سورة الفرقان

١

تَبارَكَ تفاعل من البركة ، وهي الكثرة في كل خير «١».

وقيل : أصله الثبوت ، من بروك الإبل «٢».

[٦٩/ أ] نَذِيراً : داعيا إلى الرشد وصارفا عن الغيّ ، ويجوز صفة للنبي/ صلى اللّه عليه وسلم وللقرآن «٣».

٦

يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ : أي : أنزله على مقتضى علمه ببواطن الأمور.

٩

فَضَلُّوا : ناقضوا إذ قالوا : اختلقها وافتراها وقالوا فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ «٤».

١٣

وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً : في الحديث «٥» : «إنهم يستكرهون في

___________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٥٧.

وانظر معاني الفراء : ٢/ ٢٦٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٠ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٧٩.

(٢) ينظر المفردات للراغب : ٤٤ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٤/ ٤٤ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ١ ، واللسان : ١٠/ ٣٩٦ (برك).

(٣) تفسير البغوي : ٣/ ٣٦٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٢.

(٤) سورة الفرقان : آية : ٥.

(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٥٨٧ (سورة الفرقان) عن يحيى بن أبي أسيد مرفوعا وإسناده منقطع ، ويحيى مسكوت عنه.

ينظر الجرح والتعديل : ٩/ ١٢٩.

وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره : ٦/ ١٠٥ ، ولم يعلق عليه ، وكذا الشوكاني في فتح القدير : ٤/ ٦٦.

النار كما يستكره الوتد في الحائط».

مُقَرَّنِينَ : مصفّدين ، قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال «١» ، أو قرنوا مع الشياطين «٢».

١٤

ثُبُوراً : هلاكا على هلاك «٣» ، من ثابر على كذا : داوم.

١٦

وَعْداً مَسْؤُلًا : هو قول الملائكة : رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ «٤».

أو قول المؤمنين : رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا «٥».

١٨

بُوراً : هلكى «٦». أو كاسدين ، من بوار التجارة ، وبوار الأرض تعطيلها من الزرع «٧».

١٩

فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً : صرف العذاب «٨» ، أو الصّرف : الحيلة «٩»

___________

(١) تفسير الطبري : ١٨/ ١٨٧.

(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ١٥٠ عن يحيى بن سلام.

(٣) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٠ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٨٨ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٥٩ ، والمفردات للراغب : ٧٨ ، واللسان : ٤/ ٩٩ (ثبر). [.....]

(٤) من آية ٨ سورة غافر.

وانظر هذا القول في معانيالقرآن للزجاج : ٤/ ٦٠ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٥١ ، وزاد المسير : ٦/ ٧٧.

(٥) من آية ١٩٤ سورة آل عمران.

وذكر الفراء هذا القول في معانيه : ٢/ ٢٦٣ ، والطبري في تفسيره : ١٨/ ١٨٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٧٧.

(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٧٢ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٧٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١١ ، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٩٠ ، والمفردات للراغب : ٦٥.

(٧) تفسير الطبري : ١٨/ ١٩١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦١ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٥٢ ، والمفردات للراغب : ٦٥ ، واللسان : ٤/ ٨٦ (بور).

(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٨/ ١٩٢ ، ١٩٣) عن مجاهد ، وابن زيد.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦١ ، والمفردات للراغب : ٢٧٩.

(٩) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١١ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٥٢ عن ابن قتيبة.

وانظر تفسير البغوي : ٣/ ٣٦٤ ، واللسان : ٩/ ١٨٩ (صرف).

و«الصّيرفيّ» لاحتياله في الاستيفاء إذا اتزن والتطفيف إذا وزن «١».

٢٠

إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ : أي : إلّا قيل إنهم ليأكلون «٢».

بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً : هو افتنان المقلّ بالمثري والضّويّ «٣» بالقويّ.

أَتَصْبِرُونَ : أي : على هذه الفتنة أم لا تصبرون فيزداد غمكم.

وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً : بالحكمة في اختلاف المعاش.

ويحكى أنّ بعض الصالحين تبرّم «٤» بضنك عيشه ، فخرج ضجرا فرأى أسود خصيا في موكب عظيم ، فوجم لذلك ، فإذا بإنسان قرأ عليه : وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ فتنبّه وازداد تبصّرا أو تصبّرا.

٢١

لا يَرْجُونَ لِقاءَنا : لا يخافون «٥» ، وجاز «يرجو» بمعنى يخاف لأنّ الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف.

٢٢

وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً : كان الرجل في الجاهليّة يقول لمن يخافه في أشهر الحرم : حِجْراً مَحْجُوراً : أي : حراما محرّما عليك قتلي في هذا الشهر ، فلا يبدأه بشرّ ، فإذا كان القيامة رأى المشركون ملائكة

___________

(١) ينظر الصحاح : ٤/ ١٣٦٨ ، واللسان : ٩/ ١٩٠ (صرف).

(٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٣٦٤ ، وقال : «كما قال في موضع آخر : ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ [سورة فصلت : آية : ٤٣].

وانظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٣/ ١٣ ، وغرائب التفسير للكرماني : ٢/ ٨١٢.

(٣) الضّوى : الضعيف.

النهاية : ٣/ ١٠٦ ، واللسان : ١٤/ ٤٨٩ (ضوا).

(٤) أي : سئم وملّ.

ينظر النهاية : ١/ ١٢١ ، والصحاح : ٥/ ١٨٦٩ ، واللسان : ١٢/ ٤٣ (برم).

(٥) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٦٥ ، وقال : «و هي لغة تهامية ، يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحد. من ذلك قول اللّه : ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ، أي :

لا تخافون له عظمة ...».

٢٣

العذاب فقالوا : حِجْراً مَحْجُوراً وظنوا أنّه ينفعهم «١».

وَقَدِمْنا : عمدنا وقصدنا «٢».

مِنْ عَمَلٍ : من قرب.

٢٤

وَأَحْسَنُ مَقِيلًا : موضع قائلة ، ولا نوم في الجنّة إلا أنه من تمهيدها تصلح للنوم.

تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ : أي : عن الغمام ، وهو نزول الملائكة منها في الغمام «٣»/.

٢٧

يَعَضُّ الظَّالِمُ : وذلك فعل النّادم والغضبان ، وفي المثل : يعلك على الأرّم و«يحرق» أيضا «٤». والأرّم الأصابع.

٢٨

يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا : في عقبة «٥» بن أبي معيط ، كان يجالس النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم وسمع القرآن فقال له أبيّ بن خلف : تجالسه وهو يسفّه أحلام قريش ، وجهي من وجهك حرام حتى تشتمه ، ففعل ، فلمّا قتل من بين الأسارى قال : أأقتل من بين قريش؟!.

___________

(١) نص الكلام السالف في زاد المسير : (٦/ ٨٢ ، ٨٣) عن ابن فارس.

وانظر نحوه في تفسير الطبري : ١٩/ ٣ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٦٥ ، والمحرر الوجيز : ١١/ ٢٦ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٢١.

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦٤ ، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١١/ ٢٧ : «و معنى الآية : وقصدنا إلى أعمالهم التي هي في الحقيقة لا تزن شيئا إذ لا نية معها ، فجعلناها على ما تستحق لا تعدل شيئا ، وصيرناها هباء منثورا ، أي : شيئا لا تحصيل له».

(٣) تفسير الطبري : ١٩/ ٦. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦/ ١١٤ : «يخبر تعالى عن هول يوم القيامة ، وما يكون فيه من الأمور العظيمة ، فمنها انشقاق القمر وتفطرها وانفراجها بالغمام ، وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار ، ونزول ملائكة السماء يومئذ ، فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر ، ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء». [.....]

(٤) اللسان : ١٣/ ١٤ (أرم).

(٥) عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن عبد شمس ، كان شديد الأذى للمسلمين في أول أمر الإسلام بمكة ، أسر يوم بدر ثم قتل.

السيرة لابن هشام : ١/ ٧٠٨ ، والروض الأنف : ٣/ ٦٥.

فتمثّل عمر : حنّ قدح ليس منها «١» ، وقال : فمن للصّبية؟ فقال عليه السلام : [النار] «٢».

٣٠

هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً : بإعراضهم عن التدبر فيه «٣» ، أو بقولهم فيه بالهجر «٤».

٣١

وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ : أي : جعلنا ببياننا أنهم أعداؤهم ، كما تقول : جعله لصا «٥».

___________

(١) ورد هذا المثل في كتاب الأمثال لأبي عبيد : ٢٨٥ ، ومجمع الأمثال للميداني : ١/ ٣٤١ ، والجمهرة للعسكري : ١/ ٣٧٠ ، والمستقصى للزمخشري : ٢/ ٦٨ ، واللسان : ١٣/ ١٣٠ (حنن) ، ويضرب هذا المثل للرجل يدخل نفسه في القوم ليس منهم ، أو يمتدح بما لا يوجد فيه.

والهاء في «منها» راجعة إلى القداح.

(٢) في الأصل «النكد» ، والمثبت في النص موافق لما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره : ٣٧٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وأشار إليه ناسخ الأصل المعتمد هنا إلى وروده في نسخة أخرى.

وورد خبر عقبة - أيضا - في السيرة لابن هشام : ١/ ٣٦١ ، ودلائل النبوة لأبي نعيم : (٢/ ٦٠٦ ، ٦٠٧).

وأسباب النزول للواحدي : ٣٨٥ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٦٧ ، والتعريف والإعلام للسهيلي : ١٢٣ ، الذي قال : «و كني عنه ولم يصرح باسمه لئلا يكون هذا الوعيد مخصوصا به ولا مقصورا عليه ، بل يتناول جميع من فعل مثل فعليهما واللّه أعلم» اه.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦/ ١١٦ : «و سواء كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء ، فإنها عامة في كل ظالم ...».

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ٩ عن ابن زيد ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٥٦ عن ابن زيد أيضا.

قال الطبري رحمه اللّه : «و هذا القول أولى بتأويل ذلك ، وذلك أن اللّه أخبر عنهم أنهم قالوا : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ، وذلك هجرهم إياه».

(٤) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٣ : «و الهجر الاسم ، يقال : فلان يهجر في منامه ، أي : يهذي ، وفي معاني الزجاج : ٤/ ٦٦ : «و الهجر ما لا ينتفع به من القول ، وكانوا يقولون إن النبي صلى اللّه عليه وسلم يهجر».

(٥) ذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره : ٢٤/ ٧٧ عن أبي علي الجبائي ، ورده بقوله : «إن التبيين لا يسمونه ألبتة جعلا ، لأن من بيّن لغيره وجود الصانع وقدمه لا يقال إنه جعل الصانع وجعل قدمه».

وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً : يجوز حالا وتمييزا «١».

٣٢

لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ : أي : باتصال الوحي ، أو لنثبته في فؤادك بالإنزال متفرقا.

وَرَتَّلْناهُ : فصّلناه ، والرّتل في الثّغر أن يكون مفلّجا لا لصص فيه «٢».

والقرية التي أمطرت مطر السوء «٣» : سدوم قرية لوط «٤» عليه السلام.

٤٥

مَدَّ الظِّلَّ : أي : اللّيل لأنّه ظل الأرض الممدود على قريب من نصف وجهها.

وقيل «٥» : هو ما بين طلوع الفجر إلى شروق الشمس.

___________

(١) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦٦ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٢٨ ، والبحر المحيط : ٦/ ٤٩٦.

(٢) جاء في لسان العرب : «و ثغر رتل ورتل : حسن التنضيد مستوى النبات ، وقيل : المفلّج ، وقيل : بين أسنانه فروج لا يركب بعضها بعضا».

والفلج في الأسنان : تباعد ما بين الثنايا والرباعيات خلقة.

واللّصص : تقارب ما بين الأضراس حتى لا ترى بينها خللا».

ينظر اللسان : ٢/ ٣٤٦ (فلج) ، ٧/ ٨٧ (لصص) ، ١١/ ٢٦٥ (رتل).

(٣) في قوله تعالى : وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ... [آية : ٤٠].

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ١٦ عن ابن جريج.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٥٩ ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن قتادة.

وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٦٩ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٥٨ ، وتفسير ابن كثير : ٦/ ١٢١ ، ومفحمات الأقران : ١٤٩.

(٥) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٢٦٨ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٣.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٩/ ١٨ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير.

وانظر هذا القول في معاني الزجاج : ٤/ ٧٠ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٧٠ ، وزاد المسير : ٦/ ٩٣.

وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً : أي : بإبطال كلتي الحركتين : الغربيّة التي بها النهار واللّيل ، والشّرقية التي بها فصول السّنة.

ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا : إذ كان طول الظل وقصره بحسب ارتفاع الشّمس وانحطاطها ولأنّ الظلّ إذا لم يدرك أطرافه لم يسمّ ظلا بل ظلاما وليلا.

٤٦

ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا : [هو] «١» من الغداة إلى الظهيرة ، والظلّ هو المخصوص بالقبض «٢» كما أنّ الفيء مخصوص بالبسط وهذه الإضافة لأنّ غاية قصر الظل عند غاية تعالي الشمس ، والعلو موضع الملائكة وجهة السّماء التي فيها أرزاق العباد ، ومنها نزول الغيث والغياث ، وإليها ترتفع أيدي الراغبين وتشخص أبصار الخائفين.

قَبْضاً يَسِيراً : خفيا سهلا «٣» لبطء حركة الظل بالقرب من نصف النهار.

[٧٠/ أ] و«النّشور» «٤» : الانتشار/ للمعايش «٥» ، و«السبات» : قطع العمل «٦».

و«الأناسي» «٧» : جمع أنسي. ك «كرسي» ، و«كراسيّ» ، أو كان

___________

(١) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٦٨ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ٢٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٣٧. [.....]

(٣) في تفسير الطبري : ١٩/ ٢٠ : «و قيل : إنما قيل : ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً لأن الظل بعد غروب الشمس لا يذهب كله دفعة ، ولا يقبل الظلام كله جملة ، وإنما يقبض ذلك الظل قبضا خفيا ، شيئا بعد شيء ويعقب كل جزء منه يقبضه جزء من الظلام».

وانظر القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٦٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٣ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٥٨.

(٤) من قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً [آية : ٤٧].

(٥) المفردات للراغب : (٤٩٢ ، ٤٩٣).

(٦) تفسير الماوردي : ٣/ ١٥٩ ، والمفردات : ٢٢١ ، واللسان : ٢/ ٣٨ (سبت).

(٧) من قوله تعالى : لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً [آية : ٤٩].

«أناسين» جمع «إنسان» ، فعوّضت الياء من النون «١».

٥٠

وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا : أي : المطر مرّة هاهنا ومرة هناك «٢».

وعن ابن عباس «٣» رضي اللّه عنه : ما عام بأمطر من عام ولكنّ اللّه يصرّفه كيف يشاء.

فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً : يقولون مطرنا بنوء كذا «٤».

٥٣

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ : مرج وأمرج : خلّى «٥» ، كأنّه أرسلهما في مجاريهما كما يرسل الخيل في المرج.

حِجْراً مَحْجُوراً : لا يفسد أحدهما الآخر «٦».

٥٥

وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً : على أولياء ربّه معينا يعاديهم «٧».

___________

(١) عن معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٦٩ ، وانظر تفسير الطبري : ١٩/ ٢١ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ٧١.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ٢٢ عن ابن زيد ، وأخرج نحوه عن مجاهد.

وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٤.

(٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٩/ ٢٢ ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٤٠٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أيضا - البيهقي في السنن الكبرى : ٣/ ٣٦٣ ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب «كثرة المطر وقلته».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٦٤ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

(٤) ينظر تفسير الطبري : ١٩/ ٢٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧١ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ١٦٠ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٣٧٣.

(٥) في «ج» : خلط. وفي معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٢ : «معنى «مرج» خلّى بينهما ، تقول :

مرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى ...».

وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٧٧ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٧٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٤ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ٢٣ ، واللسان : ٢/ ٣٦٤ (مرج).

(٦) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٧٠ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ٢٤ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٥٩.

(٧) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٢ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٩٧ دون عزو.

قال الماوردي : «مأخوذ من المظاهرة ، وهي المعونة».

أو كان هيّنا عليه لا وزن له «١» ، من قولك : ظهرت بحاجتي إذا لم تعن بها.

٥٩

فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً : سل بسؤالك إياه خبيرا ، وسل به عارفا يخبرك بالحق في صفته.

٥٨

وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ : احمده منزّها له عما لا يجوز عليه.

٦٢

جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً : خلفا عن صاحبه فمن فاته من عمل في أحدهما قضاه في الآخر «٢» ، أو إذا مضى أحدهما خلفه صاحبه «٣».

يقال : الأمر بينهم خلفة ، أي : نوبة كل واحد يخلف صاحبه «٤» ،

___________

(١) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٧٧.

وأورده القرطبي في تفسيره : ١٣/ ٦٢ ، وقال : «هذا معنى قول أبي عبيدة».

وذكره الطبري في تفسيره : ١٩/ ٢٧ ، وعقب عليه بقوله : «و كأن «الظهير» كان عنده «فعيل» صرف من مفعول إليه من مظهور به ، كأنه قيل : وكان الكافر مظهورا به ...».

وقال الفخر الرازي في تفسيره : ٢٤/ ١٠٢ : «و قياس العربية أن يقال «مظهور» ، أي مستخف به متروك وراء الظهر ، فقيل فيه «ظهير» في معنى «مظهور» ، ومعناه : هين على اللّه أن يكفر الكافر وهو - تعالى - مستهين بكفره» اه.

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٧١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٩/ ٣٠ ، ٣١) عن عمر ابن الخطاب ، وابن عباس ، والحسن رضي اللّه تعالى عنهم.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٣ عن عمر رضي اللّه عنه ، والحسن رحمه اللّه تعالى.

وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٧٠ رواية أبي داود الطيالسي عن الحسن : أن عمر أطال صلاة الضحى ، فقيل له : صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال : إنه بقي عليّ من وردي شيء وأحببت أن أتمه أو أقضيه. وتلا هذه الآية : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً ... الآية ، ولم أقف على هذا الخبر في مسند الطيالسي المطبوع. [.....]

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٧١ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢/ ٧٩ ، واليزيدي في غريب القرآن : ٢٧٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٩/ ٣١ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٧٧٢ (سورة الفرقان).

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٧٠ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد.

(٤) المفردات للراغب : (١٥٥ ، ١٥٦) ، واللسان : ٩/ ٨٦ (خلف).

والقوم خلفة ، أي : مختلفون.

٦٣

وَعِبادُ الرَّحْمنِ : مرفوع إلى آخر السورة على الابتداء ، وخبره :

أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ «١».

هَوْناً : بسكينة ووقار دون مرح واختيال.

وقيل «٢» : حلماء علماء لا يجهلون ، وإن جهل عليهم.

قالُوا سَلاماً : تسلما منكم ، أي : نتارككم ولا نجاهلكم «٣».

وقيل «٤» : سلما : سدادا من القول.

٦٥

غَراماً : هلاكا لازما «٥».

٦٨

أَثاماً : عقوبة وجزاء.

٦٩

يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ : عذاب الدنيا والآخرة ، وجزمه على البدل لأن مضاعفة العذاب هي لقيّ الآثام «٦».

___________

(١) من الآية : ٧٥ ، من سورة الفرقان ، وهذا القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٤.

ونقله النحاس في إعراب القرآن : ٣/ ١٦٧ عن الزجاج ، وكذا مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢/ ٥٢٤.

قال الزجاج : «و يجوز أن يكون قوله : وَعِبادُ الرَّحْمنِ رفعا بالابتداء ، وخبره الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً.

وقال أبو حيان في البحر المحيط : ٦/ ٥١٢ : «و الظاهر أن وَعِبادُ مبتدأ ، والَّذِينَ يَمْشُونَ الخبر» اه.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ٣٤ عن عكرمة ، والحسن.

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٤.

(٤) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٥ ، وتمامه : «لا رفث فيه ، ولا هجر».

وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٩/ ٣٥ عن مجاهد.

(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٨٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٧٩ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ٣٥ ، والمفردات للراغب : ٣٦٠.

(٦) هذا قول سيبويه في الكتاب : ٣/ ٨٧ ، وهو في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٦٨ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٧٧ عن سيبويه أيضا.

وقراءة الجزم لنافع ، وأبي عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص.

وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم يضاعف بالرفع.

السبعة لابن مجاهد : ٤٦٧ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٦ ، والتيسير للداني : ١٦٤.

قال مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢/ ٥٢٦ : «من جزم جعله بدلا من يَلْقَ لأنه جواب الشرط ولأن لقاء الأثام هو تضعيف العذاب والخلود فأبدل منه ، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض ، وعلى هذا المعنى يجوز بدل الأفعال بعضها من بعض ، فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض».

وانظر حجة القراءات : ٥١٤ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٤٧ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ٢٠٩.

٧٠

يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ : يغيّر أعمالهم أو يبدلها بالتوبة والندم على فعلها حسنات.

٧٢

مَرُّوا كِراماً : أي : مرّ الكرماء الذين لا يرضون باللّغو ومخالطة أهله.

٧٣

لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها : لم يسقطوا عليها.

صُمًّا وَعُمْياناً : بل سجّدا وبكيا.

[٧٠/ ب ] وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً : توحيده على المصدر «١» ، أمّ إماما/ كقام قياما أو هو جمع آم كقائم وقيام ، أو إمام نفسه جمع إمام ، وإن كان على لفظه كقولهم : درع دلاص «٢» وأدرع دلاص ، وناقة هجان «٣» ونوق هجان ،

___________

(١) ينظر هذا المعنى في الكشاف : ٣/ ١٠٤٠ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ٩٩٢ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٨٣.

(٢) درع دلاص : براقة ملساء لينة بينة الدّلص ، ويقال : درع دلاص وأدرع دلاص ، الواحد والجمع على لفظ واحد».

انظر الصحاح : ٣/ ١٠٤٠ ، واللسان : ٧/ ٣٧ (دلص).

(٣) الهجان من الإبل : البيض الكرام ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع ، يقال : بعير هجان وناقة هجان.

وفي اللسان : ١٣/ ٤٣١ (هجن) عن ابن سيده : «الهجان من الإبل البيضاء الخالصة اللون».

وانظر تهذيب اللغة : ٦/ ٥٨ ، والصحاح : ٦/ ٢٢١٦ (هجن).

وفقهه أنه يكسر فعيل على فعال كثيرا ، فيكسر فعال على فعال أيضا لأنّ فعيلا وفعالا أختان كلاهما ثلاثي الأصل وثالثة حرف لين ، وقد اعتقبا أيضا على الشيء الواحد ، نحو عبيد وعباد ، وكليب وكلاب.

٧٧

ما يَعْبَؤُا بِكُمْ : ما يصنع بكم «١» ، أو أيّ وزن يكون لكم «٢»؟.

لَوْ لا دُعاؤُكُمْ : رغبتكم إليه وطاعتكم له ، أو دعاؤه إياكم إلى طاعته.

وقيل «٣» : ما يصنع بعذابكم لولا ما تدعون من دونه.

فَقَدْ كَذَّبْتُمْ : على القول [الأول ] «٤» قصّرتم في طاعتي «٥».

لِزاماً : عذابا لازما.

___________

(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٢/ ٢٧٥ ، وذكره الطبري في تفسيره : ١٩/ ٥٥.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٩ عن مجاهد ، وابن زيد.

ونقل الفخر الرازي في تفسيره : ٢٤/ ١١٦ عن الخليل : «ما أعبأ بفلان ، أي : ما أصنع به.

كأنه يستقله ويستحقره».

(٢) في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٨ : «و تأويل : ما يَعْبَؤُا بِكُمْ أي : أي وزن يكون لكم عنده ، كما تقول : ما عبأت بفلان ، أي : ما كان له عندي وزن ولا قدر.

وأصل العبء في اللغة الثقل ، ومن ذلك : عبأت المتاع جعلت بعضه على بعض».

وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٨٢ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ٥٥ ، والكشاف : ٣/ ١٠٣ ، والمفردات : ٣٢٠.

(٣) ذكر نحوه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٤٣٨ ، فقال : «في هذه الآية مضمر ، وله أشكلت ، أي : ما يعبأ بعذابكم ربي لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد. ويوضح ذلك قوله : فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً ، أي : يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها لازما» اه.

وأشار الطبري في تفسيره : ١٩/ ٥٧ إلى قول ابن قتيبة فقال : «و قد كان بعض من لا علم له بأقوال أهل العلم يقول في تأويل ذلك : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ما تدعون من دونه من الآية والأنداد.

وهذا قول لا معنى للتشاغل به لخروجه عن أقوال أهل العلم من أهل التأويل». [.....]

(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٩ ، وقال : «مأخوذ من قولهم : قد كذب في الحرب ، إذا قصّر».

﴿ ٠