٧٠{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ} أسائمة أم عاملة. {إِنَّ الْبَقَرَ} هذه قراءة العامة، قرأ محمد ذو الشامة الأموي إن الباقر وهو جمع البقر كالجامل لجماعة الجمل وقال الشاعر : مالي رأيتك بعد عهدك موحشاً خلقاً كحوض الباقر المتهدّم قال قطرب : تجمع البقرة بقر، وباقر، وبقير، وبقور، وباقور. فأن قيل : لما قال تشابه والبقر جمع فلم لم يقل تشابهت؟ قيل فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : إنّه ذكر لتذكير بلفظ البقر، كقوله {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} . وقال المبرّد : سُئل سيبويه عن هذه الآية؟ (فقال : ) كل جمع حروفه أقل من حروف واحد فإنّ العرب تُذكّره، واحتج بقول الأعشى : ودّع هريرة إن الرّكب مرتحل ولم يقل مرتحلون، وقال الزّجاج : معناه إنّ جنس البقر تشابه علينا. {تَشَابَهَ عَلَيْنَا} وفي تشابه سبع قراءات : تشابه : بفتح التاء والهاء وتخفيف الشّين وهي قراءة العامة وهو فعل ماض ويذكر موحد. وقرأ الحسن : تشابه : بتاء مفتوحة وهاء مضمومة وتخفيف الشّين اراد تَشابهُ. وقرأ الأعرج : تشابه : بفتح التاء وتشديد الشّين وضم الهاء على معنى يتشابه. وقرأ مجاهد : تشبّه، كقراءة الأعرج إلاّ إنّه بغير ألف لقولهم : تحمل وتحامل. وفي مصحف أُبي : تشابهت على وزن تفاعلت (فالتاء) لتأنيث البقر. وقرأ ابن أبي إسحاق : تشابهت بتشديد الشين قال أبو حاتم : هذا غلط لأن التاء لا تدغم في هذا الباب إلاّ في المضارعة. وقرأ الأعمش : متشابه علينا جعله أسماً. ومعنى الآية : إلتبس واشتبه أمره علينا فلا نهتدي إليه. {وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ} إلى وصفها. قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (وأيم اللّه لئن لم يستبينوا لما تبينت لهم آخر الأبد). |
﴿ ٧٠ ﴾