سورة النمل٦لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ : يقال : لقّاني كذا : أعطاني «١» ، فتلقّيته منه : قبلته. ٧بِشِهابٍ قَبَسٍ : مقبوس ، أو ذي قبس على الوصف «٢». وبالإضافة «٣» يكون الشهاب قطعة من القبس «٤» ، و«القبس» النار ، كقولك/ : ثوب خزّ «٥». ٨نُودِيَ أَنْ بُورِكَ : نودي موسى أنه قدّس من في النّار. مَنْ إما صلة «٦» ، أو بمعنى «ما» ، أي : ما في النار من النور أو ___________ (١) ينظر تفسير الماوردي : ٣/ ١٨٨ ، والمحرر الوجيز : ١١/ ١٦٨ ، واللسان : ١٥/ ٢٥٥ (لقا). (٢) أي أن «القبس» صفة ل «شهاب» ، وهي قراءة التنوين لعاصم ، وحمزة ، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٧٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٨١ ، والتيسير للداني : ١٦٧ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٥٤. (٣) قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر. (٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٢ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ١٩٩. (٥) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره : ١٩/ ١٣٣ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٨٩ عن ابن عباس أيضا ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٠٧ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٣/ ١٥٨ عن ابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير. (٦) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ١٥٥ عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره : ١٣/ ١٥٨ : «و حكى أبو حاتم أن في قراءة أبيّ ، وابن عباس ، ومجاهد «أن بوركت النار ومن حولها». قال النحاس : «و مثل هذا لا يوجد بإسناد صحيح ، ولو صح لكان على التفسير ، فتكون البركة راجعة إلى النار ، ومن حولها إلى الملائكة وموسى». الشجرة التي في النار ، وكانت تزداد على اشتعال النار اخضرارا. وقيل «١» : بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ : أي : الملائكة ، وَمَنْ حَوْلَها : أي : موسى. أو بورك من في طلب النّار ، وَمَنْ حَوْلَها ، من الملائكة «٢». أو بورك من في النار سلطانه وكلامه ، فيكون التقديس للّه المتعالي عن المكان والزمان. وفي التوراة «٣» : جاء اللّه من سيناء وأشرق من [ساعير] «٤» واستعلن من فاران. أي : منها جاءت آيته ورحمته حيث كلّم موسى بسيناء ، وبعث عيسى من [ساعير] ومحمدا من فاران جبال مكة «٥». ١٠وَلَمْ يُعَقِّبْ : لم يرجع ولم يلتفت ، من «العقب» «٦». ___________ (١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٨٩. (٢) ذكره القرطبي في تفسيره : ١٣/ ١٥٩. (٣) سفر التثنية ، الإصحاح الثالث والثلاثون ، ص ٢٨٠ ، والنص هناك : «و هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل اللّه بني إسرائيل قبل موته ، فقال : جاء الربّ من سيناء ، وأشرق من سعير ، وتلألأ من جبل فاران ، وأتى من ربوات القدس ...» ، وأورد البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٠٧ هذا النص عن التوراة ولم يعلق عليه ، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز : (١١/ ١٧٣ ، ١٧٤) وعزاه إلى الثعلبي. (٤) في الأصل : «ساعين» ، والمثبت في النص من «ك» و«ج» ، وفي معجم البلدان : ٣/ ١٧١ : «ساعير : في التوراة اسم لجبال فلسطين ... وهو من حدود الروم وهو قرية من الناصرية بين طبرية وعكا». (٥) قال ياقوت في معجم البلدان : ٤/ ٢٢٥ : «فاران : بعد الألف راء ، وآخره نون ، كلمة عبرانية معربة ، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل : هو اسم لجبال مكة». [.....] (٦) وهو مؤخر الرجل. ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٩٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٢ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ١٣٦ ، والمفردات للراغب : ٣٤٠ ، واللسان : ١/ ٦١٤ (عقب). ١١إِلَّا مَنْ ظَلَمَ : استثناء منقطع ، أي : لكن من ظلم من غيرهم لأنّ الأنبياء لا يظلمون. ١٢وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ : كان عليه مدرعة «١» صوف بغير كمين «٢». ١٣مُبْصِرَةً : مبصّرة من البصيرة ، أبصرته وبصّرته ، مثل : أكذبته وكذبته أو ذوات بصر نحو أمر مبين ، أي : ذو بيان. ١٦وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ : أي : ملكه ونبوّته «٣» ، وكانت له تسعة عشر ولدا «٤». عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ : كان يفهمهم «٥» كما يتفاهم بعضها عن بعض وكما يفهم بكاء الفرح من بكاء الحزن. وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : يؤتاه الأنبياء والناس «٦». ١٧وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ : كان معسكره مائة فرسخ ___________ (١) أي : القميص. النهاية : ٢/ ١١٤ ، واللسان : ٨/ ٨٢ (درع). (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ١٣٨ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٨٦ (سورة النمل). (٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٨٨ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٩/ ١٤١ عن قتادة ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ١١١ (سورة النمل). وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٤٤ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦/ ١٩٢ ، ثم قال : «و ليس المراد وراثة المال إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود ، فإنه كان لداود مائة امرأة ، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة فإن الأنبياء لا تورث أموالهم ، كما أخبر بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه». (٤) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٨٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٤٠٨ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٩١ عن الكلبي. (٥) في «ج» : كان يفهم عنهم. (٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١١١ ، وانظر تفسير البغوي : ٣/ ٤١٠. [خمسة] «١» وعشرون للإنس ، ومثلها للجن ، ومثلاها للطير والوحش «٢». فَهُمْ يُوزَعُونَ : يكفّون ويحبسون ، أي : يحبس أولهم على آخرهم «٣». ومعرفة تلك النّملة لسليمان «٤» ، وحديث هدهد ، على اختصاصهما به وحدهما في زمن نبيّ بما يكون معجزة له ، بمنزلة كلام الذئب «٥» وكلام الصّبيّ في المهد ، وأمّا من كلّ نوع من الحيوان وفي كل زمن فلا فضل في معارف العجم منها على خاص مصالحها. ١٩أَوْزِعْنِي : ألهمني ، وحقيقته : كفّني عن الأشياء إلّا عن شكرك «٦». ٢٠وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ : هذا التفقد منه أدب/ للملوك والأكابر في ___________ (١) في الأصل : «خمس» ، والمثبت في النص من «ك». (٢) أخرج نحوه الطبريّ في تفسيره : ١٩/ ١٤١ عن محمد بن كعب ، وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢/ ٥٨٩ ، كتاب التاريخ ، باب «ذكر نبي اللّه سليمان بن داود وما آتاه اللّه من الملك صلى اللّه عليه وسلم». (٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١١٢ ، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٢٣ : «و أصل «الوزع» : الكفّ والمنع. يقال : وزعت الرجل : إذا كففته. و«وازع الجيش» هو الذي يكفهم عن التفرق ، ويردّ من شذّ منهم». وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٩٢ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٦ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ١٤١ ، والمفردات للراغب : ٥٢١. (٤) يريد قوله تعالى : حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [آية : ١٨]. (٥) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٤/ ١٤٩ ، كتاب الأنبياء عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه ، وذلك أن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فانتزعها الراعي منه ، فقال الذئب : من لها يوم السّبع. وأما كلام الصّبي في المهد فمنه معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام. قال تعالى : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ [سورة آل عمران : آية : ٤٦]. (٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : (٤/ ١١٢ ، ١١٣) ، وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٨٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٦ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ١٤٣ ، والمفردات للراغب : ٥٢٢. استشفاف «١» أمر الجند ومقابلة من أخلّ منهم بمكانه من الإمكان بما يستحقه. ٢١لَيَأْتِيَنِّي : إن كانت النون ثقيلة مشاكلة لقوله : لَأُعَذِّبَنَّهُ ، فحذفت إحداهما استثقالا ، وإن كانت الخفيفة فلا حذف ، ولكن أدغمت في نون الإضافة «٢». ٢٢مِنْ سَبَإٍ : صرفه لأنّه في الأصل اسم رجل غلب على اسم البلد «٣». ٢٥أَلَّا يَسْجُدُوا : ألا يا ، ثم استؤنف وقال : اسجدوا ، وليست «يا» للنداء «٤» [بل استعملت للتنبيه كقول الشاعر : ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد ] «٥». وقريء : أَلَّا «٦» يَسْجُدُوا أي : زيّن الشّيطان أعمالهم لئلا يسجدوا. ___________ (١) بمعنى النظر في أمرهم. اللسان : ٩/ ١٨٠ (شفف). [.....] (٢) ينظر هذا المعنى في إعراب القرآن للنحاس : (٣/ ٢٠٢ ، ٢٠٣) ، والكشف لمكي : ٢/ ١٥٥. وقراءة التشديد لابن كثير ، وقرأ باقي السبعة بالتخفيف. السبعة لابن مجاهد : ٤٧٩ ، والتيسير للداني : ١٦٧. (٣) ينظر تفسير الطبري : ١٩/ ١٤٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ١١٤ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ١٠٠٧ ، والبحر المحيط : ٧/ ٦٦. (٤) ورد هذا التوجيه على قراءة التخفيف ، وهي للكسائي من السبعة ، وهي أيضا قراءة أبي جعفر ، ويعقوب في رواية رويس عنه ، وهما من العشرة. قال الزجاج في معانيه : ٤/ ١١٥ : «من قرأ بالتخفيف ف «ألا» لابتداء الكلام والتنبيه ، والوقوف عليه «ألايا» ، ثم يستأنف فيقول : اسجدوا للّه». وانظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٠ ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران : ٢٢٦ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٥٦ ، والنشر : ٣/ ٢٢٦. (٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» ، والبيت في البحر : ٧/ ٦٨ غير منسوب ، وفي اللسان : ٢/ ٢٧٦ (دمج) : الدملجة تسوية الشيء كما يدملج السوار. دملج الشّيء : إذا سوّاه وأحسن صنعته. (٦) في الأصل : «أن لا» ، وأثبت رسم المصحف ، والتوجيه الذي ذكره المؤلف ورد لقراءة التشديد ، وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا الكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ١١٥ ، وحجة القراءات : ٥٢٧ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٥٧ ، والبحر المحيط : ٧/ ٦٨. ٣١أَلَّا «١» تَعْلُوا : موضع «أن» رفع على البدل من [كِتابٌ ، أو نصب ، بمعنى : بأن لا تعلوا «٢». ٢٥يُخْرِجُ الْخَبْءَ : غيب السّماوات والأرض «٣». وقيل «٤» : خبء السماوات المطر ، وخبء الأرض النبات. فِي السَّماواتِ : أي : منها ، لأنّ ما أخرج من شيء فهو فيه قبله. ٤٠الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ : رجل من الإنس عنده علم اسم اللّه الأعظم الذي هو : يا إلهنا وإله الخلق جميعا إلها واحدا لا إله إلّا «٥» أنت. وكان يجاب دعوته معجزة لسليمان. قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ : أي : تديم النّظر حتى يرتدّ الطّرف كليلا «٦». ___________ (١) في الأصل : «أن لا» ، والمثبت موافق لرسم المصحف. (٢) إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢٠٩ ، والبيان لابن الأنباري : (٢/ ٢٢١ ، ٢٢٢) ، والتبيان للعكبري : ٢/ ١٠٠٨. (٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٩١. (٤) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٩١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٤ ، وتفسير الطبري : ١٩/ ١٥٠. (٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٣/ ١٦٣ عن الزهري ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٢٤٧ (سورة النمل) ، وفي إسناديهما عثمان بن مطر الشيباني ، وهو ضعيف كما في التقريب : ٣٨٦. (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ١٦٤ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم بإسناد صحيح ، ينظر تفسيره : ٢٥٣ (سورة النمل). وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٦١ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد. وقيل «١» : هو على المبالغة في السرعة. و«العفريت» «٢» : النافذ في الأمر مع خبث ونكر «٣». وفي الحديث «٤» : «إنّ اللّه يبغض العفرية «٥» النّفرية» ، أي : الداهي الخبيث. ٤٣وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ : عن أن تهتدي للحق «٦». وقيل «٧» : صدها سليمان عما كانت تعبد. ٤٧تُفْتَنُونَ : تمتحنون بطاعة اللّه ومعصيته. ٤٩تَقاسَمُوا : تحالفوا. ٥١إنا دمرناهم : على الاستئناف «٨» ، أو معناه بيان العاقبة ، أي : انظر أيّ شيء كان عاقبة مكرهم ، ثم يفسّره إنا دمرناهم. ويقرأ أَنَّا «٩» بمعنى لأنا دمّرناهم ، أو على البدل من كَيْفَ. ___________ (١) تفسير الفخر الرازي : ٢٤/ ١٩٨. (٢) من قوله تعالى : قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ [آية : ٣٩]. (٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٢٩٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٤ ، وغريب الحديث للخطابي : ١/ ٢٤٩ ، واللسان : ٤/ ٥٨٦ (عفر). [.....] (٤) أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية : ٢/ ٣٤١ ، كتاب الطب ، باب «كفارات المرض وثواب المريض» بلفظ : «إن اللّه يبغض العفريت النفريت ...» ، وهو من مسند الحارث بن أبي أسامة ، رواه مرسلا. والحديث باللفظ الذي أورده المؤلف - رحمه اللّه - في الفائق : ١/ ٤١٤ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢/ ١٠٧ ، والنهاية : ٣/ ٢٦٢. (٥) في «ج» : العفريت النفرية. (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩/ ١٦٧ عن مجاهد ، وذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٠٣ دون عزو. (٧) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٩٥ ، والطبري في تفسيره : ١٩/ ١٦٨ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٠٣. (٨) على قراءة كسر الهمزة ، وهي لنافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٢ ، والتيسير للداني : ١٦٨. (٩) وهي قراءة عاصم ، وحمزة ، والكسائي كما في السبعة : ٤٨٤. وانظر توجيه هذه القراءة في حجة القراءات : ٥٣٢ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٦٣ ، والبحر المحيط : ٧/ ٨٦. ٥٢خاوِيَةً : خالية ، وهي حال ، أي : انظر إليها خاوية. وهذه البيوت بواد القرى بين المدينة والشّام «١». ٥٤تُبْصِرُونَ : تعلمون أنها فاحشة فهي أعظم لذنوبكم. وقيل : يرى ذلك بعضهم من بعض/ عتوا وتمرّدا. ٥٦فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا : نصب جَوابَ خبرا ل «كان» لأنّ النفي أحق بالخبر «٢». يَتَطَهَّرُونَ : قالوه هزءا. والحاجز بين البحرين «٣» : المانع أن يختلطا ، وفيه دليل على إمكان كف النّار عن الحطب حتى لا تحرقه ولا تسخّنه. ٦٦بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ [تدارك ] «٤» أدغمت التاء في الدال واجتلبت ألف الوصل «٥» ، والمعنى إحاطة علمهم في الآخرة بها عند مشاهدتهم وكانوا في [شك ] «٦» منها. أو هو تلاحق علمهم وتساويه بالآخرة بما في العقول من وجوب جزاء الأعمال. بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ من وقت ورودها ، بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ : تاركون مع ذلك التأمل. ___________ (١) في تاريخ الطبري : ١/ ٢٠٤ : «و كانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله». وانظر هذا الموضع في معجم البلدان : ٥/ ٣٤٥ ، والروض المعطار : ٦٠٢. (٢) معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٢٦. (٣) من قوله تعالى : وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ... [آية : ٦١]. (٤) ما بين معقوفين عن هامش الأصل ، وعن نسخة «ك» و«ج». (٥) جاء بعده في إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢١٨ : «لأنه لا يبتدأ بساكن ، فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللّام لالتقاء الساكنين». وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٢٨ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٦٥. (٦) في الأصل : «شد» ، والمثبت في النص من «ك». ٧٢رَدِفَ لَكُمْ : تبعكم ودنا منكم «١» ، واللام تقتضي زيادة تتابع واتصال مع الدنوّ حتى فسّر ب «عجل لكم» «٢». ٨٢وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ : وجب الغضب [عليهم ] «٣» - أو حق القول بأنهم لا يؤمنون - أخذوا بمبادئ العقاب بإخراج الدابّة. وسئل - عليّ رضي اللّه عنه - عن دابّة الأرض فقال : واللّه ما لها ذنب وإنّ لها للحية «٤». وقال ابن عباس «٥» - رضي اللّه عنهما - : هي دابّة ذات زغب «٦» وريش تخرج من وادي تهامة «٧». وفي الحديث «٨» : «يخرج .......... ___________ (١) انظر غريب القرآن لليزيدي : ٢٨٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٦ ، والمفردات للراغب : ١٩٣. (٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠/ ١٠ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٣٧٥ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن مجاهد. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٢٨ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٢٠٩. [.....] (٣) المثبت عن «ك» ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للفراء : ٢/ ٣٠٠ ، وتفسير الطبري : ٢٠/ ١٣. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٣٩٧ (تفسير سورة النمل) ، وإسناده ضعيف لأن فيه يونس بن بكير ، وهو صدوق يخطئ ، ولعنعنة ابن إسحاق عمن روى عنه دون تصريحه بالسماع ، وهو معروف بالتدليس. ينظر ترجمة يونس بن بكير في الجرح والتعديل : ٩/ ٢٣٦ ، والتقريب : ٦١٣. وترجمة ابن إسحاق في التقريب : ٤٦٧. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٤٠٤ (تفسير سورة النمل) - بلفظ : «هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم ثم تخرج في بعض أودية تهامة». وإسناده صحيح ورجاله ثقات. وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور : ٦/ ٣٨١ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، ونعيم بن حماد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٦) الزّغب : صغار الريش ولينه ، وقيل : هو دقاق الريش الذي لا يطول ولا يجود. النهاية : ٢/ ٣٠٤ ، واللسان : ١/ ٤٥٠ (زغب). (٧) تهامة - بالكسر - : سهول ممتدة تساير البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال. انظر معجم ما استعجم : ١/ ١٣ ، ومعجم البلدان : ٢/ ٦٣ ، والروض المعطار : ١٤١. (٨) هذا جزء من حديث طويل أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٣٩٦ ، (تفسير سورة النمل) عن علي رضي اللّه عنه واللفظ عنده : «لتخرج حضر الفرس ثلاثا ، وما خرج ثلثاها». وفي إسناده الليث بن أبي سليم بن زنيم. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : ٤٦٤ : «صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك». حضر «١» الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثها بعد». ٨٧فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ : أسرع الإجابة «٢» ، إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ : من البهائم ومن لا ثواب له ولا عقاب. ومن [حمله ] «٣» على الفزع بمعنى الخوف كان الاستثناء للملائكة والشهداء. وفي الحديث «٤» : «الشهداء ثنيّة اللّه في الخلق» : أي : استثناؤه فلا يصعقون وهم الأحياء المرزوقون. ٨٩مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ : أي : قال : لا إله إلّا اللّه «٥» ، فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها : أي : خيره كله منها ، لا أنّ الجنّة خير من كلمة التوحيد. ٨٨وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً : أي : في يوم القيامة تجمع وتسيّر ، وكلّ شيء عظم حتى غصّ به الهواء يكون في العين [واقفا وهو سائر] «٦». صُنْعَ اللَّهِ : مصدر ، وعامله معنى وَتَرَى الْجِبالَ : أي : صنع ذلك صنعا «٧». ___________ (١) في النهاية : ١/ ٣٩٨ : «الحضر - بالضم - : العدو ، وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا». (٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢١٢ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٣/ ٢٤٠ عن الماوردي. (٣) في الأصل : «حمل» ، والمثبت في النص عن «ك» و«ج». (٤) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٣١ ، وهو من قول كعب الأحبار كما في غريب الحديث لابن الجوزي : ١/ ١٣٠ ، والنهاية لابن الأثير : ١/ ٢٢٥. ونسب أيضا إلى سعيد بن جبير. (٥) تفسير الطبري : ٢٠/ ٢٢ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٢١٣ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٤٣٢. (٦) في الأصل و«ج» : «واقفة وهي سائرة» ، وأثبت ما أشار إليه الناسخ في نسخة أخرى. وانظر هذا المعنى في تأويل مشكل القرآن : ٤ ، وتفسير البغوي : ٣/ ٤٣٢ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٢٤٢. (٧) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٣٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢٢٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ٢٢٧. |
﴿ ٠ ﴾