سورة والذاريات

١

وَالذَّارِياتِ : الرياح «٣».

٢

فَالْحامِلاتِ : السحاب «٤».

٣

فَالْجارِياتِ : السفن «٥».

٤

فَالْمُقَسِّماتِ : الملائكة «٦». وهذه أقسام يقسم اللّه بها ولا يقسم بها الخلق لأنّ قسم الخلق استشهاد على صحة قولهم بمن يعلم السّرّ كالعلانية وهو اللّه ، وقسم الخالق إرادة تأكيد الخبر في نفوسهم ، فيقسم ببعض بدائع خلقه على وجه يوجب الاعتبار ويدل على توحيده.

فالرياح بهبوبها وسكونها لتأليف السّحاب ، وتذرية الطّعام واختلاف «٧» الهواء وبعصوفها «٨» مرّة ولينها أخرى. والسّحاب بنحو وقوفها مثقلات بالماء من غير عماد ، وصرفها في وقت الغنى عنها بما لو دامت لأهلكت ، ولو انقطعت/ لم يقدر أحد على قطرة منها ، وبتفريق المطر ، وإلّا [٩١/ أ]

___________

(٣) معاني القرآن للفراء : ٣/ ٨٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٢٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٢٠ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٥١ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٢١.

(٤) المصادر السابقة.

(٥) المصادر السابقة.

(٦) المصادر السابقة. [.....]

(٧) في «ك» : وإصلاح الهواء.

(٨) عصوف الريح : هبوبها بشدة.

اللسان : ٩/ ٢٤٨ (عصف).

لأهلك الحرث والنّسل ، والسّفن فبتسخير البحر لجريانها ، وتقدير الريح لها بما لو زاد لغرق ، ولو ركد لأهلك. والملائكة بتقسيم الأمور بأمر ربّها.

٦

وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ : الجزاء على الأعمال «١».

٧

الْحُبُكِ : طرائق الغيم وأثر حسن الصّنعة فيه «٢».

و«المحبوك» : ما أجيد عمله «٣».

٨

لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ : أمر مختلف واحد مؤمن وآخر كافر ، ومطيع وعاصي «٤». أو قائل إنّه ساحر ، وآخر إنّه شاعر ، وآخر [إنه ] «٥» مجنون ، وفائدته أنّ أحدهما في هذه الاختلاف مبطل لأنّه اختلاف تناقض.

٩

يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ : يصرف عن هذه الأقوال من صرف.

١٠

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ : لعن الكذّابون. من «الخرص» ، والخرص :

القطع «٦» ، فالخرّاص يقتطع الكلام من أصل لا يصحّ.

١٣

عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ : يحرقون كما يفتن الذهب بها.

١٦

آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ : من الفرائض «٧» ، أم من الثواب «٨».

___________

(١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٢٠ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٦/ ١٨٨ عن قتادة.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٥١ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٩٧.

(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٢٤ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٢٠ ، وتفسير الطبري : ٢٦/ ١٨٩ ، والمفردات للراغب : ١٠٦.

(٣) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٥٢.

وانظر اللسان : ١٠/ ٤٠٨ (حبك).

(٤) ينظر تفسير الماوردي : ٤/ ٩٨ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٢٢٩ ، وتفسير القرطبي : ١٧/ ٣٣ ، وتفسير ابن كثير : ٧/ ٣٩٣.

(٥) ساقط من الأصل ، والمثبت في النص عن «ك» و«ج».

(٦) اللسان : ٧/ ٢١ (خرص).

(٧) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٦/ ١٩٦ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.

ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧/ ٣٥ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير.

(٨) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٩٩ عن الضحاك ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧/ ٣٥.

١٩

وَالْمَحْرُومِ : الذي لا يسأل حياء «١». وقيل : المحارف «٢» الذي نبا عنه مكسبه.

٢١

أَفَلا تُبْصِرُونَ : لا تنظرون بقلوبكم نظر من كأنّه يرى الحقّ بعينه.

٢٢

وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ : الأمطار «٣» ، أو تقدير رزقكم «٤».

وَما تُوعَدُونَ : من خير أو شرّ «٥». وقيل «٦» : الجنّة لأنّها في السّماء الرابعة.

ونصب مِثْلَ على الحال ، أي : إنّه لحق مماثلا لكونكم ناطقين.

___________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٦/ ٢٠٢ عن قتادة ، والزهري.

ونقله البغوي في تفسيره : ٤/ ٢٣١ عن قتادة ، والزهري ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٣٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧/ ٣٨.

(٢) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٢١ : «و هو المقتر عليه في الرزق.

وقيل : الذي لا سهم له في الغنائم».

وعقب الطبري - رحمه اللّه - على الأقوال التي قيلت في «المحروم» بقوله : «و الصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حرم الرزق واحتاج ، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره ، فصار ممن حرمه اللّه ذلك ، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة ، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة ، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعم ، كما قال جل ثناؤه : وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ اه - .

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٦/ ٢٠٥ عن مجاهد ، والضحاك.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٣٤ ، وقال : «رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وليث عن مجاهد ، وهو قول الجمهور».

(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤/ ١٠٢ ، وذكره - أيضا - القرطبي في تفسيره : ١٧/ ٤١. [.....]

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٢٦/ ٢٠٥ ، ٢٠٦) عن مجاهد ، ورجحه : «لأن اللّه عم الخبر بقوله : وَما تُوعَدُونَ عن كل ما وعدنا من خير أو شر ، ولم يخصص بذلك بعضا دون بعض ، فهو على عمومه كما عمه اللّه جل ثناؤه».

(٦) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٦/ ٢٠٦ عن سفيان بن عيينة.

ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧/ ٤١ عن سفيان بن عيينة أيضا.

أو التقدير : إنه لحق حقا مثل نطقكم «١». ومن رفع «٢» جعله صفة لَحَقٌّ ، والمعنى في الجميع : إنه لحق مثل أنكم ممّن ينطق حق.

٢٥

قَوْمٌ مُنْكَرُونَ : غرباء لا تعرفون.

٢٦

فَراغَ : مال في خفية «٣».

و«الصرّة» «٤» : الصّيحة «٥» ، من «الصّرير».

٣٣

حِجارَةً مِنْ طِينٍ : محجّر ، كقوله «٦» : مِنْ سِجِّيلٍ لا من حجارة البرد التي أصلها الماء.

٣٨

وَفِي مُوسى : أي : آية فيه «٧» ، عطف على وَتَرَكْنا فِيها آيَةً.

٣٩

فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ : أعرض بجموعه وجنوده «٨».

٤١

الرِّيحَ الْعَقِيمَ : الدّبور «٩» ، لا تلقح وتقشع السّحاب.

___________

(١) ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء : ٣/ ٨٥ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٥٤ ، والكشف لمكي : ٢/ ٢٨٧.

(٢) قراءة حمزة ، والكسائي ، وشعبة عن عاصم.

السبعة لابن مجاهد : ٦٠٩ ، والتبصرة لمكي : ٣٣٥ ، والتيسير للداني : ٢٠٣.

(٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٨٦ ، وتفسير الطبري : ٢٦/ ٢٠٨ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٥٤ ، والمفردات : ٢٠٨.

(٤) من قوله تعالى : فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها ... [آية : ٢٩].

(٥) معاني القرآن : ٣/ ٨٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٢١ ، وتفسير الطبري : ٢٦/ ٢٠٩ ، والمفردات : ٢٧٩.

(٦) بعض آية : ٨٢ ، سورة هود ، وآية : ٧٤ ، سورة الحجر ، وآية : ٤ سورة الفيل.

(٧) إعراب القرآن للنحاس : ٤/ ٢٤٦ ، وتفسير القرطبي : ١٧/ ٤٩ ، والبحر المحيط : ٨/ ١٤٠.

(٨) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٢٢ ، والطبري في تفسيره : ٢٧/ ٣.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ١٠٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧/ ٤٩ عن ابن زيد.

(٩) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس مرفوعا : «نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور».

صحيح مسلم : ٢/ ٦١٧ ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب في ريح الصّبا والدبور».

وانظر تفسير الطبري : ٢٧/ ٤ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ١٠٦ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٢٣٣.

٤٢

كَالرَّمِيمِ : كالتراب «١». وقيل «٢» : كل بال فان.

٤٥

فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ : ما نهضوا بالعذاب وما قدروا على دفاع.

٤٧

لَمُوسِعُونَ : / ذو سعة وقدرة ، أو لموسعون السّماء أو الرزق. [٩١/ ب ]

٤٩

خَلَقْنا زَوْجَيْنِ : ضدين : غنى وفقرا ، وحسنا وقبحا ، وحياة وموتا.

٥٨

ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ : المتين : القويّ ، ولا يفسّر ب «الشّديد» لأنّه ليس في أسماء اللّه ، فكأنه ذو القوة التي يعطيها خلقه ، القويّ في نفسه ، فخولف بين اللّفظين لتحسين النّظم «٣».

٥٩

ذَنُوباً : نصيبا «٤» مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا «٥».

___________

(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ١٠٦ عن السدي.

وعزاه القرطبي في تفسيره : ١٧/ ٥١ إلى أبي العالية ، والسدي.

(٢) تفسير الطبري : ٢٧/ ٦ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٢٣٤ ، وتفسير القرطبي : ١٧/ ٥٢.

(٣) تفسير الفخر الرازي : ٢٨/ ٢٣٧. [.....]

(٤) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٩٠ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٢٨ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٢٣ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٥٩ ، والمفردات للراغب : ١٨١.

(٥) في «ك» : هلكوا.

﴿ ٠