سورة الجمعة٢بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ليوافق ما تقدمت به البشارة ، ولئلا يتوهّم الاستعانة بالكتب وليشاكل حال الأمة التي بعث فيها وذلك أقرب إلى مساواته لو أمكنهم. ٣وَآخَرِينَ مِنْهُمْ أي : ويعلم آخرين. أو ويزكي آخرين ، وهم العجم «١». لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ : لم يدركوهم. قال عليه السّلام «٢» : «رأيت غنما سودا تتبعها غنم عفر «٣» فقال أبو بكر : تلك العجم تتبع العرب فقال : كذلك عبّرها لي الملك». ٥أَسْفاراً : كتبا. واحدها «سفر» «٤». ١١انْفَضُّوا : أقبل عير ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الخطبة. فذهبوا نحوها «٥». و«اللّهو» : طبل يضرب إذا وردت العير. وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لا يفوتهم رزق اللّه بترك البيع. ___________ (١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٨/ ٩٥ عن مجاهد. وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال : قلت : من هم يا رسول اللّه؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي - وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده على سلمان ثم قال : لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال ، أو رجل من هؤلاء». صحيح البخاري : ٦/ ٦٣ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة الجمعة. وصحيح مسلم : (٤/ ١٩٧٢ ، ١٩٧٣) كتاب فضائل الصحابة ، باب «فضل فارس». (٢) أخرجه الحاكم في المستدرك : ٤/ ٣٩٥ كتاب تعبير الرؤية ، وسكت عنه الحاكم ، وكذا الذهبي ، وأورده الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨/ ٩٣. (٣) العفرة : البياض غير الناصع. النهاية : ٣/ ٢٦١ ، واللسان : ٤/ ٥٨٥ (عفر). (٤) معاني القرآن للفراء : ٣/ ١٥٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٥٨ ، وتفسير الطبري : ٢٨/ ٩٧ ، والمفردات للراغب : ٢٣٣. (٥) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري : ٦/ ٦٣ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة الجمعة». وصحيح مسلم : ٢/ ٥٩٠ ، كتاب الجمعة ، باب في قوله تعالى : وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً. وتفسير الطبري : (٢٨/ ١٠٣ ، ١٠٤) ، وأسباب النزول للواحدي : ٤٩٣. |
﴿ ٠ ﴾