١٣٧فأنزل اللّه تعالى {فَإِنْ ءَامَنُوا} يعني اليهود النصارى. {بِمِثْلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِ} أي بجميع ما آمنتم كإيمانكم، وقيل مثل صلة أي بما آمنتم به، وهكذا كان يقرأها ابن عبّاس ويقول : إقرؤا (فإن آمنوا بما آمنتم به) فليس للّه مثل ونظيره قوله : و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} : أي كهو. قال الشاعر : يا عاذلي دعني من عذلكا مثلي لا يقبل من مثلكا أي أنا لا أقبل منك. {فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ} قال ابن عبّاس وعطاء والأخفش : في خلاف يقال : شاقّ يشاقّ مشاقّة إذا خالف كانّ كل واحد أخذ في شقّ غير شقّ صاحبه دليله قوله {يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى} أي خلافي وأُنشد : فكان إليها والّذي إصطاد بكرها شقاقاً وبعضهن أو لطم وأهجرا وقال ابن سلمة والسّدي : في عداوة كان كلّ واحد منهما أخذ في شقّ صاحبه أي في جهده وما يشق عليه من قوله {إِلا بِشِقِّ انفُسِ} دليله قوله : { ذلك بِأَنَّهُمْ شَآقُّوا اللّه وَرَسُولَهُ} أي عادوا اللّه ورسوله. قال بشر بن أبي حازم : وإلاّ فاعلموا انّا وأنتم بغاة ما حيينا في شقاق أي في عداوة. مقاتل وابو عبيدة : في ضلال واختلاف بيانه قوله {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} أي اختلاف بينهما. قال الشاعر : إلى كم نقتل العلماء قسراً ونفجر بالشّقاق وبالنفاق أي بالضلال والاختلاف. الكسائي : هي خلع الطّاعة بيانه قوله {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} . الحسن : في بعاد وفراق إلى يوم القيامة. {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّه} يا محمّد يعني اليهود والنصارى. {وَهُوَ السَّمِيعُ} لأقوالهم. {الْعَلِيمُ} بأحوالهم وكفاهم اللّه تعالى أمرهم بالقتل والسبّي في بني قريظة والجلاء والنفي في بني النضير والجزية والذلّة في نصارى نجران. |
﴿ ١٣٧ ﴾