سورة الزمر١لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ : ما لا رياء له «٣». وقيل «٤» : الطاعة بالعبادة المستحق بها الجزاء لأنه لا يملكه إلّا هو. إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي : لحجته ، أو لثوابه. ٦فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ : ظلمة البطن والرحم والمشيمة «٥». ٩أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ : استفهام محذوف الجواب ، أي : كمن هو غير قانت «٦». ___________ (٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦٠. (٤) تفسير الطبري : ٢٣/ ١٩١ ، وزاد المسير : ٧/ ١٦١. (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٣/ ١٩٦ عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٨٢ ، والزجاج في معانيه : ٤/ ٣٤٥ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦١. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : (٧/ ١٦٣ ، ١٦٤) ، وقال : «قاله الجمهور». (٦) معاني القرآن للفراء : ٢/ ٤١٧ ، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ٣٢٢ ، والبحر المحيط : ٧/ ٤١٩. ١٥خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ : بإهلاكها في النّار ، وَأَهْلِيهِمْ : بأن لا يجدوا في النّار أهلا مثل ما يجد أهل الجنة «١». أو أهليهم الذين كانوا أعدّوا لهم من الحور «٢». ١٦لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ : الأطباق والسّرادقات. وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ : الفرش والمهاد ، وهي ظلل وإن كانت من تحت لأنّها ظلّل من هو تحتهم «٣». ١٩أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ : معنى الألف هنا التوقيف «٤» ، وألف أَفَأَنْتَ مؤكدة معادة لما طال الكلام ، ومعنى الكلام : إنّك لا تقدر على إنقاذ من أضلّه اللّه. ٢١يَهِيجُ : ييبس «٥» ، حُطاماً : فتاتا متكسرا «٦». ___________ (١) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦٤ عن مجاهد ، وابن زيد. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٧/ ١٦٩. (٢) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦٤ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٧/ ١٦٩ عن الحسن ، وقتادة ، ونقله أبو حيان في البحر : ٧/ ٤٢٠ عن الحسن رحمه اللّه. (٣) تفسير البغوي : ٤/ ٧٤ ، والمحرر الوجيز : (١٢/ ٥١٨ ، ٥١٩) ، وزاد المسير : ٧/ ١٦٩ ، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٣٤٣ ، والبحر المحيط : ٧/ ٤٢٠. (٤) عن معاني الزجاج : ٤/ ٣٤٩ ، ونص كلام الزجاج هناك : «هذا من لطيف العربية ، ومعناه معنى الشرط والجزاء وألف الاستفهام ها هنا معناها معنى التوقيف ، والألف الثانية في أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ جاءت مؤكدة معادة لمّا طال الكلام ، لأنه لا يصلح في العربية أن تأتي بألف الاستفهام في الاسم وألف أخرى في الخبر. والمعنى : أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه؟ ومثله : أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ [المؤمنون : ٣٥] ، أعاد أَنَّكُمْ ثانية ، والمعنى : أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما مخرجون ...». وانظر تفسير الطبري : ٢٣/ ٢٠٨ ، والمحرر الوجيز : ١٢/ ٥٢١. (٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٨٣ ، وتفسير الطبري : ٢٣/ ٢٠٨ ، واللسان : ٢/ ٣٩٥ (هيج). [.....] (٦) معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٣٥١ ، والمفردات للراغب : ١٢٣. ٢٢فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ : أي : للقاسية من ترك ذكر اللّه. ٢٣كِتاباً مُتَشابِهاً : يشبه بعضه بعضا ، مَثانِيَ : ثنّي فيها أقاصيص الأنبياء ، وذكر الجنّة والنّار «١». أو يثنّى فيها الحكم بتصريفها في ضروب البيان ، أو يثنّى في القراءة فلا تملّ «٢». ٢٨غَيْرَ ذِي عِوَجٍ : غير معدول به عن جهة الصّواب. ٢٩مُتَشاكِسُونَ : متعاسرون «٣» ، خلق شكس. ورجلا سالما «٤» : خالصا ليس لأحد فيه شركة ، ليطابق قوله : رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ ، وسَلَماً «٥» : مصدر سلم سلما : خلص خلوصا. ٤٢وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها : أي : يقبضها عن الحسّ والإدراك مع بقاء الروح. قال عليّ «٦» رضي اللّه عنه : «الرؤيا من النّفس في السّماء ، والأضغاث ___________ (١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٨٣ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦٧ عن ابن زيد. (٢) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٦٧ عن ابن عيسى ، وذكره الزمخشري في الكشاف : ٣/ ٣٩٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٥/ ٢٤٩. (٣) هذا قول المبرد ، وهو من : شكس يشكس فهو شكس ، مثل : عسر يعسر عسرا فهو عسر. (إعراب القرآن للنحاس : ٤/ ١٠). وانظر تفسير المشكل لمكي : ٣٠٣ ، واللسان : ٦/ ١١٢ (شكس). (٤) بالألف وكسر اللام ، وهي قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد : ٥٦٢ ، والتبصرة لمكي : ٣١٤ ، والتيسير للداني : ١٨٩. (٥) قراءة نافع ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وابن عامر. وانظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٣٥٢ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤/ ١٠ ، والكشف لمكي : ٢/ ٣٣٨. قال الزمخشري في الكشاف : ٣/ ٣٩٧ : «و قرئ سَلَماً بفتح الفاء والعين ، وفتح الفاء وكسرها مع سكون العين ، وهي مصادر «سلم» ، والمعنى : ذا سلامة لرجل ، أي : ذا خلوص له من الشركاء ، من قولهم : سلمت له الضيعة». (٦) أورده الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧١ مع اختلاف في بعض ألفاظه. منها قبل الاستقرار في الجسد يلقيها الشّياطين». وقال ابن عبّاس «١» رضي اللّه عنهما : «لكلّ جسد نفس وروح ، فالأنفس تقبض في المنام دون الأرواح». ٤٥اشْمَأَزَّتْ : انقبضت «٢». ٤٩إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ : أي : سأصيبه «٣» ، أو بعلم علّمنيه اللّه «٤». أو على علم يرضاه عني «٥». ٥٦أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ : لئلا تقول «٦» ، أو كراهة أن تقول/ «٧». [٨٥/ أ] يا حَسْرَتى : الألف بدل ياء الإضافة لمدّ الصّوت بها في الاستغاثة «٨». فِي جَنْبِ اللَّهِ : في طاعته «٩» ، أو أمره «١٠». يقال : صغر في جنب ذلك ، أي : أمره وجهته لأنّه إذا ذكر بهذا الذكر دلّ على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته. ___________ (١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧٠ ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧/ ٢٣٠ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٢) تفسير الطبري : ٢٤/ ١٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤/ ١٥ ، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٢٦٤. (٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣/ ٤٧١ ، وقال : «حكاه النقاش». (٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧١ عن الحسن ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٥/ ٢٦٦. (٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧١ عن ابن عيسى. (٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٤/ ١٨ ، ونقله النحاس في إعراب القرآن : ٤/ ١٧ عن الكوفيين. (٧) قال الزجاج في معانيه : ٤/ ٣٥٩ : «المعنى : اتبعوا أحسن ما أنزل خوفا أن تصيروا إلى حال يقال فيها هذا القول ، وهي حال الندامة ...». [.....] (٨) ينظر تفسير الطبري : ٢٤/ ١٨ ، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٢٧٠ ، والبحر المحيط : ٧/ ٤٣٥. (٩) نقل البغوي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٨٥ عن الحسن رحمه اللّه ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٧/ ١٩٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٥/ ٢٧١. (١٠) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٤/ ١٩ عن مجاهد ، والسدي. السَّاخِرِينَ : المستهزئين. ٦١بِمَفازَتِهِمْ : ما فازوا به من الإرادة «١». ٦٧وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ : في حكمه وتحت أمره «٢». ٦٨فَصَعِقَ : مات «٣» ، أو غشي عليهم «٤». إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ : من الملائكة «٥». ثُمَّ نُفِخَ : يقال : بين النّفختين أربعون سنة «٦». ٧١زُمَراً : أمما. ___________ (١) تفسير الماوردي : ٣/ ٤٧٣. (٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٧/ ١٠٤ : «و قد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة ، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف». (٣) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٤/ ٣٠ ، والزجاج في معانيه : ٤/ ٣٦٢ ، والماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧٤ ، وقال : «و هو قول الجمهور». ينظر أيضا تفسير البغوي : ٤/ ٨٧. (٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٧٤ ، وقال : «حكاه ابن عيسى». (٥) راجع الاختلاف في المستثنين في هذه الآية عند تفسير قوله تعالى : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ [النمل : ٨٧]. ورجح الطبري في تفسيره : ٢٤/ ٣٠ القول الذي أورده المؤلف رحمه اللّه. (٦) ورد هذا القول في أثر طويل أخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث : ٨٠ عن أبي هريرة مرفوعا ، وأخرجه ابن مردويه كما في فتح الباري : ٨/ ٥٥٢ ، والدر المنثور : ٧/ ٢٥٢ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعا. قال الحافظ ابن حجر : «و هو شاذ». وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما اللّه تعالى عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : «بين النفختين أربعون. قالوا : يا أبا هريرة! أربعون يوما ، قال : أبيت. قال : أربعون سنة ، قال : أبيت ، قال : أربعون شهرا ، قال : أبيت ...». ينظر صحيح البخاري : ٦/ ٣٤ ، كتاب التفسير ، باب قوله : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ. وصحيح مسلم : ٤/ ٢٢٧٠ ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب «ما بين النفختين». ٧٣وَفُتِحَتْ أَبْوابُها : واو الحال ، أي : يجدونها عند المجيء مفتّحة الأبواب ، وأمّا النّار فمغلقة لا تفتح إلّا عند دخولهم «١». ٧١حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ : ظهر حقّها بمجيء مصداقها. ٧٤وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ : أرض الجنّة «٢» لأنّها صارت لهم في آخر الأمر كما يصير الميراث «٣». ٧٥حَافِّينَ : محدقين مطيفين «٤». ___________ (١) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٣٦٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤/ ٢٣ ، وزاد المسير : ٧/ ١٩٩ ، والمحرر الوجيز : ١٢/ ٥٧١ ، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٢٨٥. (٢) هذا قول أكثر المفسرين كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤ ، وتفسير الطبري : ٢٤/ ٣٧ ، ومعاني القرآن للزجاج ، ٤/ ٣٦٤ ، وتفسير الماوردي : ٣/ ٤٧٦ ، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٢٨٧. (٣) عن تفسير الماوردي : ٣/ ٤٧٦. (٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ١٩٢ ، وتفسير الطبري : ٢٤/ ٣٧ ، ومعاني الزجاج : ٤/ ٤٦٣. |
﴿ ٠ ﴾