١١٢

{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ثمّ قال ردّاً عليهم وتكذبياً لهم {بَلَى} ليس كما قالوا بل يدخل الجنّة {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه} مقاتل : أخلص دينه وعمله للّه وقيل : فوض أمره إلى اللّه.

وقيل : خضع وتواضع للّه.

وأصل الإسلام والاستسلام : الخضوع والأنقياد وإنّما خصَّ الوجه لأنّه إذا جاد بوجهه في السّجود لم يبخل بسائر جوارحه.

قال زيد بن عمرو بن نفيل :

اسلمتُ وجهي لمن اسلمت

له الأرض تحمل صخراً ثقالا

واسلمت وجهي لمن اسلمت

له المزن يحمل عذباً زلالاً

{وَهُوَ مُحْسِنٌ} في عمله،

وقيل : مؤمن،

وقيل : مخلص.

{فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ} نزلت في يهود المدينة ونصارى أهل نجران؛ وذلك إنّ وفد نجران لمّا قدموا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتّى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود : ما أنتم على شيء من الدّين وكفروا بعيسى والأنجيل،

وقالت لهم النّصارى : ما أنتم على شيء من الدّين وكفروا بموسى والتوراة.

﴿ ١١٢