٦

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} : يعني مشركي العرب،

وقال الضحّاك : نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته. وقال الكلبي : يعني اليهود،

وقيل : المنافقون.

والكفر : هو الجحود والإنكار.

وأصله من الكفر وهو التغطية والسّتر،

ومنه قيل للحراث : كافر؛ لأنّه (يستر البذر)،

قال اللّه تعالى : {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} : يعني الزرّاع،

وقيل للبحر : كافر،

ولليل : كافر. قال لبيد :

حتى إذا ألقت يداً في كافر

وأجن عورات الثغور ظلامها

في ليلة كفر النجوم غمامها

ومنه : المتكفّر بالسلاح،

وهو الشاكي الذي غطّى السلاح جميع بدنه.

فيسمى الكافر كافراً لأنه ساترللحق ولتوحيد اللّه ونعمه ولنبوّة أنبيائه.

{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} : أي واحد عليهم ومتساوي لديهم،

وهو اسم مشتق من التساوي.

{ءَأَنذَرْتَهُمْ} : أخوّفتهم وحذّرتهم.

قال أهل المعاني : الإنذار والإعلام مع تحذير،

يُقال : أنذرتهم فنذروا،

أي أعلمتهم فعلموا،

وفي المثل : وقد أُعذر من أنذر،

وفي قوله : {ءَأَنذَرْتَهُمْ} وأخواتها أربع قراءات : تحقيق الهمزتين وهي لغة تميم وقراءة أهل الكوفة؛ لأنها ألف الإستفهام دخلت على ألف القطع وحذف الهمزة التي وصلت بفاء الفعل وتعويض مده منها كراهة الجمع بين الهمزتين وهي لغة أهل الحجاز،

وادخال ألف بين الهمزتين وهي قراءة أهل الشام في رواية هشام وإحدى الروايتين عن أبي عمرو.

قال الشاعر :

تطاولت فاستشرقت قرابته

فقلن له : أأنت زيد لا بل قمر

والأخبار اكتفاء بجواب الإستفهام،

وهي قراءة الزهري.

{أَمْ} : حرف عطف على الإستفهام.

{لَّمْ} : حرف جزم لا يلي إلاّ الفصل؛ لأنّ الجزم مختص بالأفعال.

{تُنذِرْهُمْ} : تحذرهم {يُؤْمِنُونَ} وهذه الآية خاصّة فيمن حقّت عليه كلمة العذاب في سابق علم اللّه،

وظاهرها إنشاء ومعناها إخبار،

ثمّ ذكر سبب تركهم للإيمان فقال :

﴿ ٦