سورة التغابن

٩

ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ لأن اللّه أخفاه «٥». والغبن : الإخفاء «٦» ، ومغابن الجسد ما يخفى عن العين ، والغبن في البيع لخفائه على صاحبه. أو هو من إخفاء أمر المؤمن على الكافر ، فالكافر أو الظالم يظن أنه غبن المؤمن بنعيم الدنيا والمظلوم بما نقصه ، وقد غبنهما المؤمن والمظلوم على الحقيقة بنعيم الآخرة وجزائها.

١٤

وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ كانوا يمنعونهم من الهجرة «٧».

___________

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٤٦. [.....]

(٦) اللسان : ١٣/ ٣١٠ (غبن).

(٧) ينظر تفسير الطبري : ٢٨/ ١٢٤ ، وأسباب النزول للواحدي : ٥٠٠ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٢٤٧ ، وتفسير ابن كثير : ٨/ ١٦٥.

وَإِنْ تَعْفُوا كان من المهاجرين من قال : إذا [رجعت ] «١» إلى مكة لا ينال أهلي مني خيرا بصدّهم إياي عن الهجرة فأمروا بالصّفح «٢» ، ويكون العفو بإذهاب آثار الحقد عن القلوب كما تعفو الريح الأثر.

والصّفح : الإعراض عن المعاتبة. وفي الحديث «٣» : «لا يستعيذنّ أحدكم من الفتنة فإن اللّه يقول : نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ

فأيّكم استعاذ فليستعذ باللّه من مضلات الفتن».

١٦

فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وذلك فيما قد وقع بالنّدم مع العزم على ترك معاودته وفيما لم يقع بالاحتراز عن أسبابه.

وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ ايتوا في الإنفاق خيرا لكم.

___________

(١) في الأصل : «راجعت» ، والمثبت في النّص عن «ك».

(٢) تفسير الطبري : (٢٨/ ١٢٤ ، ١٢٥) ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٢٤٨.

(٣) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير : ٩/ ٢١٣ حديث رقم (٨٩٣١) عن ابن مسعود رضي اللّه عنه موقوفا ، واللفظ عنده : «لا يقل أحدكم : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ، فإنه ليس منكم أحد إلا يشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من معضلاتها ، فإن اللّه عزّ وجلّ يقول : نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ اه - .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ٧/ ٢٢٣ : وإسناده منقطع.

والحديث ذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٥٤ عن ابن مسعود بدون سند.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ١٨٥ ، وعزا إخراجه إلى الطبراني وابن المنذر عن ابن مسعود رضي اللّه عنه موقوفا.

﴿ ٠