سورة ن٢ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ أي : انتفى عنك الجنون بنعمته «٤». وقيل «٥» : هو كقولك : ما أنت بحمد اللّه مجنون. ٣غَيْرَ مَمْنُونٍ : غير مقطوع ، مننت الحبل : قطعته «٦». ٤خُلُقٍ عَظِيمٍ : سئلت عائشة عن خلقه فقالت «٧» : «اقرأ الآي العشر ___________ (٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٢٠٤ ، وانظر هذا القول في تفسير الماوردي : ٤/ ٢٧٨ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٣٧٥. (٥) ذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٧٥. (٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ١٨ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢٠٤ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٥٠. [.....] (٧) لم أقف على نص هذا القول المنسوب إلى عائشة رضي اللّه عنها ، وأورده القرطبي في تفسيره : ١٨/ ٢٢٧ بلفظ : «و سئلت (عائشة) أيضا عن خلقه عليه السلام ، فقرأت : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى عشر آيات ، وقال : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ...». وفي صحيح مسلم : ١/ ٥١٣ ، كتاب صلاة المسافرين ، باب «جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض» أن سعد بن هشام سأل عائشة رضي اللّه عنها عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت له : «أ لست تقرأ القرآن؟ قال : بلى. قالت : فإن خلق نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان القرآن ...». في سورة المؤمنين فذلك خلقه». ٦بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ : مصدر ، مثل : الفتون وهو الجنون بلغة قريش «١» ، كما يقال : ما به معقول وليس له مجلود «٢». ١٠مَهِينٍ : وضيع بإكثاره من الفساد «٣». ١٣عُتُلٍّ : قويّ في خلقه ، فاحش في فعله «٤». وسئل عنه النّبي صلى اللّه عليه وسلم فقال «٥» : «الشّديد الخلق ، الرحيب الجوف ، الأكول ، الشّروب ، الظّلوم للنّاس». والوقف على «عتل» «٦» ، ثم بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ، أي : مع ذلك كلّه زنيم «٧» معروف بالشر كما يعرف التيس بزنمته «٨». ___________ (١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ٢٠. (٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٧٧ ، وقال : أي : جلادة وعقل». وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٨ : «ليس له معقول - أي عقل - ولا معقود ، أي رأي». وانظر تفسير الطبري : ٢٩/ ٢٠ ، والكشاف : ٤/ ١٤١ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٢٩. (٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٨ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٢٨٠ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٣٧٧ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٣١. (٤) تفسير الطبري : ٢٩/ ٢٤ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٣٣. (٥) أخرج - نحوه - الإمام أحمد في مسنده : ٤/ ٢٢٧ عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٢٤٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعا. (٦) الوصل أولى من الوقف في هذا الموضع. وذكر العلماء أن الوقف التام على زَنِيمٍ آخر الآية ، ويبتدأ بقوله تعالى : أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ. ينظر إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري : ٢/ ٩٤٣ ، والقطع والائتناف للنحاس : ٧٣٦ ، والمكتفي للداني : (٥٨١ ، ٥٨٢). (٧) قال الفراء في معانيه : ٣/ ١٧٣ : «و الزنيم : الملصق بالقوم ، وليس منهم ، وهو الدعي». (٨) قال ابن الأثير في النهاية : ٢/ ٣١٦ : «هي شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا بها ، وهي أيضا هنة مدلّاة في حلق الشّاة كالملحقة بها». ١٤أَنْ كانَ ذا مالٍ فيه حذف وإضمار ، أي : ألأن كان ذا مال تطيعه أو يطاع «١»؟!. ١٦سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ نقبّح ذكره بخزي يبقى عليه. في الوليد «٢» بن المغيرة. ١٩فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ طارق «٣». خرجت عنق من النّار في واديهم «٤». ٢٠كَالصَّرِيمِ كالرّماد الأسود «٥». ٢٣يَتَخافَتُونَ يسارّ بعضهم بعضا لئلا يسمع المساكين. ٢٥عَلى حَرْدٍ : منع وغضب «٦». ٢٦إِنَّا لَضَالُّونَ : ظللنا الطّريق فما هذه جنّتنا. [١٠١/ أ] ٢٨ لَوْلا تُسَبِّحُونَ : تستثنون «٧» إذ كلّ/ تعظيم للّه تسبيح «٨». ___________ (١) ورد هذا المعنى على قراءة حمزة ، وعاصم في رواية شعبة : أأن كان ذا مال بالاستفهام بهمزتين. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٦٤٦ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ٢٧ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢٠٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٥/ ١٠. (٢) تفسير الماوردي : ٤/ ٢٨٠ ، وغرائب التفسير للكرماني : ٢/ ١٢٣٧ ، وزاد المسير : ٨/ ٣٣١. (٣) تفسير الطبري : ٢٩/ ٣٠. (٤) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٢٨٤ عن ابن جريج. (٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٢٨٤ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وكذا البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٧٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٣٣٦. [.....] (٦) مجاز القرآن : ٢/ ٢٦٥ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٧٩ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢٠٧ ، والمفردات للراغب : ١١٣. (٧) أي تقولوا : إن شاء اللّه ، كما في تفسير الطبري : ٢٩/ ٣٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥/ ٢٠٩ ، وزاد المسير : ٨/ ٣٣٥. قال ابن الجوزي : «قاله الأكثرون». (٨) معاني الزجاج : ٥/ ٢٠٩ ، وزاد المسير : ٨/ ٣٣٨. ٣١فقالوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ قال عمرو «١» بن عبيد : ما أدري أكان هذا إيمانا منهم أو على حدّ ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشّدائد. ٤٠زَعِيمٌ : كفيل «٢». ٤٢يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ : غطاء «٣». وقيل «٤» : عن شدة وعناء. وفي الحديث «٥» : «يخرّ المؤمنون سجّدا ويبقى الكافرون كأنّ في ظهورهم السّفافيد» «٦». ___________ (١) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عمرو بن عبيد ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٨/ ٣٤٥ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨/ ٣١٣ عن الحسن رحمه اللّه. قال الفخر الرازي في تفسيره : ٣٠/ ٩١ : واختلف العلماء هاهنا ، فمنهم من قال إن ذلك كان توبة منهم ، وتوقف بعضهم في ذلك ، قالوا : لأن هذا الكلام يحتمل أنهم إنما قالوه رغبة منهم في الدنيا». (٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ١٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ٣٧ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢١٠ ، والمفردات للراغب : ٢١٣ ، واللسان : ١٢/ ٢٦٦ (زعم). (٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٢٨٦ عن الربيع بن أنس. (٤) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٨١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره (٢٩/ ٣٨ ، ٣٩) عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة. قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : ٣/ ٢٧ : «فسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث «الساق» هنا بالشدة ، أي : يكشف عن شدة وأمر مهول». (٥) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ٤٠ عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه. وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الكبير : ٩/ ٤١٤ حديث رقم (٩٧٦١) ، والحاكم في المستدرك : ٤/ ٥٩٨ ، كتاب الأهوال ، وفي إسناده أبو الزعراء ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : ما احتجا بأبي الزعراء. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٢٥٩ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «البعث والنشور» كلهم عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه. (٦) جمع «سفود» : حديدة ذات شعب معقفة يشوى بها اللحم. اللسان : ٣/ ٢١٨ (سفد). ٤٣وَهُمْ سالِمُونَ يسمعون النّداء فلا يأتونه «١». ٤٤سَنَسْتَدْرِجُهُمْ نستدرجهم أعمارهم وإن أطلنا [ها] «٢» إلى عقابهم. والاستدراج : الأخذ على غرّة «٣». ٤٨وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ في العجلة والمغاضبة «٤». و«المكظوم» : المحبوس على الحزن فلا ينطق ولا يشكو «٥» ، من «كظم القربة». ٥١لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ : يعينوك بها حتى تزلق قدمك. ___________ (١) ينظر تفسير الطبري : ٢٩/ ٤٣. (٢) في الأصل «اطلنا» ، والزيادة من «ك» و«ج» والعبارة هناك : «نستدرج أعمارهم وإن أطلناها إلى عقابهم». (٣) اللسان : ٢/ ٢٦٨ ، وتاج العروس : ٥/ ٥٦٠ (درج). (٤) ذكره الفراء في معانيه : ٣/ ١٧٨ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٣٤٢ عن قتادة ، وانظر تفسير القرطبي : ١٨/ ٢٥٣. (٥) نقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٨٨ عن ابن بحر ، وانظر المفردات للراغب : ٤٣٢ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٥٣. [.....] |
﴿ ٠ ﴾