سورة العنكبوت

٢

أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا : موضع أَنْ نصب بمعنى : لأن يقولوا ، أو على البدل من أَنْ الأولى فيعمل فيه «حسب» «١».

وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ : بالأوامر والنواهي «٢» ، أو في أموالهم وأنفسهم «٣».

٣

فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ : يظهرنّه ويميّزنّه ، أو يعلمه كائنا واقعا.

[٧٥/ أ] ٤ أَنْ يَسْبِقُونا : يفوتونا فوت السابق لغيره «٤»/.

٥

مَنْ كانَ يَرْجُوا : ... مَنْ رفع بالابتداء ، وكانَ خبره ، وجواب الجزاء فَإِنَّ ، كقولك : إن كان زيد في الدار فقد صدق الوعد.

٧

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ

: هو طاعتهم للّه فلا شيء أحسن منه.

١٠

جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ : في قوم من مكة أسلموا ، فلما فتنوا وأوذوا ارتدّوا «٥».

___________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : (٤/ ١٥٩ ، ١٦٠) ، وانظر معاني القرآن للفراء : ٢/ ٣١٤ ، وتفسير الطبري : ٢٠/ ١٢٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٢٤٧ ، والبحر المحيط : ٧/ ١٣٩.

(٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٦٠ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٢٥٥ دون عزو.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٠/ ١٢٨ عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٤٣ ، عن مجاهد أيضا. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٥٩.

(٤) تفسير الطبري : ٢٠/ ١٣٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٦٠ ، وزاد المسير : ٦/ ٢٥٦.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠/ ١٣٣ عن الضحاك ، ونقله الواحدي في أسباب النزول : ٣٩٦ عن الضحاك أيضا.

وانظر الدر المنثور : ٦/ ٤٥٣.

١٢

وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ : أي : اكفروا ، فإن كان عليكم شيء فهو علينا.

١٣

وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ : أي : أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم «١» ، أو هي أوزار السنن الجائرة «٢».

٢٠

يُنْشِئُ النَّشْأَةَ : أي : ينشئ الخلق فينشئون. وقريء (النشاءة) «٣».

٢١

يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ : بالانقطاع إلى الدنيا «٤». وقيل «٥» : بسوء الخلق.

٢٢

وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ : لو كنتم فيها «٦» ،

___________

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٠/ ١٣٥ ، وأخرج نحو هذا القول عن ابن زيد.

وقال البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٦٣ : «نظيره قوله عز وجل : لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ [النحل : ٢٥].

(٢) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ٢٤٥ ، ويدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤/ ٢٦٧٤ ، كتاب العلم ، باب «من سن سنة حسنة أو سيئة» عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا».

(٣) هذه قراءة أبي عمرو ، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٩٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٩ ، والتيسير للداني : ١٧٣.

وقال مكي في الكشف : ٢/ ١٧٨ : «و النشاءة - بالمد - هو المصدر كالإعطاء ، يدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرة الثانية ، فهو مصدر صدر من غير لفظ (ينشئ) ، ولو صدر عن لفظ (ينشى) لقال : الإنشاءة الآخرة ، والتقدير فيه : ثم اللّه ينشئ الأموات ، فينشئون النشأة الآخرة ، فهو مثل قوله : وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً [آل عمران : ٣٧] ...».

(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٤٦.

(٥) المصدر السابق.

(٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٠/ ١٤٠ ، والزجاج في معانيه : ٤/ ١٦٥.

وانظر تفسير البغوي : ٣/ ٤٦٤ ، والمحرر الوجيز : ١١/ ٣٧٥. [.....]

أو هو على تقدير : ولا من في السماء «١».

٢٦

مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي : خارج عن جملة الظالمين على جهة الهجر لهم إلى حيث أمرني ربي ، وقد كان هاجر من «كوثى» «٢» قرية بسواد الكوفة إلى الشّام.

٢٥

مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ : أي : الآلهة التي اتخذتموها من دونه تتوادّون بها في الدنيا وتتبرأون منها يوم القيامة ، فتكون مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ مبتدأ «٣» ، والخبر فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، أي : مودّة بينكم بسببها كائنة في الدنيا ثم ينقطع يوم القيامة.

٢٩

وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ : أي : سبيل الولد برفض النساء «٤».

٣٢

مِنَ الْغابِرِينَ : الباقين في العذاب.

___________

(١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢/ ٣١٥ ، ثم قال : «و هو من غامض العربية ، للضمير الذي لم يظهر في الثاني».

قال أبو حيان في البحر : ٧/ ٢٤٧ : «و هذا عند البصريين لا يكون إلا في الشعر لأن فيه حذف الموصول وإبقاء صلته».

وانظر القول الذي أورده المؤلف - رحمه اللّه - في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٢١٧ ، وتفسير الطبري : ٢٠/ ١٣٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤/ ١٦٥ ، والمحرر الوجيز : ١١/ ٣٧٥.

(٢) كوثى - بالضم ثم السكون ، والثاء مثلثة ، وألف مقصورة.

كذا ضبطه ياقوت في معجم البلدان : ٤/ ٤٨٧.

وانظر هذا الموضع في معجم ما استعجم : ٤/ ١١٣٨ ، والروض المعطار : ٥٠٣.

أما السواد فسمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار.

معجم البلدان : ٣/ ٢٧٢.

(٣) على قراءة أبي عمرو ، والكسائي ، وابن كثير برفع «مودة».

انظر السبعة لابن مجاهد : ٤٩٩ ، والتيسير للداني : ١٧٣ ، والكشف لمكي : ٢/ ١٧٨ ، وحجة القراءات : ٥٥٠ ، والتبيان للعكبري : ٢/ ١٠٣١.

(٤) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٣١٦ ، وانظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ١٦٨ ، وتفسير الماوردي : ٢/ ٢٤٧ ، والمحرر الوجيز : ١١/ ٣٨٣ ، وزاد المسير : ٦/ ٢٦٨.

٣٨

وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ : عقلاء ذوي بصائر «١» ، أو مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها «٢».

٤١

لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ : إذ لا يكنّ «٣» من حرّ أو برد ولا يحصّن عن طالب.

٤٥

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ : أي : ذكر اللّه لكم بالرحمة أكبر من ذكركم له بالثناء «٤» ، أو ذكركم اللّه أفضل من جميع عملكم.

٤٦

إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : أي : في إيراد الحجة من غير سباب واضطراب.

إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ : أي : منع الجزية وقاتل «٥» ، أو أقام على الكفر بعد أن حجّ وألزم «٦».

٤٩

بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ : أي : حفظ القرآن وحفظ الكتاب

___________

(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٢/ ٣١٧ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٦٧ عن الفراء أيضا ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٦/ ٢٧٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٣/ ٣٤٤.

(٢) نص هذا القول في تفسير القرطبي : ٢٠/ ١٥٠ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣/ ٤٦٧ عن قتادة ، ومقاتل ، والكلبي.

(٣) أي : لا يفي ولا يصون.

الصحاح : ٦/ ٢١٨٨ ، واللسان : ١٣/ ٣٦١ (كنن).

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٢٠/ ١٥٦ ، ١٥٧) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٤٦٦ ، وعزا إخراجه إلى ابن السّني ، وابن مردويه ، والديلمي عن ابن عمر مرفوعا.

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦/ ٢٩٢ : «روي هذا من غير وجه عن ابن عباس ، وروي أيضا عن ابن مسعود ، وأبي الدرداء ، وسلمان الفارسي وغيرهم».

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢١/ ١ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٦/ ٤٦٨ ، ٤٦٩) ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد أيضا.

(٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢١/ ٢ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٤٩ عن ابن زيد.

بتمامه لهذه الأمّة «١».

[٧٥/ ب ] وفي الحديث «٢» : «أنا جيلهم في/ صدورهم وقرابينهم من نفوسهم».

٥٦

فَإِيَّايَ

: الفاء للجزاء ، بتقدير : إن ضاق بكم موضع فإيّاي فاعبدون ، لأنّ أرضي واسعة «٣».

٦٠

وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ : لما أمروا بالهجرة قالوا : ليس لنا بالمدينة منازل ولا أموال «٤».

لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا : لا تدّخر «٥».

٦٦

لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ : على الوعيد ، كقوله «٦» : فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ.

___________

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ٢١/ ٦ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٥٠ ، والبغوي في تفسيره : ٣/ ٤٧١ عن الحسن.

(٢) ورد نحو هذا القول في حديث طويل أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة : ١/ ٧٧ - ٧٩ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعا وفي إسناده سهيل بن أبي صالح.

قال أبو نعيم : «و هذا الحديث من غرائب حديث سهيل ، لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، تفرد به الربيع بن النعمان وبغيره من الأحاديث عن سهيل ، وفيه لين».

والحديث بلفظ : «أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال ، قربانهم الذي يتقربون به إليّ دماؤهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار».

في معجم الطبراني : ١٠/ ١١٠ حديث رقم (١٠٠٤٦) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ٨/ ٢٧٤ وقال : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(٣) ينظر معاني القرآن للزجاج : (٤/ ١٧٢ ، ١٧٣) ، والكشاف : ٣/ ٢١٠ ، والبحر المحيط : ٧/ ١٥٧.

(٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٢٥٣ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٣/ ٣٦٠. [.....]

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٣١٨ ، وتفسير الطبري : ٢١/ ١١ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ١٧٣ ، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٣٥٩.

(٦) سورة الكهف : آية : ٢٩.

﴿ ٠