سورة الحاقة١الْحَاقَّةُ فاعلة من «الحق» ، وهي القيامة التي يحقّ فيها الأمر. ٣وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ إذ لم تعاين أهوالها. أو لم يكن هذا الاسم في لسانهم. ٤بِالْقارِعَةِ : بالقيامة لأنها تقرع القلوب مخافة. وقوارع القرآن هي قوارع الشّيطان وزواجره. ٥بِالطَّاغِيَةِ : بالصّيحة العظيمة «٦» ، [كقوله ] «٧» : طَغَى الْماءُ ، ___________ (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٩/ ٤٩ عن قتادة ، وهو اختيار الطبري. (٧) في الأصل و«ج» : «كقولك» ، والمثبت في النص عن «ك». أي : عظم ارتفاعه وجاوز حدّه. ٧حُسُوماً : متتابعة ، جمع «حاسم» ، من «حسم» الكي ، إذا تابعت عليه بالمكواة «١». وقيل «٢» : قاطعة آثارهم ، فالتقدير : تحسمهم حسما. خاوِيَةٍ : ساقطة «٣». خوى النّجم : سقط في المغرب «٤». ٨مِنْ باقِيَةٍ : «بقاء» مصدر «٥». أو من نفس باقية «٦». ٩وَمَنْ قَبْلَهُ : من يليه من أهل دينه «٧» ، ونصبه على ظرف المكان. وَالْمُؤْتَفِكاتُ : المنقلبات بالخسف «٨». ١٠رابِيَةً : زائدة. ١٢وَتَعِيَها أي : حملناكم في السّفينة لأن نجعلها لكم تذكرة ولأن تعيها فلما توالت الحركات اختلست حركة العين «٩». ___________ (١) هذا قول الفراء في معانيه : ٣/ ١٨٠ ، واختيار الطبري في تفسيره : ٢٩/ ٥٠. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٦٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٨٣. (٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٢٩/ ٥١ ، ٥٢) عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٩٢ عن ابن زيد ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٣٤٧ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨/ ٢٥٩. (٣) تفسير الماوردي : ٤/ ٢٩٢ عن السدي. (٤) في المفردات للراغب : ١٦٣ : «خوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر ...». (٥) في «ك» : مصدر بمعنى البقاء. وانظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ١٨٠ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ٥٢ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٦١ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٢١. (٦) نص هذا القول في تفسير البغوي : ٤/ ٣٨٦ ، وذكره - أيضا - الزمخشري في الكشاف : ٤/ ١٥٠ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨/ ٢٦١. (٧) ورد هذا المعنى على قراءة أبي عمرو ، والكسائي بكسر القاف وفتح الباء. ينظر السبعة لابن مجاهد : ٦٤٨ ، والتيسير للداني : ٢١٣. وزاد المسير : ٨/ ٣٤٧ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٦١ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٢١. (٨) ينظر هذا المعنى فيما سبق ص : (٧٧٥). (٩) في وضح البرهان : ٢/ ٤٣١ : «فلما توالت الحركات اختلست حركة العين ، وجعلت بين الحركة والإسكان». ١٤فَدُكَّتا : بسطتا بسطة واحدة ، ومنه الدّكّان ، واندكّ سنام البعير : إذا انفرش في ظهره «١». ١٦واهِيَةٌ : ضعيفة لا تستمسك فصار الملك في نواحيها ثمانية صفوف أو ثمانية أصناف «٢». ١٨لا يخفى «٣» منكم خافية لا يستر شيء مما تسرّون. وفي خطبة عمر رضي اللّه عنه «٤» : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ١٠١/ ب ] وزنوا أعمالكم/ قبل أن توزنوا ، وأعدّوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية». وفي خطبة الحجاج «٥» : امرؤ زود نفسه ، امرؤ لم يأتمن نفسه على نفسه ، امرؤ يجد نفسه عدوه ، امرؤ كان له من قلبه «٦» مدّكر وزاجر يأخذ بعنان عمله فينظر حاله يوم يعرض على ربه ، امرؤ نظر إلى ميزانه وحاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره. ١٩هاؤُمُ اقْرَؤُا : خذوا. تقول للمذكّر هاء بالفتح ، وهاؤما وهاؤم. وللمرأة هاء - بالكسر - وهاؤما وهاؤنّ «٧». ___________ (١) ينظر المفردات للراغب : ١٧١ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٦٥ ، واللسان : ١٠/ ٤٢٥ (دكك). (٢) تفسير الطبري : (٢٩/ ٥٧ ، ٥٨) ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٢٩٥ ، وزاد المسير : ٨/ ٣٥٠ ، وتفسير القرطبي : (١٨/ ٢٦٥ ، ٢٦٦). (٣) كذا في الأصل : (يخفى) بالياء ، وهي قراءة حمزة ، والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٤٨ ، والتبصرة لمكي : ٣٥٨ ، والتيسير للداني : ٢١٣. [.....] (٤) وردت هذه الخطبة في أثر أخرجه ابن المبارك في الزهد : ١٠٣ رقم (٣٠٦). وأخرجه - أيضا - أبو نعيم في الحلية : ١/ ٥٢. وانظر هذه الخطبة في البداية والنهاية : ٩/ ١٣٠. (٥) ينظر هذه الخطبة في البداية والنهاية : ٩/ ١٣٠. (٦) في «ك» : «قبله». (٧) قال الزجاج في معانيه : ٥/ ٢١٧ : «هاؤم : أمر للجماعة بمنزلة هاكم ، تقول للواحد : هاء يا رجل ، وللاثنين : هاؤما يا رجلان ، وللثلاثة : هاؤم يا رجال ، وللمرأة : هاء يا امرأة - بكسر الهمزة - وللاثنين : هاؤما ، وللجماعة : النساء هاؤنّ». وانظر تفسير القرطبي : ١٨/ ٢٦٩ ، واللسان : ١٢/ ٦٢٥ (هوم). ٢٠ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ : ظننت أنّ اللّه يؤاخذني فعفا عني. ٢١عِيشَةٍ راضِيَةٍ : ذات رضا ، ك «ليل نائم» ، و«ماء دافق» ، و«امرأة طامث ، وحامل ، وطالق» «١». ٢٧كانَتِ الْقاضِيَةَ : موتة لا بعث بعدها ، وفي الحديث «٢» : «تمنّوا الموت ولم يكن في الدنيا شيء أكره منه عندهم». ٢٩سُلْطانِيَهْ : ما كان من تسليط على نفسه «٣». ٣٩٣٢ سَبْعُونَ ذِراعاً ابن عباس «٤» : «العرب تفخّم من العدد السّبعة والسّبعين». ٣٥حَمِيمٌ : صديق ، وهو من إذا أصابك مكروه احترق لك «٥». ٣٦غِسْلِينٍ : بوزن «فعلين» غسالة جروحهم «٦». والنار دركات فمن أهل النار من ليس له طعام إلّا من ضريع ، ومنهم من طعامه غسلين ، وآخرون طعامهم الزّقوم. ___________ (١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ١٨٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٦٨. (٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ٦٢ عن قتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٩٨ ، والبغوي في تفسيره : ٤/ ٣٨٩ عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٢٧٣ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة رحمه اللّه تعالى. (٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره : ٤/ ٢٩٨ عن قتادة ، ونص كلامه : «سلطانه الذي تسلط به على بدنه حتى أقدم على معصيته». (٤) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما. (٥) ينظر المفردات للراغب : ١٣٠ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٧٣. (٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٨٤ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ٦٥ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢١٨ ، والمفردات للراغب : ٣٦١ ، واللسان : ١١/ ٤٩٥ (غسل). ٤٠إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ تلاوة محمد «١» عليه السّلام. ٤١بِقَوْلِ شاعِرٍ إذ الغالب في الشعر أن يدعو [إلى الهوى ] «٢». وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ وهو السّجع المتكلف باتّباع المعنى له ليشاكل المقاطع. وموجب الحكمة أن يتّبع اللّفظ المعنى ، وتشاكل المقاطع فواصل بلاغة وسجع كهانه وقوافي زنة. ٤٥لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ : لقطعنا يمينه «٣». أو لأخذنا منه بالقوة «٤» ، أو لأخذنا منه بالحق «٥». ٤٦والْوَتِينَ : عرق بين العلباء والحلقوم «٦». ___________ (١) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٧٤ : «لم يرد أنه قول الرسول وإنما أراد : أنه قول رسول عن اللّه جلّ وعزّ ، وفي «الرسول» ما دل على ذلك فاكتفى به من أن يقول : عن اللّه». وانظر تفسير الطبري : ٢٩/ ٦٦ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٢٩٩ ، وتفسير القرطبي : ١٨/ ٢٧٤. (٢) في الأصل : «أن يدعو إليه الهوى» ، والمثبت في النص عن «ك» و«ج». (٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٣٠٠ عن الحسن ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٨/ ٢٧٦. (٤) هذا قول الفراء في معانيه : ٣/ ١٨٣ ، والطبري في تفسيره : ٢٩/ ٦٦ ، ومكي في تفسير المشكل : ٣٥٤ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٣٠٠ عن مجاهد. [.....] (٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٢٩٩ عن السدي ، والحكم. وذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٩٠ دون عزو. (٦) نقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٣٠٠ عن الكلبي ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٨/ ٢٧٦. وقيل : (الوتين) : نياط القلب ، أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ٦٧ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة. واختار الطبري هذا القول ، وأورده البغوي في تفسيره : ٤/ ٣٩١ ، وقال : «و هو قول أكثر المفسرين». |
﴿ ٠ ﴾