سورة التحريم١لِمَ تُحَرِّمُ : أصاب النّبيّ - عليه السّلام - من مارية في بيت حفصة وقد خرجت إلى أبيها ، فلمّا علمت عتبت ، فقال : «حرّمتها عليّ». وقيل «١» : إنه كان في يوم عائشة وكانت وحفصة متصافيتين فأخبرت عائشة ، وكان قال لها : لا تخبريها ، فطلّق حفصة ، واعتزل النساء شهرا وحرّم مارية. وقيل «٢» : حرّم شراب عسل كان يشربه عند زينب بنت جحش ، فأنكرت ذلك عائشة وحفصة وقالتا : إنا نشمّ منك ريح المغافير «٣» - وهي بقلة متغيرة - فحرّم ذلك الشّراب. ٣عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ : أعلمها بعض الأمر أنه وقف عليه. وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ : حياء وإبقاء. و«عرف» بالتخفيف «٤» : جازى ___________ (١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ٢٨/ ٢٥٨ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، وكذا الواحدي في أسباب النزول : ٥٠٤ ، وذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٦٣ بغير سند. وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨/ ١٨٦ نحو هذا القول من رواية الهيثم بن كليب في مسنده عن عمر رضي اللّه عنه ، وعقب عليه بقوله : «و هذا إسناد صحيح ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج. (٢) صحح الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨/ ١٨٧ هذا القول في نزول هذه الآية. وقد ثبت هذا في صحيح البخاري : ٦/ ٦٨ ، كتاب التفسير «تفسير سورة التحريم». وصحيح مسلم : ٢/ ١١٠٠ ، كتاب الطلاق ، باب «وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق». وعقب الحافظ في الفتح : ٩/ ٢٨٩ على الروايات المختلفة في سبب نزول هذه الآية بقوله : «و طريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد ، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد ..». (٣) جاء في هامش الأصل : «المغفور مثل الصمغ يخرج من الرّمث : ضرب من الشجر مما ينبت في السهل ، وهو من الحمض. وفي الدستور : المغفور شيء ينضحه العرفط حلو ... ، والعرفط من شجر العضاة» اه. ينظر النهاية لابن الأثير : ٣/ ٢١٨ ، واللسان : ٧/ ٣٥٠ (عرفط). (٤) هذه قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٤٠ ، والتبصرة لمكي : ٣٥٤ ، والتيسير للداني : ٢١٢. عليه وغضب منه ، كقولك لمن تهدده : عرفت ما عملت ولأعرفنّك ما فعلت ، أي : أجازيك. وقيل «١» : لمّا حرّم مارية أخبر حفصة أنّه يملك من بعده أبو بكر وعمر ، فعرّفها بعض ما أفشت ، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ : عن خلافتهما. ٥قانِتاتٍ : دائمات على الطاعة «٢». سائِحاتٍ : ماضيات «٣» فيها. وقيل «٤» : صائمات ، لأنّ السّائح لا مأوى له ولا زاد ، وإنّما يأكل ما وجد إذا آواه اللّيل ، كالصّائم يأكل ما وجد إذا أدركه اللّيل «٥». ٦قُوا أَنْفُسَكُمْ يقال : ق ، وقيا ، وقوا ، وقى ، وقيا ، وقين ، وبالنون الثقيلة قينّ يا رجل «٦». ٨تَوْبَةً نَصُوحاً كلّ «فعول» بمعنى الفاعل يستوي فيه المذكّر ، ___________ (١) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ١٢/ ١١٧ حديث رقم (١٢٦٤٠) عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٦١ عن الضحاك. وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨/ ١٩٢ رواية الطبراني ، ثم قال : إسناده فيه نظر. وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح : رواية الطبراني وزاد نسبتها إلى ابن مردويه ، ثم قال وفي كل منهما ضعف. (٢) ينظر تفسير الطبري : ٢٨/ ١٦٤ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥/ ١٩٣ ، والمفردات للراغب : ٤١٣ ، واللسان : ٢/ ٧٣ (قنت). (٣) تفسير القرطبي : ١٨/ ١٩٤ ، والبحر المحيط : ٨/ ٢٩٢. (٤) أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٨/ ١٦٤ ، ١٦٥) عن ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك .. وانظر مجاز القرآن لابن عبيدة : ٢/ ٢٦١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥/ ١٩٤. [.....] (٥) عن معاني القرآن للفراء : ٣/ ١٦٧. (٦) في «ك» : «يا امرأة قيان وقينان يا نسوة». وانظر اللسان : ١٥/ ٤٠٥ (وقي). [١٠٠/ أ] والمؤنث «١» ، ف «توبة نصوح» : ناصحة/ صادقة لا يهمّ معها بالمعاودة. وقيل «٢» : هي التي يناصح المرء فيها نفسه فيعلم بعدها مالها وما عليها. ٩جاهِدِ الْكُفَّارَ : بالسّيف ، وَالْمُنافِقِينَ : بالقول الغليظ والوعظ البليغ. وقيل «٣» : بإقامة الحدود ، وكانوا أكثر الناس مواقعة للكبائر. ١٠فَخانَتاهُما : امرأة نوح كانت تقول : إنه مجنون ، وامرأة لوط كانت تدل على الضّيف «٤». ١٢فَنَفَخْنا فِيهِ نفخ جبريل في جيبها بأمر اللّه. ___________ (١) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٥/ ١٩٤ ، وزاد المسير : ٨/ ٣١٣ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ١٩٩. (٢) ذكر نحوه أبو حيان في البحر المحيط : ٨/ ٢٩٣. (٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤/ ٢٦٧ ، وكذا في تفسير القرطبي : ١٨/ ٢٠١. (٤) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٨/ ١٦٩ ، ١٧٠) ، والحاكم في المستدرك : ٢/ ٤٩٦ ، كتاب التفسير - كلاهما عن ابن عباس رضي اللّه عنهما - قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٢٢٨ ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما. |
﴿ ٠ ﴾