سورة القيامة١لا أُقْسِمُ : دخول/ لا لتأكيد القسم ، والإثبات من طريق النّفي [١٠٣/ ب ] آكد ، كأنه ردّ على المنكر أولا ، ثم إثبات بالقسم ثانيا «١». وقيل «٢» : المراد نفي القسم لوضوح الأمر. وقيل «٣» : هو «لأقسم» ، لام الابتداء. ٢بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ : كل يلومه نفسه على الشر لم عمل ، وعلى الخير لم لم تستكثر «٤»؟. ٤نُسَوِّيَ بَنانَهُ : نجعلها مستوية كخف البعير ، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللّطيفة «٥». ٥لِيَفْجُرَ أَمامَهُ : يمضي راكبا رأسه في هواه «٦». وقيل «٧» : يتمنى العمر ليفجر. ٧بَرِقَ الْبَصَرُ : بالكسر : دهش ، وبالفتح «٨» : شخص. ٨وَخَسَفَ الْقَمَرُ : ذهب ضوؤه كأنه ذهب في خسيف وهي البئر ___________ (١) ينظر تفسير الطبري : ٢٩/ ١٧٣ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٣٥٥ ، والكشاف : ٤/ ١٨٩ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٨٤. (٢) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٣٠/ ٢١٥. [.....] (٣) ورد هذا القول توجيها لقراءة ابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٦١ ، والتبصرة لمكي : ٣٦٥ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٨٤. (٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٥/ ٢٥١ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤/ ٣٥٦ عن مجاهد ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٩/ ٩٣. (٥) معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢٠٨ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ١٧٥. قال ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ٤١٧ : «هذا قول الجمهور». (٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٩/ ١٧٧ عن مجاهد. ونقله البغوي في تفسيره : ٤/ ٤٢١ عن مجاهد ، والحسن ، وعكرمة ، والسدي. (٧) تفسير الماوردي : ٤/ ٣٥٧ ، وتفسير القرطبي : ١٩/ ٩٥. (٨) بفتح الراء قراءة نافع ، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٦١ ، والتيسير للداني : ٢١٦. ينظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢٠٩ ، والكشف لمكي : ٢/ ٣٥٠ ، وتفسير القرطبي : ١٩/ ٩٥. القديمة «١». ٩وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ : في طلوعهما من المغرب «٢» ، أو في ذهاب ضوئهما «٣» ، أو في التسخير بهما. ١٠أَيْنَ الْمَفَرُّ : الفرار : مصدر ، والمفرّ - بكسر الفاء «٤» - الموضع ، والمفرّ «٥» : الجيّد الفرار ، أي : الإنسان الجيد الفرار لا ينفعه الفرار «٦». ١١لا وَزَرَ : لا ملجأ «٧». ١٣بِما قَدَّمَ : من عمل وَأَخَّرَ : من سنّة. ١٤بَصِيرَةٌ : شاهد ، والهاء للمبالغة «٨» ، أو عين بصيرة «٩». وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ : ألقى ثيابه وأرخى ستوره «١٠» ، أي : ولو خلا ___________ (١) اللسان : ٩/ ٦٨ (خسف). (٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤/ ٣٥٨ ، دون عزو ، وكذا البغوي في تفسيره : ٤/ ٤٢٢. ونقله القرطبي في تفسيره : ١٩/ ٩٧ عن ابن مسعود ، وابن عباس رضي اللّه تعالى عنهم. (٣) ينظر هذا القول في معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢٠٩ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ١٨٠ ، ومعاني الزجاج : ٥/ ٢٥٢ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٣٥٨ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٤٢٢. (٤) وهي - أيضا - قراءة تنسب إلى ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ... وغيرهم. ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢١٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٥/ ٨١ ، والمحتسب : ٢/ ٣٤١ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٨٦ ، وإتحاف فضلاء البشر : ٢/ ٥٧٤. (٥) بكسر الميم وفتح الفاء ، وتنسب هذه القراءة إلى الحسن ، والزهري. وهي شاذة كما في المحتسب : ٢/ ٣٤١ ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٨٦. (٦) راجع الوجوه السابقة في معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٢٥٢ ، والكشاف : ٤/ ١٩١ ، وزاد المسير : ٨/ ٤٢٠ ، وتفسير القرطبي : (١٩/ ٩٧ ، ٩٨) ، والبحر المحيط : ٨/ ٣٨٦. (٧) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢١٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٩ ، والمفردات للراغب : ٥٢١. (٨) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٧٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٠٠ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ١٨٤ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٣٥٩. [.....] (٩) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره : ٤/ ٤٢٣ دون عزو ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٩/ ١٠٠. (١٠) ذكره الفراء في معانيه : ٣/ ٢١١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ١٨٦ عن السدي. بنفسه ، والمعذار : الستر «١». ١٧إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ : أي : في صدرك «٢» ، وإعادة قرآنه عليك ، أي : قراءته حتى تحفظ ثمّ إنّا نبيّن لك معانيه إذا حفظته. ٢٢ناضِرَةٌ : حسنة مستبشرة «٣» ، وجه نضر وناضر ، ونضر اللّه وجهه فهو منضور. ٢٣إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ : تنظر ما يأتيها من ثواب ربها. عن مجاهد «٤» وأبي صالح «٥» وعكرمة «٦». وقيل «٧» : إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ : لا تنظر إلى غيره ولا ترجو الحق إلّا ___________ (١) بلغة اليمن. ينظر تفسير الماوردي : ٤/ ٣٦٠ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٤٢٣. (٢) ينظر صحيح البخاري : ٦/ ٧٦ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة القيامة. وتفسير الطبري : (٢٩/ ١٨٨ ، ١٨٩) ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٤٦١ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٤٢٣. (٣) تفسير الطبري : ٢٩/ ١٩١ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٤٢٤ ، والمفردات للراغب : ٤٩٦ ، واللسان : ٥/ ٢١٣ (نضر). (٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ١٩٢. (٥) أورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٣٦٠ ، وعزا إخراجه إلى ابن جرير ، وابن أبي شيبة عن أبي صالح. (٦) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عكرمة ، وأخرج الطبري في تفسيره : ٢٩/ ١٩٢ عن عكرمة قال : «تنظر إلى ربها نظرا». وعقب القرطبي على نسبة هذا القول إلى عكرمة بقوله : «و ليس معروفا إلا عن مجاهد وحده» (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٠٨). وهذا القول الذي ذكره المؤلف رحمه اللّه عن مجاهد وأبي صالح ، وعكرمة ، هو أحد تأويلات المعتزلة في نفي رؤية اللّه سبحانه وتعالى في الآخرة. وقد خطّأ النحاس هذا القول في إعراب القرآن : ٥/ ٨٤ ، وقال : «لأنه لا يجوز عندهم (عند النحويين) ولا عند أحد علمته : نظرت زيدا ، أي : نظرت ثوابه». ورد الأزهري هذا القول - أيضا - في تهذيب اللغة : ١٤/ ٣٧١ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٣٠/ ٢٢٧. (٧) هذا نص قول الزمخشري في الكشاف : ٤/ ١٩٢ ، وهو أحد تأويلات المعتزلة كما في البحر المحيط : ٨/ ٣٨٩. من عنده. وعن أبي سعيد الخدري «١» رضي اللّه عنه : قلنا للنّبي صلى اللّه عليه وسلم أنرى ربّنا؟ فقال : «أ تضارون في رؤية الشّمس في الظّهيرة في غير سحابة؟ أفتضارون في [رؤية] «٢» القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ فإنكم لا تضارّون في رؤيته إلّا كما تضارون في رؤيتهما» أي : لا تنازعون ولا تخالفون. ويروى «٣» : «لا تضامون» أي : لا ينضمّ بعضكم إلى بعض في وقت النظر لخفائه كما تفعلون بالهلال. ٢٥فاقِرَةٌ : داهية تكسر/ الفقار «٤». ٢٧مَنْ راقٍ : من يرقى بروحه أملائكة الرّحمة أم العذاب «٥»؟ أو هو قول أهله : هل من راق يرقيه «٦». ___________ (١) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٨/ ١٨١ ، كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ، والإمام مسلم في صحيحه : ١/ ١٦٤ رقم (٣٠٢). كتاب الإيمان ، باب «معرفة طريق الرؤية» باختلاف في بعض ألفاظه. (٢) في الأصل : «ليله» ، والمثبت في النص عن «ك» و«ج». (٣) ينظر صحيح البخاري : ٨/ ١٧٩ ، كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وصحيح مسلم : ١/ ١٦٤ حديث رقم (٢٩٩) ، كتاب الإيمان ، باب : «معرفة طريق الرؤية». (٤) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٥٠٠ ، وقال أيضا : «تقول : فقرت الرجل ، إذا كسرت فقاره. كما تقول : رأسته ، إذا ضربت رأسه ، وبطنته ، إذا ضربت بطنه». وانظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢١٢ ، والمفردات للراغب : ٣٨٣ ، واللسان : ٥/ ٦٢ (فقر). (٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٩/ ١٩٥ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٣٦١ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. وانظر هذا القول في معاني الزجاج : ٥/ ٢٥٤ ، وتفسير الماوردي : ٤/ ٣٦٢ ، وتفسير البغوي : ٤/ ٤٢٤. [.....] (٦) ذكره الفراء في معانيه : ٣/ ٢١٢ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (٢٩/ ١٩٤ ، ١٩٥) عن قتادة ، وابن زيد. ٢٩وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ : من كرب الموت وهول المطلع. وقال الضحاك «١» : اجتمع عليه أمران : أهله يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه. ٣٣يَتَمَطَّى : يتبختر «٢» ، والمطيطاء : مشية يهتزّ فيها المطا وهو الظهر «٣». ٣٤أَوْلى لَكَ فَأَوْلى : قاربك ما تكره ، و«وليك» من الوليّ : القرب «٤». ٣٦سُدىً : مهملا لا يؤمر ولا ينهى. ٣٧تمنى «٥» : تراق. وقيل : تقدّر وتخلق ، والمنا القدر «٦». ___________ (١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩/ ١٩٦ ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨/ ٣٦٢ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن الضحاك. (٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٢١٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٠١ ، وتفسير الطبري : ٢٩/ ١٩٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥/ ٢٥٤. (٣) المفردات للراغب : ٤٧٠ ، واللسان : ٧/ ٤٠٤ (مطط). (٤) اللسان : ١٥/ ٤١١ (ولي). (٥) كذا في الأصل ، و«ك» بالتاء ، وهي قراءة نافع ، وابن عامر ، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد : ٦٦٢ ، والتبصرة لمكي : ٣٦٥ ، والتيسير للداني : ٢١٧. (٦) المفردات للراغب : ٤٧٥ ، واللسان : ١٥/ ٢٩٣ (مني). |
﴿ ٠ ﴾