٣٣
قال اللّه تعالى :
{يا آدم
أنبئهم بأسمائهم} فسمّى كل شيء باسمه،
وألحق كل شيء بجنسه.
{فَلَمَّآ
أَنبَأَهُم} أخبرهم.
{بِأَسْمَآئِهِمْ
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ} يا ملائكتي.
{إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ والأرض} ما كن فيها وما يكون.
{وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} من الخضوع والطاعة لآدم.
{وَمَا
كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} تخفون في أنفسكم من العداوة
له.
وقيل : ما تبدون
من الإقرار بالعجز والاعتذار،
وما كنتم تكتمون من الكراهية في
استخلاف آدم.
قال ابن عباس : هو أنّ إبليس
مرّ على جسد آدم وهو ملقىً بين مكة والطائف لا روح فيه،
فقال : لأمر ما خلق هذا،
ثمَّ دخل من فيه وخرج من دبره،
وقال : إنّه لا يتماسك
إلاّ بالجوف،
ثمَّ قال للملائكة الذين معه :
أرأيتم أن فضّل هذا عليكم،
وأمرتم بطاعته ماذا تصنعون؟
قالوا : نطيع أمر ربّنا. فقال ابليس في نفسه : واللّه لئن سُلطت عليه
لأهلكته،
ولئن سُلّط عليّ لأعصينّه. فقال اللّه تعالى :
{وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ}
يعني الملائكة من الطاعة
{وَمَا تَكْتُمُونَ}
يعني إبليس من
المعصية.
قال الحسن وقتادة :
{مَا تُبْدُونَ}
يعني
قولهم : أتجعل
فيها من يفسد فيها
{وَمَا تَكْتُمُونَ}
يعني
قولهم لن يخلق خلقاً أفضل ولا أعلم ولا أكرم عليه منّا.
القول في حدّ الاسم وأقسامه
فقال أصحابنا : الاسم : كل لفظة
دلت على معنى ما وشيء ما،
وهو مشتق من السِّمة،
وهي العلامة التي يُعرف بها
الشيء،
وأقسامه ثمانية منها : اسم علم
مثل زيد،
وعمرو،
وفاطمة،
وعائشة،
ودار،
وفرس.
ومنها : اسم لازم كقولك : رجل،
وامرأة،
وشمس،
وقمر،
وحجر،
ومدر ونحوها؛ سُمّي لازماً
لأنّه لا ينقلب ولا يُفارق،
فلا يُقال للشمس قمر ولا للقمر
حجر.
ومنها : اسم مفارق مثل : صغير،
وكبير،
وطفل،
وكهل،
وقليل،
وكثير،
وقيل له مفارق لأنّه كان ولم يكن له هذا الاسم ويزول عنه المعنى
المسمّى به.
ومنها : اسم مشتق : ككاتب،
وخياط،
وصائغ،
وصبّاغ؛ فالاسم مشتق من فعله.
ومنها : اسم مضاف مثل : غلام
جعفر،
وركوب عمرو،
ودار زيد.
ومنها : اسم مشبهة كقولك : فلان
أسد وحمار وشعلة نار.
ومنها : اسم منسوب يثبتُ بنفسه
ويُثبت غيره،
كقولك : أب،
وأمّ،
وأخ،
وأخت،
وابن،
وبنت،
وزوج،
وزوجة،
فإذا قلت أب فقد أثبته وأثبت له
الولد،
وإذا قلت : أخ أثبته وأثبت له
الأخت.
ومنها : اسم الجنس : وهو إسم
واحد ويدل على أشياء كثيرة،
كقولك : حيوان،
وناس ونحوهما. |
﴿ ٣٣ ﴾