سورة النور١سُورَةٌ : هذه سورة إذ لا يبتدأ بالنكرة ، والسّورة المنزلة المتضمنة لآيات متصلة. أَنْزَلْناها : أمرنا جبريل بإنزالها. وَفَرَضْناها : فرضنا العمل بها ، وَفَرَضْناها «١» : فصّلناها. والفرض واجب بجعل جاعل ، والواجب قد يكون بغير جاعل كشكر المنعم والكف عن الظّلم. ٢الزَّانِيَةُ : على تقدير فيما فرض ، وإلّا كان نصبا على الأمر «٢». والابتداء ب «الزانية» بخلاف آية السّارق «٣» لأنّ المرأة هي الأصل في الزنا وزناهنّ أفحش وأقبح. ٣وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ : هو نكاح وطء لا عقد «٤» فإنّ غير ___________ (١) بتشديد الراء المفتوحة : وهي قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٥٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٢ ، والتيسير للداني : ١٦١. وانظر توجيه القراءتين في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٣ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٩ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ٦٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٢٧ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٣٣. (٢) والنصب اختيار سيبويه في الكتاب : ١/ ١٤٤ ، وذكره الزجاج في معانيه : ٤/ ٢٨ عن الخليل وسيبويه. (٣) يريد بذلك قوله تعالى : وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ [المائدة : ٣٨]. (٤) نص عليه الجصاص في أحكام القرآن : ٣/ ٢٦٦ ، فقال : «و حقيقة النكاح هو الوطء في اللّغة فوجب أن يكون محمولا عليه على ما روي عن ابن عباس ومن تابعه في أن المراد الجماع ، ولا يصرف إلى العقد إلا بدلالة ، لأنه مجاز ، ولأنه إذا ثبت أنه قد أريد به الحقيقة انتفى دخول المجاز فيه ...». وأخرج الطبري في تفسيره : (١٨/ ٧٣ ، ٧٤) هذا القول عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ورجحه الطبري فقال : «و أولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : عني بالنكاح في هذا الموضع : الوطء ، وأن الآية نزلت في البغايا المشركات ذوات الرايات ، وذلك لقيام الحجة على أن الزانية من المسلمات حرام على كل مشرك ، وأن الزاني من المسلمين حرام عليه كل مشركة من عبدة الأوثان. فمعلوم إذ كان ذلك كذلك ، أنه لم يعن بالآية أن الزاني من المؤمنين لا يعقد عقد نكاح على عفيفة من المسلمات ، ولا ينكح إلا بزانية أو مشركة. وإذ كان ذلك كذلك ، فبين أن معنى الآية : الزاني لا يزني إلا بزانية لا تستحل الزنا ، أو بمشركة تستحله» اه. واستبعد الزجاج في معانيه : ٤/ ٢٩ قول الطبري ، ورده الزمخشري في الكشاف : ٣/ ٤٩ لأمرين فقال : «أحدهما : أن هذه الكلمة أينما وردت في القرآن لم ترد إلا في معنى العقد». والثاني : فساد المعنى وأداؤه إلى قولك : الزاني لا يزني إلا بزانية والزانية لا يزني بها إلا زان». وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في تفسير الماوردي : ٣/ ١٠٩ ، وأحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٣٢٩ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ١٦٧ ، وتفسير آيات الأحكام للسائس :(٣/ ١١٧ - ١٢٢). الزاني يستقذر الزّانية ولا يشتهيها. ٥إِلَّا الَّذِينَ تابُوا : الاستثناء من الفسق «١» لأنّ ما قبله ليس من جنسه «٢» ، لأنّه اسم وخبر وما قبله فعل وأمر. ٦فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ نصبه «٣» لوقوعه موقع المصدر أو مفعول به ، كأنّه يشهد أحدهم الشّهادات الأربع ، فتكون الجملة مبتدأ ..... ___________ (١) في الآية قبل هذه ، وهو قوله تعالى : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ... وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ. (٢) وهو الاستثناء المنقطع. (٣) نصب (أربع) ، قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وعاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٥٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٢ ، والتيسير لأبي عمرو الداني : ١٦١. والخبر إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ «١» ، ومن رفع أَرْبَعُ «٢» جعله خبر «شهادة». ١١بِالْإِفْكِ : بالكذب «٣» لأنّه صرف عن الحق. بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ : لأنّ اللّه برّأها ، وأثابها. وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ : عبد اللّه بن أبيّ بن سلول ، جمعهم في بيته «٤». ومن عدّ حسّان بن ثابت معه عدّ حدّه ، وذهاب/ بصره من عذابه العظيم «٥». ١٦وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ : هلّا «٦». ___________ (١) ينظر توجيه هذه القراءة في تفسير الطبري : ١٨/ ٨١ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ٣٢ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٢٩ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٣٤. (٢) قراءة حمزة ، والكسائي وعاصم في رواية حفص ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٥٣ ، وحجة القراءات : ٤٩٥ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٢. (٣) قال النحاس في معاني القرآن : ٤/ ٥٠٧ : «و أصله من قولهم : أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشيء ، فقيل للكذب إفك. لأنه مصروف عن الصّدق ومقلوب عنه ، ومنه المؤتفكات». (٤) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٦/ ٥ ، كتاب التفسير ، باب «قوله إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤/ ٢١٣١ ، كتاب التوبة ، باب «في حديث الإفك ، وقبول توبة القاذف». وقال الطبري - رحمه اللّه - في تفسيره : ١٨/ ٨٩ : «لا خلاف بين أهل العلم بالسير أن الذي بدأ بذكر الإفك وكان يجمع أهله ويحدثهم عبد اللّه بن أبي بن سلول ، وفعله ذلك على ما وصفت كان توليه كبر ذلك الأمر» اه. (٥) أخرج الإمام البخاري في صحيحه : ٦/ ١٠ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً عن مسروق عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت : «جاء حسّان بن ثابت يستأذن عليها. قلت : أتأذنين لهذا؟ قالت : أو ليس قد أصابه عذاب عظيم. قال سفيان : تعني ذهاب بصره». وأخرج عن عائشة أنها قالت : «و أي عذاب أشدّ من العمى». [.....] (٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٤/ ٣٦ ، وقال : «لأنّ المعنى : ظن المؤمنون بأنفسهم ، في موضع الكناية عنهم وعن بعضهم ، وكذلك يقال للقوم الذين يقتل بعضهم بعضا أنهم يقتلون أنفسهم». ١٥تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ : كلّما سمعه سامع نشره كأنّه تقبّله «١». وقراءة عائشة «٢» : تَلَقَّوْنَهُ وهو الاستمرار على الكذب «٣». وشأن الإفك أنّها في غزوة بني المصطلق تباعدت لقضاء الحاجة ، فرجعت وقد رحلوا ، وحمل هودجها «٤» على أنّها فيه ، فمرّ بها صفوان «٥» بن المعطّل السّهمي فأناخ لها بعيره وساقه حتى أتاهم بعد ما نزلوا «٦». ٢٢وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ : لا يحلف على حرمان أولي القربى. أَنْ يُؤْتُوا : أن لا يؤتوا. في أبي بكر - رضي اللّه عنه - حين حرم ___________ (١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٠١. (٢) بكسر اللام وضم القاف ، وردت هذه القراءة لعائشة رضي اللّه تعالى عنها في صحيح البخاري : ٦/ ١٠ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ». وانظر هذه القراءة عن عائشة في معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٤٨ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ٩٨ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٢٠٤ ، والبحر المحيط : ٦/ ٤٣٨. (٣) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٤٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٠١ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٢٠٤. (٤) الهودج : بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة وآخره جيم : محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه ، يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء. اللسان : ٢/ ٣٨٩ ، وتاج العروس : ٦/ ٢٧٤ (هدج)). (٥) هو صفوان بن المعطل بن ربيعة الذكواني ، ورد ذكره في حديث الإفك ، وقال عنه النبي صلى اللّه عليه وسلم : «ما علمت عليه إلّا خيرا». استشهد صفوان رضي اللّه عنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. انظر ترجمته في الاستيعاب : ٢/ ٧٢٥ ، وأسد الغابة : ٣/ ٣٠ ، والإصابة : ٣/ ٤٤٠. (٦) ينظر خبر الإفك في صحيح البخاري : ٥/ ٥٥ ، كتاب المغازي ، باب «حديث الإفك». وصحيح مسلم : (٤/ ٢١٢٩ - ٢١٣٦) ، كتاب التوبة ، باب «في حديث الإفك». والسيرة لابن هشام : (٢/ ٢٩٧ - ٣٠٢) ، وتفسير الطبري : (١٨/ ٩٠ - ٩٤) ، وأسباب النزول للواحدي : (٣٦٨ - ٣٧٣). مسطح «١» بن أثاثة - ابن خالته - بسبب دخوله في الإفك. ٢٤يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ : شهادتهما بأن يبنيهما اللّه بنية تنطق. وشهادة الألسنة بعد شهادتهما لما رأوا أنّ الجحد لم ينفعهم. ويجوز أن يخرج الألسنة ويختم على الأفواه. ٢٥يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ : جزاءهم «٢». ٢٧تَسْتَأْنِسُوا : تستبصروا ، أي : تطلبوا من يبصركم «٣». وقيل «٤» : تَسْتَأْنِسُوا : بالتنحنح والكلام الذي يدل على الاستئذان. ___________ (١) مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي. قال الحافظ في الإصابة : ٦/ ٩٣ : «كان اسمه عوفا ، وأما مسطح فهو لقبه ... ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان ، ويقال : عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين ، ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين». وانظر ترجمته في الاستيعاب : ٤/ ١٤٧٢ ، وأسد الغابة : ٤/ ١٥٦. (٢) ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٤٥٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ١٠٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وانظر معاني القرآن للنحاس : ٤/ ٥١٤ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٢١٠. (٣) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٣٣٦ عن الخليل. وفي تهذيب اللغة للأزهري : ١٣/ ٨٩ : «و أصل الإنس والأنس والإنسان من الإيناس وهو الإبصار ، يقال : أنسته وأنسته : أي أبصرته». وانظر الصحاح : ٣/ ٩٠٥ ، واللسان : ٦/ ١٦ (أنس). (٤) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : ٨/ ٤١٩ ، كتاب الأدب ، باب «في الاستئذان» عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه قال : قلت : يا رسول اللّه! هذا السلام فما الاستئناس؟ قال : يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت». وأخرجه ابن ماجة في سننه : ٢/ ١٢٢١ ، كتاب الأدب ، باب «الاستئذان» عن أبي أيوب مرفوعا وفي إسناده أبو سورة ، قال في مصباح الزجاجة : ٢/ ٢٤٧ : «هذا إسناد ضعيف ، أبو سورة هذا قال فيه البخاري : منكر الحديث ، يروى عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها. رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا بإسناده سواء». وأخرجه - أيضا - ابن أبي حاتم في تفسيره : ٢٢١ (سورة النور) ، وأورده ابن كثير في تفسيره : ٦/ ٤١ وقال : «هذا حديث غريب». ٢٩بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ : حوانيت التجار ومناخات «١» الرّحال للسّابلة. ٣١وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ : أمر لهن بالاختمار على أستر ما يكون دون التطوّق بالخمار. أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ : من الإماء «٢». أَوِ التَّابِعِينَ : الذي يتبعك بطعامه ولا حاجة له في النساء. وقيل : هو العنّين «٣». وقيل «٤» : الأبله الذي لا يقع في نفوس النساء. لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ : لم يبلغوا أن يطيقوا النساء ، ظهر عليه : قوي «٥». وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ : إذ إسماع صوت الزينة كإظهارها ، ومنه ___________ (١) أي : المواضع التي تناخ فيها الإبل ، وهي مواضع بروكها. والسابلة : أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم. اللسان : ٣/ ٦٥ (نوخ) ، ١١/ ٣٢٠ (سبل). وانظر هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ١١٩. ونقل القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٢٢١ عن محمد بن الحنفية ، وقتادة ، ومجاهد قالوا : «هي الفنادق التي في طرق السابلة». (٢) نقل النحاس هذا القول في معاني القرآن : ٤/ ٥٢٥ عن سعيد بن المسيب ، وكذا ابن العربي في أحكام القرآن : ٣/ ١٣٧٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢/ ٢٣٤ ، واستبعده النحاس بقوله : «هذا بعيد في اللغة ، لأن «ما» عامة». وهو مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص : ٣/ ٣١٨ ، وأحد قولي الشافعي. كما في أحكام القرآن للكيا الهراس : ٤/ ٢٨٨ ، وتفسير آيات الأحكام للسائس : ٣/ ١٤. (٣) العنّين : الذي لا يأتي النساء ولا يريدهن. الصحاح : ٦/ ٢١٦٦ ، واللسان : ١٣/ ٢٩١ (عنن). [.....] (٤) أورد النحاس في معاني القرآن : ٤/ ٥٢٦ الأقوال السابقة وغيرها ثم قال : «و هذه الأقوال متقاربة ، وهو الذي لا حاجة له في النساء ، نحو الشيخ الهرم ، والخنثى ، والمعتوه ، والطفل ، والعنين». وانظر تفسير الطبري : ١٨/ ١٢٢ ، وأحكام القرآن لابن العربي : ٣/ ١٣٧٤ ، وزاد المسير : (٦/ ٣٣ ، ٣٤). (٥) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٥٠ ، ومعاني النحاس : ٤/ ٥٢٦. سمّي صوت الحليّ وسواسا «١». ٣٣إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً : قوة على الاحتراف «٢». وقيل «٣» : صدقا ووفاء. وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ : هو حطّ شيء من الكتابة على الاستحباب «٤». أو سهمهم من الصّدقة «٥». ٣٥اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ : هادي أهلها ، ومدبّر أمرها. أو منوّرهما «٦» ، كما يقال : هو زادي ، أي : مزوّدي/. كَمِشْكاةٍ : كوّة لا منفذ لها. كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ : منسوب إلى الدّر في حسنه وصفائه «٧». ___________ (١) الصحاح : ٣/ ٩٨٨ (وسوس) ، واللسان : ٦/ ٢٥٤ (وسس). (٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٢٧ عن ابن عمر ، وابن عباس رضي اللّه عنهم. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٢٧ عن ابن عمر ، وابن عباس أيضا. (٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٨/ ١٢٧ ، ١٢٨) عن الحسن ، ومجاهد ، وطاوس ، وعطاء ، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٢٧ عن طاوس ، وقتادة. وابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٣٧ عن إبراهيم النخعي. (٤) هذا مذهب أبي حنيفة رحمه اللّه تعالى كما في أحكام القرآن للجصاص : ٣/ ٣٢٢. وحمله الشافعي - رحمه اللّه - على الوجوب ، ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٢٧. (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٣١ عن إبراهيم النخعي. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٢٧ عن الحسن ، وإبراهيم النخعي ، وابن زيد. وهو أولى القولين بالصواب عند الطبري في تفسيره : ١٨/ ١٣٢. (٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٢٩ دون عزو ، وكذا البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٤٥ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٢/ ٢٥٧ عن الضحاك ، والقرظي ، وابن عرفة ، ونقله أبو حيان في البحر المحيط : ٦/ ٤٥٥ عن الحسن. (٧) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٤٤ ، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٠٥. مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ : لأنّ اللّه بارك في زيتون الشّام ، وزيتها أضوأ وأصفى ، ويسيل من غير اعتصار. لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ : ليست من الشّرق دون الغرب ، أو الغرب دون الشّرق لكنها من شجر الشّام واسطة البلاد بين المشرق والمغرب «١». أو ليست بشرقية في جبل يدوم إشراق الشّمس عليها ، ولا غربية نابتة في وهاد «٢» لا يطلع عليها الشّمس ، بل المراد أنها ليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية أو غربية ولكنها من شجر الجنّة «٣» ، وكما قال بأنه مَثَلُ نُورِهِ فلا يؤول على ظاهره ، ولكن نور اللّه : الإسلام ، والمشكاة : صدر المؤمن ، والزّجاجة : قلبه ، والمصباح : فيه الإيمان ، والشّجرة المباركة : شجرة النّبوة «٤». ___________ (١) عن تفسير الماوردي : ٣/ ١٣٠ ، ونص كلامه : «أنها ليست من شجر الشرق دون الغرب ولا من شجر الغرب دون الشرق ، لأن ما اختص بأحد الجهتين أقل زيتا وأضعف ، ولكنها شجر ما بين الشرق والغرب كالشام لاجتماع القوتين فيه. وهو قول ابن شجرة وحكى عن عكرمة». وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره : ٢٣/ ٢٣٧ ، وضعفه بقوله : «و هذا ضعيف لأن من قال : الأرض كرة لم يثبت المشرق والمغرب موضعين معينين ، بل كل بلد مشرق ومغرب على حدة ، ولأن المثل مضروب لكل من يعرف الزيت ، وقد يوجد في غير الشام كوجوده فيها». (٢) الوهاد : جمع وهدة ، المكان المنخفض من الأرض. الصحاح : ٢/ ٥٥٤ ، واللسان : ٣/ ٤٧٠ (وهد). (٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٤٢ عن الحسن رحمه اللّه تعالى. وهو عن الحسن أيضا في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٤٥ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٣١ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٤٦ ، وزاد المسير : ٦/ ٤٣ ، وغرائب التفسير للكرماني : ٢/ ٧٩٨. وضعف الفخر الرازي هذا القول في تفسيره : ٢٣/ ٢٣٧ فقال : «و هذا ضعيف لأنه تعالى إنما ضرب المثل بما شاهدوه ، وهم ما شاهدوا شجر الجنة». (٤) ينظر ما سبق في تفسير البغوي : (٣/ ٣٤٦ ، ٣٤٧) ، وزاد المسير : ٦/ ٤٥ ، وذكره الفخر الرازي في تفسيره : (٢٣/ ٢٣٥ ، ٢٣٦) عن بعض الصوفية. وفي هذا القول تكلف ظاهر لأن اللّه سبحانه وتعالى أثبت لنفسه نورا فلا حاجة لمثل هذا التأويل ، ويقال في إثباته كما يقال في بقية صفاته. ولا يلزم من المثل التشبيه ، وإنما تقريب ذلك إلى الأذهان ، وللّه المثل الأعلى. نُورٌ عَلى نُورٍ : فهو يتقلب في خمسة أنوار : فكلامه نور ، وعمله نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى النور يوم القيامة «١». ٣٦فِي بُيُوتٍ : أي : المساجد «٢» ، أي : هذه المشكاة فيها. و«البيع» «٣» قد يكون لغير التجارة فجمع بينهما. ٣٧تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ : ببلوغها إلى الحناجر ، وَالْأَبْصارُ : بالشّخوص والزّرقة والردّ على الأدبار. ٣٩كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ : جمع «قاع». ك جار وجيرة «٤». والسّراب : شعاع يتكثف فيتسرّب ويجري كالماء تخيّلا «٥». ٤٠فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ : مضاف إلى اللّجة وهو معظم البحر «٦». ___________ (١) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ١٣٨ عن أبي بن كعب رضي اللّه عنه ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٣٧٣ (سورة النور). وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ١٩٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه - كلهم - عن أبي بن كعب. وانظر تفسير البغوي : ٣/ ٣٤٧ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٣/ ٢٣٨ ، وتفسير ابن كثير : ٦/ ٦٤. [.....] (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٤٤ عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وسالم بن عمر ، وابن زيد. ورجحه الطبري وقال : «و إنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك لدلالة قوله : يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ على أنها برزت وبنيت للصلاة ، فلذلك قلنا هي المساجد». (٣) في قوله تعالى : رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [آية : ٣٧]. (٤) عن معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٤٥ ، وقال الزجاج في معانيه : ٤/ ٤٧ : «و القيعة والقاع ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبات». وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٠٥ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٤/ ٥٤٠ ، واللسان : ٨/ ٣٠٤ (قوع). (٥) اللسان : ١/ ٤٦٥ (سرب). (٦) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٧. وانظر غريب القرآن لليزيدي : ٢٧٣ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٥٠ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٤٩. ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ : ظلمة اللّيل ، وظلمة السّحاب ، وظلمة البحر ، مثل الكافر في ظلمة حاله واعتقاده ومصيره إلى ظلمة النار. إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها : لم يرها إلّا بعد جهد ، أو لم يرها ولم يكد «١» ، وهي نفي مقاربة الرّؤية ، أي : لم يقارب أن يراها. ٤١وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ : مصطفة الأجنحة في الهواء. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ : الإنسان ، وَتَسْبِيحَهُ : ما سواه «٢». ٤٣يُزْجِي سَحاباً : يسيّره ويسوقه. رُكاماً : متراكبا «٣». والودق : المطر «٤» لخروجه من السّحاب ، ودقت سرّته : خرجت فدنت من الأرض «٥». [٦٨/ ب ] وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ : «من» لابتداء/ الغاية. مِنْ جِبالٍ : للتبيين فيها ، مِنْ بَرَدٍ : للتبعيض لأنّ البرد بعض الجبال والجبال هي السّحاب على الكثرة والمبالغة. ٤٥وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ : أصل الخلق من الماء ، ثم قلب إلى ___________ (١) ذكره المبرد في الكامل : ١/ ٢٥٢ ، والزجاج في معانيه : ٤/ ٤٨. وانظر معاني القرآن للنحاس : ٤/ ٥٤٢ ، وتفسير الطبري : ١٢/ ١٥١ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٢٨٥. (٢) اختاره الطبري في تفسيره : ١٨/ ١٥٢ ، وأخرجه عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٣٦ عن مجاهد ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٣٥٠. (٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٧ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٥٣ ، والمفردات للراغب : ٢٠٣. (٤) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٥٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٦٧ ، والمفردات للراغب : ٥١٧. (٥) في اللسان : ١٠/ ٣٧٣ (ودق) : «ودقت سرّته تدق ودقا إذا سالت واسترخت». النّار فخلق منه الجن ، وإلى الريح «١» فخلق منه الملائكة ، وإلى الطين فخلق منه آدم. ٥٣قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ : أي : طاعة أمثل من أن تقسموا. أو طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ أولى من طاعتكم [المدخولة] «٢» أو طاعتكم معروفة أنها كاذبة قول بلا عمل «٣». ٥٨وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ : أي : وهو مميّز ويصف. ثَلاثُ عَوْراتٍ : أوقات عورة وخصّها بالاستئذان لأنّها أوقات تكشّف وتبذل. ٦٠وَالْقَواعِدُ : اللاتي قعدن بالكبر عن الحيض والحبل. غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ : غير مظهرات زينتها. ٦١أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ : من أموال عيالكم أو بيوت أولادكم. أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ : ما يتولاه وكيل الرّجل في ماله وضياعه ، ___________ (١) كذا في تفسير الماوردي : ٣/ ١٣٧ ، ويبدو أنه مصدر المؤلف في هذا النص. وذكره أيضا البغوي في تفسيره : ٣/ ٣٥١ ، والزمخشري في الكشاف : ٣/ ٧١. والمعروف أن الملائكة مخلوقون من نور كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤/ ٢٢٩٤ ، كتاب الزهد والرقائق ، باب «في أحاديث متفرقة» عن عائشة رضي اللّه عنها عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم». قال أبو حيان في البحر المحيط : ٦/ ٤٦٥ : «و يخرج عما خلق من ماء ما خلق من نور وهم الملائكة ، ومن نار وهم الجن ، ومن تراب وهو آدم ...». وانظر تفسير الفخر الرازي : ٢٤/ ١٦ ، وتفسير القرطبي : ١٢/ ٢٩١ ، وفتح القدير للشوكاني : (٤/ ٤٢ ، ٤٣). (٢) في الأصل : «المدخول» ، والمثبت هنا عن «ك» ، ووضح البرهان للمؤلف. (٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٠٦ : «و في هذا الكلام حذف للإيجاز ، يستدل بظاهره عليه. كأن القوم كانوا ينافقون ويحلفون في الظاهر على ما يضمرون خلافه فقيل لهم : لا تقسموا ، هي طاعة معروفة ، صحيحة لا نفاق فيها ، لا طاعة فيها نفاق». فيأكل مما يقوم عليه «١» ، أو هو فيما يتولاه القيّم من أموال اليتامى. وفي حديث الزهري «٢» : كانوا إذا خرجوا إلى المغازي يدفعون مفاتيحهم إلى الضّيف «٣» ليأكلوا مما في منازلهم فتوقّوا أكله ، فنزلت : أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ. أَوْ صَدِيقِكُمْ : إذا كان الطعام حاضرا غير محرز «٤» ، أو كان الصديق بحيث لا يحتجب بعضهم عن بعض في مال ونفس. فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ : أي : بيوتا فارغة فقولوا : السّلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين «٥». ٦٢عَلى أَمْرٍ جامِعٍ : الجهاد وكل اجتماع في اللّه حتى الجمعة والعيدين. ___________ (١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٧٠ ، وابن أبي حاتم في تفسيره : ٥٢٤ (سورة النور) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٢٤ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، والبيهقي عن ابن عباس أيضا. [.....] (٢) الزهري : (٥٨ - ١٢٤ ه). هو محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهري ، الإمام التابعي الجليل. وصفه الحافظ في التقريب : ٦٠٦ بقوله : «الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه». ترجمته في حلية الأولياء : ٣/ ٣٦٠ ، وتذكرة الحفاظ : ١/ ١٠٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٥/ ٣٢٦. وانظر حديثه في تفسير عبد الرزاق : ٢/ ٦٤ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٦٩ ، والدر المنثور : ٦/ ٢٢٥. (٣) الضيف : لإرادة الجنس كما في قوله تعالى : إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي. (٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ١٤٣. (٥) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد : ٣٦٣ عن ابن عمر رضي اللّه عنهما ، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : ٨/ ٤٦٠ ، كتاب الأدب ، باب «في الرجل يدخل البيت ليس فيه أحد» عن ابن عمر أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٢٨ ، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، والبيهقي عن أبي مالك رضي اللّه عنه. ٦٣لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ : أي : تحاموا «١» عن سخطته فإنّ دعاءه مسموع «٢». وقيل : لا تدعوه باسمه ولكن : يا رسول اللّه. يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً : يلوذ بعضهم ببعض ويستتر به حتى ينسلّ من بين القوم فرارا من الجهاد. ___________ (١) كذا في كتاب وضح البرهان للمؤلف ، وورد في هامش الأصل : «تجافو». (٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٨/ ١٧٧ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما من طريق محمد بن سعد ، عن أبيه ، عن عمه ... ، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء. راجع ص (١٣٥). وأورد النحاس هذا القول في معانيه : ٤/ ٥٦٥ عن ابن عباس بصيغة التمريض ، واستحسن النحاس هذا القول فقال : «و هذا قول حسن ، لكون الكلام متصلا ، لأن الذي قبله والذي بعده نهي عن مخالفته ، أي : لا تتعرضوا لما يسخطه ، فيدعو عليكم فتهلكوا ، ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس» اه. وذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز : ١٠/ ٥٥٦ ، وقال : «و لفظ الآية يدفع هذا المعنى» ، وأشار إلى القول الثاني ورجحه ، وقال : «و ذلك هو مقتضى التوقير والتعزير ...». |
﴿ ٠ ﴾