٣٧
{فَتَلَقَّى} فلُقّن.
{ءَادَمَ} حفّظ حين لقّن،
وأُفهم حين ألْهِمَ.
وقرأ العامّة : آدمُ برفع
الميم،
كلمات بخفض التّاء.
وقرأ ابن كثير : بنصب الميم،
بمعنى جاءت الكلمات لآدم ج.
{مِن رَّبِّهِ
كَلِمَاتٍ} كانت سبب قبول توبته،
واختلفوا في تلك الكلمات :
قال ابن عباس : هي أنّ آدم
قال : يا ربّ ألم
تخلقني بيدك؟
قال : بلى،
قال : ألم تنفخ فيّ من روحك؟
قال : بلى،
قال : ألم تسبق رحمتك بي غضبك؟
قال : بلى،
قال : ألم تسكنّي جنتك؟
قال : بلى،
قال : فلِمَ أخرجتني منها؟
قال : بشؤم معصيتك،
قال :
أي ربّ أرأيت لو تبت
(وأصلحت) أراجعي أنت الى الجنة؟
قال : بلى.
قال : فهو الكلمات.
قال عبيد بن عمير : هو أنّ آدم
قال : يا ربّ
أرأيت ما أتيت،
أشيء ابتدعته على نفسي أم شيء
قدّرته عليَّ قبل أن تخلقني؟
قال : بل شيٌ قدّرته عليك قبل أن أخلقك،
قال : يا ربّ كما قدّرته عليَّ فأغفر لي.
همام بن منبّه عن أبي هريرة عن
النبي
(صلى اللّه عليه وسلم)
قال :
(تحاجّ آدم وموسى،
فقال له موسى : أنت
آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنّة الى الأرض؟
فقال له آدم : أنت
موسى الذي أعطاك اللّه علم كلّ شيء واصطفاك على الناس برسالته؟
قال : نعم. قال :
أتلومني على أمر كان قد كتب عليّ أن أفعله من قبل أن أخلق. قال : فحجّ آدم موسى).
وقال محمد بن كعب القرظي : هي
قوله : لا اله
الاّ أنت سبحانك وبحمدك قد عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التواب
الرحيم،
لا اله الاّ أنت سبحانك وبحمدك
قد عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم،
لا اله الاّ أنت سبحانك وبحمدك
ربّ عملت سوءاً وظلمت نفسي فارحمني انّك أنت أرحم الراحمين.
عكرمة عن سعيد بن جبير في
قوله :
{فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} قالا :
قوله :
{رَبَّنَا
ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ} ،
وكذلك قاله الحسن ومجاهد.
وقال بعضهم : نظر آدم ج الى العرش فرأى على ساقه مكتوباً لا اله الاّ
اللّه محمد رسول اللّه أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال : يا ربّ أسألك بحقّ
محمد أنْ تغفر لي فغفر له.
وقيل : هذا التأويل ما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن علي
رضي اللّه عنه
قال : قال رسول
اللّه
(صلى اللّه عليه وسلم) عرّج بيّ الى السماء رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلاّ اللّه محمد
رسول اللّه أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق.
وقيل : هي ثلاثة أشياء : الخوف،
الرجاء،
البكاء.
أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب
قال : بلغني أنّ
آدم لما أهبط الى الأرض مكث ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه حياءاً من اللّه تعالى.
وقال ابن عباس : بكاء آدم
وحوّاء على ما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة،
ولم يأكلا ولم يشربا أربعين
يوماً،
ولم يقرب آدم
(حواء) مائة سنة.
{فَتَابَ عَلَيْهِ} فتجاوز عنه
{إِنَّهُ
هُوَ التَّوَّابُ} يقبل توبة عباده
{الرَّحِيمُ} بخلقه. |
﴿ ٣٧ ﴾