زيد. ورجح الطبري هذا القول ، وكذا النحاس في معانيه : ٤/ ٤٤٩.

(٥) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٤/ ٩ ، والنحاس في معانيه : ٤/ ٤٤٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٦٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ١١٠ عن الضحاك.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٩٢ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن الضحاك.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٩٥ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٣٠٤ عن قتادة.

(٦) نص هذا القول في زاد المسير : ٥/ ٤٦٣ عن الثعلبي.

وذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٩٥ دون عزو.

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٠ عن مجاهد.

وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٦٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ١١٠ إلى ابن عمر ، ومجاهد.

وقيل «١» : بل ذلك الإنشاء في السّنة الرابعة لأنّ المولود في سني التربية يعدّ في حيّز النقصان ، والشّيء قبل التمام في حدّ العدم.

١٧

سَبْعَ طَرائِقَ : سبع سموات لأنها طرائق الملائكة»

أو لأنها طباق بعضها على بعض. أطرقت النّعل : خصفتها «٣» ، وأطبقت بعضها على بعض.

٢٠

سَيْناءَ : فيعال «٤» من السّناء ، ك «ديّار» ، و«قيّام». وسيناء «٥»

___________

(١) تفسير البغوي : ٣/ ٣٠٤ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٦٣.

وعقّب ابن عطية رحمه اللّه على هذه الأقوال بقوله : «و هذا التخصيص كله لا وجه له ، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر ، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه ، والطرف الآخر من كونه آخر تحصيله المعقولات إلى أن يموت» اه.

وانظر تفسير القرطبي : ١٢/ ١١٠.

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٩٥ ، وقال : «قاله ابن عيسى».

وانظر هذا القول في تفسير البغوي : ٣/ ٣٠٥ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١١١ ، والبحر المحيط : ٦/ ٤٠٠.

(٣) ينظر الصحاح : ٤/ ١٥١٦ ، واللسان : ١٠/ ٢١٩ (طرق).

(٤) على قراءة عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي بفتح السين.

السبعة لابن مجاهد : ٤٤٥ ، وحجة القراءات : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٩.

و«السّناء» : المجد والشرف.

ينظر اللسان : ١٤/ ٤٠٣.

(٥) على قراءة الكسر وهي لابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، كما في السبعة : ٤٤٤ ، والتيسير للداني : ١٥٩.

ولم أقف على من ذكر أن «سيناء» على وزن «فيعال».

قال الزجاج في معانيه : ٤/ ١٠ : «يقرأ : مِنْ طُورِ سَيْناءَ بفتح السين ، وبكسر السين ، ... فمن قال «سينا» فهو على وصف صحراء ، لا ينصرف ، ومن قال «سيناء» - بكسر السين - فليس في الكلام على وزن «فعلاء» على أن الألف للتأنيث ، لأنه ليس في الكلام ما فيه ألف التأنيث على وزن «فعلاء» ، وفي الكلام نحو «علباء» منصرف ، إلّا أن «سيناء» هاهنا اسم للبقعة فلا ينصرف».

وانظر الكشف لمكي : (٢/ ١٢٦ ، ١٢٧).

فيعال. ك «ديماس» «١» و«قيراط».

تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ : تنبت ما تنبت والدهن فيها «٢».

وذكر ابن درستويه «٣» : أن الدّهن : المطر اللين «٤». ومن فتح التاء «٥» فمعناه : تنبت وفيها دهن ، تقول : جاء زيد بالسّيف ، أي : سيفه معه «٦».

٢٤

يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ : يكون أفضل منكم.

٢٧

واصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا : أي : تصنعه وأنت واثق بحفظ اللّه له ورؤيته إياه فلا تخاف.

٣٦

هَيْهاتَ : بعد الأمر جدا حتى امتنع. وبني لأنّها بمنزلة الأصوات غير مشتقة من فعل «٧».

___________

(١) الديماس : الكن والحمام.

الصحاح : ٣/ ٩٣٠ (دمس) ، والنهاية لابن الأثير : ٢/ ١٣٣.

(٢) هذا المعنى على قراءة «تنبت» بضم التاء وهي لابن كثير ، وأبي عمرو.

ينظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي : ٢/ ١٢٧.

(٣) ابن درستويه : (٢٥٨ - ٣٤٧ ه).

هو عبد اللّه بن جعفر بن محمد بن درستويه ، من أئمة اللغة في بغداد في عصره.

صنف تصحيح الفصيح ، والإرشاد في النحو ، وأخبار النحويين ، ونقض كتاب العين ...

وغير ذلك.

وضبط ابن ماكولا في الإكمال : ٣/ ٣٢٢ درستويه بفتح الدال والراء. وفي الأنساب للسمعاني : ٥/ ٢٩٩ بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء.

وانظر ترجمته في تاريخ بغداد : ٩/ ٤٢٨ ، وإنباه الرواة : ٢/ ١١٣ ، وسير أعلام النبلاء : ١٥/ ٥٣١. [.....]

(٤) ينظر قوله المذكور هنا في تفسير الماوردي : ٣/ ٩٦ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١١٦.

(٥) قراءة عاصم ، ونافع ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٤٥ ، وحجة القراءات : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٩.

(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٠ ، وانظر معاني القرآن للنحاس : ٤/ ٤٥٣ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٤٩٩ ، والكشاف : ٣/ ٢٩.

(٧) قال النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ١١٤ : «و بنيت على الفتح وموضعها رفع لأن المعنى البعد لأنها لم يشتق منها فعل فهي بمنزلة الحروف فاختير لها الفتح لأن فيها هاء التأنيث ، فهي بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم ، ك «خمسة عشر» ...».

وانظر المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٥٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٨٤.

٤٠

عَمَّا قَلِيلٍ : «ما» في مثله لتقريب المدى «١» ، أو تقليل الفعل ، كقوله بسبب ما ، أي : بسبب وإن قلّ.

٤١

فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً : هلكى ، كما يحتمله الماء من الزبد والورق البالي «٢».

فَبُعْداً : هلاكا ، على طريق الدعاء عليهم ، أو بعدا لهم من رحمة اللّه ، فيكون بمعنى اللّعنة «٣».

٤٤

تَتْرا : متواترا. وأصله : وتر ، من وتر القوس لاتصاله «٤».

آيَةً : حجة على اختراع الأجسام من غير شيء ، كاختراع عيسى من [٦٦/ ب ] غير أب وحمل أمه/ إياه من غير فحل «٥».

إِلى رَبْوَةٍ : الرّملة من فلسطين «٦».

___________

(١) البحر المحيط : ٦/ ٤٠٥.

(٢) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٧ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ٢٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٣ ، ومعاني النحاس : ٤/ ٤٥٨.

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٩٧ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ١٣٤.

(٤) عن تفسير الماوردي : ٣/ ٩٧ ، وانظر اللسان : ٥/ ٢٧٨ (وتر).

(٥) ذكر نحوه الطبري في تفسيره : ١٨/ ٢٥ ، وانظر معاني الزجاج : ٤/ ١٤ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٩٨.

(٦) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ٣٥٧ عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه ، وكذا أخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ٢٦.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١٠١ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبي نعيم ، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي اللّه عنه.

واستبعد الطبري هذا القول ، فقال : «لأن الرملة لا ماء بها معين ، واللّه تعالى ذكره وصف هذه الربوة بأنها ذات قرار ومعين».

وقال النحاس في معانيه : ٤/ ٤٦٣ : «و الصواب أن يقال : إنها مكان مرتفع ، ذو استواء ، وماء ظاهر».

ذاتِ قَرارٍ : استواء يستقر عليها. وقيل «١» : ثمارا ، أي : لأجل الثمار يستقرّ فيها.

وَمَعِينٍ : مفعول عنته أعينه «٢» ، أو هو «فعيل» من معن «يمعن» ، وهو الماعون للشيء القليل «٣».

٥٢

وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً : سأل سهولة ملتكم وطريقتكم في التوحيد وأصول الشرائع. وفتح أن «٤» على تقدير : ولأنّ هذه أمّتكم ، أي : فاتقون لهذا «٥» ، وانتصاب أُمَّةً على الحال.

٥٣

فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً : افترقوا في دينهم فرقا ، كلّ ينتحل كتابا ويدّعي نبيا.

وعن الحسن «٦» : قطّعوا كتاب اللّه قطعا وحرفوه.

وهو في قراءة : زُبُراً «٧» ظاهر ، أي : قطعا جمع

___________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ٢٨ عن قتادة ، وعقب عليه بقوله : «و هذا القول الذي قاله قتادة في معنى ذاتِ قَرارٍ وإن لم يكن أراد بقوله : إنها إنما وصفت بأنها ذات قرار لما فيها من الثمار ، ومن أجل ذلك يستقر فيها ساكنوها ، فلا وجه له نعرفه».

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٣٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٧ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ٢٨ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٤/ ٤٦٤.

(٣) ذكره الطبري في تفسيره : ١٨/ ٢٨ ، والزجاج في معانيه : ٤/ ١٥ ، واستبعده بقوله : وهذا بعيد لأن «المعن» في اللغة الشيء القليل ، والماعون هو الزكاة ، وهو «فاعول» من المعن ، وإنما سميت الزكاة بالشيء القليل ، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره ، فهو قليل من كثير».

(٤) وهي قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٤٦ ، وحجة القراءات : ٤٨٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠. [.....]

(٥) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢/ ١٠٢ عن الخليل.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٥ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٥٦.

(٦) أورد السيوطي هذا المعنى في الدر المنثور : ٦/ ١٠٣ عن الحسن ، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه.

(٧) بضم الزاي وفتح الباء ، وهي قراءة شاذة.

انظر غرائب التفسير للكرماني : ٢/ ٧٧٩.

ونسبها النحاس في معاني القرآن : ٤/ ٤٦٦ إلى الأعمش ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٦٧ إلى أبي عمرو ، والأعمش ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢/ ١٣٠ ، ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٤٧٨ إلى ابن عباس ، وأبي عمران الجوني.

وأشار الطبري - رحمه اللّه - إلى هذه القراءة فقال : «و قرأ ذلك عامة قراء الشام ...

بمعنى : فتفرقوا أمرهم بينهم قطعا كزبر الحديد ، وذلك القطع منها واحدتها «زبرة» من قول اللّه : آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ فصار بعضهم يهودا ، وبعضهم نصارى.

والقراءة التي نختار في ذلك قراءة من قرأه بضم الزاي والباء لإجماع أهل التأويل في تأويل ذلك على أنه مراد به الكتب ، فذلك يبين عن صحة ما اخترنا في ذلك لأن «الزبر» هي الكتب ، يقال منه : زبرت الكتاب : إذا كتبته» اه. انظر تفسيره : ١٨/ ٣٠.

«زبرة» «١». ك «برمة» و«برم»»

٥٦

نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ : نقدّم لهم ثواب أعمالهم لرضانا عنهم!!.

بَلْ : لا ، بل للاستدراج والابتلاء.

٦١

وَهُمْ لَها سابِقُونَ : لأجلها سبقوا الناس ، أو سبقوا إلى الجنّة «٣».

٦٣

وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ : من دون ما ذكروا بها من أعمال البرّ.

٦٦

تَنْكِصُونَ : ترجعون إلى الكفر.

٦٧

مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ : أي : بالحرم «٤» ، أي : بلغ أمركم أنكم تسمرون

___________

(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٨ ، والكشاف : ٣/ ٣٤.

(٢) في اللسان : ١٢/ ٤٥ (برم) : «و البرمة : قدر من حجارة ، والجمع برم وبرام وبرم».

(٣) ذكر الماوردي هذين الوجهين في تفسيره : ٣/ ١٠٠.

وقال الزجاج في معانيه : ٤/ ١٧ : «فيه وجهان ، أحدهما : معناه إليها سابقون ، كما قال :

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ، أي : أوحى إليها.

ويجوز : وَهُمْ لَها سابِقُونَ ، أي : من أجل اكتسابها ، كما تقول : أنا أكرم فلانا لك ، أي : من أجلك».

(٤) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢٣٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٨.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٨/ ٣٨ ، ٣٩) عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وسعيد ابن جبير ، وقتادة ، والضحاك.

بالبطحاء لا تخافون ، وتوحيد سامِراً على المصدر «١» ، أي : تسمرون سمرا كقولك : قوموا قائما ، ويجوز حالا للحرم «٢» لأنّ السمر ظلّ القمر «٣» ، يقال : جاء بالسّمر والقمر ، أي : بكل شيء.

ويجوز السّامر جمعا «٤» ، كالحاضر للحيّ الحلول «٥» ، والباقر والجامل جمع البقر والإبل.

تَهْجُرُونَ : أي : القرآن. أو تقولون الهجر وهو البهتان «٦».

و«تهجرون» «٧» من الإهجار ، وهو الإفحاش في القول «٨» ، وفي الحديث «٩» : «إذ طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا».

٧١

بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ : بشرفهم ، بالرسول منهم ، والقرآن بلسانهم «١٠».

___________

(١) التبيان للعكبري : ٢/ ٩٥٨.

(٢) مشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٥٠٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٨٧ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٥٨.

(٣) ذكره الزجاج في معانيه : ٤/ ١٨ ، وكذا النحاس في معاني القرآن : ٤/ ٤٧٥.

(٤) وهو قول المبرد في الكامل : ٢/ ٧٩٩ ، وقال : «و هم الجماعة يتحدثون ليلا».

وانظر معاني القرآن للنحاس : ٤/ ٤٧٥ ، وتهذيب اللّغة للأزهري : ٤/ ١٩٩ ، واللسان : ٤/ ١٩٧ (سمر).

(٥) في تهذيب اللغة : ٤/ ١٩٩ : «و العرب تقول : حيّ حاضر بغير هاء إذا كانوا نازلين على ماء عدّ ...».

(٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٨.

(٧) بضم التاء وكسر الجيم ، وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٤٦ ، وحجة القراءات : ٤٨٩ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠. [.....]

(٨) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٢٩ ، والنهاية : ٥/ ٢٤٦ ، واللسان : ٥/ ٢٥١ (هجر).

(٩) ذكره أبو عبيد في غريب الحديث : ٢/ ٦٤ موقوفا على أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه.

وهو - أيضا - في غريب الحديث لابن الجوزي : ٢/ ٤٨٩ ، والنهاية : ٥/ ٢٤٦.

قال ابن الأثير : «يروى بالضم والفتح».

(١٠) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ١٠٣.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٣٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ٤٣ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ١٩.

٧٦

فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ : بالجدب الذي أصابهم بدعائه عليه السلام «١».

٧٧

باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ : يوم بدر «٢».

٨٧

سيقولون الله : لمطابقة السؤال في مَنْ ، وذكر أنه في مصاحف الأمصار بغير ألف ، إلّا مصحف أهل البصرة «٣» ، فيكون على المعنى كقولك : من مولاك؟ فيقول : لفلان «٤».

___________

(١) ثبت ذلك في أثر أخرجه النسائي في تفسيره : ٢/ ١٠٠ (السنن الكبرى) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وكذا الطبري في تفسيره : (١٨/ ٤٤ ، ٤٥) ، والطبراني في المعجم الكبير : ١١/ ٣٧٠ حديث رقم (١٢٠٣٨).

وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٩٤ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول : ٣٦٢ ، والبيهقي في دلائل النبوة : ٤/ ٨١.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١١١ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ٤٥ عن ابن عباس ، وابن جريج.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٠٤ ، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١١٢ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما.

قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠/ ٣٨٩ : «و «العذاب الشديد» إمّا يوم بدر بالسيوف كما قال بعضهم ، وإما توعد بعذاب غير معين ، وهو الصواب لما ذكرناه من تقدم بدر للمجاعة».

(٣) قرأ أبو عمرو بن العلاء البصري ، من السبعة ، ويعقوب من القراء العشرة بإثبات الألف في لفظ الجلالة ، وقرأ الباقون : لِلَّهِ بغير ألف.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٤٧ ، وحجة القراءات : ٤٩٠ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠ ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران : ٢١٦ ، والنشر : ٣/ ٢٠٦.

وأورد الطبري - رحمه اللّه - القراءتين ثم قال : «و الصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القراء متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، غير أني مع ذلك أختار جميع ذلك بغير ألف ، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك ، سوى خط مصحف أهل البصرة».

(تفسير الطبري : ١٨/ ٤٨).

(٤) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري : (١٨/ ٤٧ ، ٤٨) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٢٠.

٩٧

هَمَزاتِ الشَّياطِينِ : دفعهم/ بالإغواء إلى المعاصي.

١٠٠

وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ : من أمامهم حاجز ، وهو ما بين الدنيا والآخرة «١» أو ما بين الموت والبعث «٢».

١٠١

وَلا يَتَساءَلُونَ : أن يحمل بعضهم عن بعض ، ولكن يتساءلون عن حالهم وما عمّهم من البلاء ، كقوله «٣» : فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ.

وسألت عائشة رضي اللّه عنها : يا رسول اللّه أإنا نتعارف؟ فقال :

«ثلاث مواطن تذهل فيها كلّ نفس : حين يرمى إلى كلّ إنسان كتابه ، وعند الموازين ، وعلى جسر جهنم» «٤».

و«اللّفح» «٥» : إصابة سموم النّار «٦» ، و«الكلوح» : تقلّص الشفتين عن الأسنان «٧».

___________

(١) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٦٢ ، واليزيدي في غريب القرآن : ٢٦٨ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٠٠ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ٥٣ عن الضحاك.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ٥٣ عن مجاهد ، وابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٠٥ عن ابن زيد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١١٥ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبي نعيم عن مجاهد.

(٣) سورة الصافات ، آية : ٥٠.

(٤) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، وأخرج - نحوه - الإمام أحمد في مسنده : ٦/ ١١٠ ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : (١٠/ ٣٦١ ، ٣٦٢) ثم قال : رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ، وقد وثّق ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(٥) من قوله تعالى : تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ [آية : ١٠٤].

(٦) ينظر المفردات للراغب : ٤٥٢.

(٧) ورد هذا المعنى في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٣/ ٨٨ عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته».

وأخرجه - أيضا - الترمذي في سننه : ٥/ ٣٢٨ ، كتاب التفسير ، باب «ومن سورة المؤمنون» ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح غريب».

والحاكم في المستدرك : ٢/ ٣٩٥ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١١٨ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في «صفة النار» ، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

وانظر تفسير الطبري : (١٨/ ٥٥ ، ٥٦) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٢٣. [.....]

١٠٨

اخْسَؤُا : اسكتوا وابعدوا. خسأته فخسأ وخسئ وانخسأ «١».

١١٤

إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا : في الدنيا ، أو في القبور بالإضافة إلى لبثهم في النّار «٢».

___________

(١) ينظر تفسير الطبري : ١٨/ ٥٩ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ٢٤ ، ومعاني النحاس : ٤/ ٤٨٨.

(٢) أورد الماوردي القولين في تفسيره : ٣/ ١٠٦ دون عزو.

وانظر تفسير البغوي : ٣/ ٣١٩ ، وزاد المسير : ٥/ ٤٩٥ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١٥٥.

﴿ ٠