٢٣٩{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَا} أي رجّالة، ويقال : راجل ورجال مثل صاحب وصحاب وصائم وصيام وقائم وقيام، قال اللّه تعالى {يَأْتُوكَ رِجَا} قال الأخطل : وبنو غدانة شاخص أبصارهم يمشون تحت بطونهنّ رجالا يروى أنهم أحنوا مأسورين وأبصارهم شاخصة إلى ولْدهم {أَوْ رُكْبَانًا} على دوابّهم، وهو جمع راكب، قال المفضل : لا يقال راكب إلاّ لصاحب الجمل، فأمّا صاحب الفرس فيقال له فارس، ولراكب الحمار الحمّار، ولراكب البغال بغّال، ونصبت على الحال، أي فصلّوا رجالا أو ركباناً. ومعنى الآية : فإن لم يمكنكم أن تصلّوا قانتين موفين الصلاة حقّها لخوف فصلّوا رجالا أي مشاة على أرجلكم، أو ركباناً على ظهور دوابّكم، فإن ذلك يجزيكم. قال المفسرون : هذا في المسابقة والمطاردة، يصلّي حيث يولي وجهه، مستقبل القبلة أو غير مستقبلها، راكباً أو راجلا، ويجعل السجود أخفض من الركوع، يومئ إيماء، وهذه صلاة شدّة خوف، والصلاة في حال الخوف على ضربين، وسنذكرها في سورة النساء، وصلاة شدّة الخوف وهي هذه، والخوف الذي يجوز للمصلّي أن يصلي من أجله راكباً أو (راجلا) وحيث ما كان وجهته هو المحاربة والمسابقة في قتال من أُسر بقتال من عدوّ أو محارب أو خوف سبع هائج، أو جمل صائل، أو سيل سائل، أو كان الأغلب من شأنه الهلاك، وإن صلّى صلاة الأمن فله أن يصلي صلاة شدة الخوف وهي ركعتان، فإن صلاّها ركعة واحدة جاز لما روى مجاهد عن ابن عباس قال : فرض اللّه عزّ وجلّ الصلاة على لسان نبيّكم في الحضر أربعاً وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة. وقال سعيد بن جبير : إذا كنت في القتال، والتقى الزحفان، وضرب الناس بعضهم بعضاً فقل : سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر، واذكر اللّه، فتلك صلاتك. قال الزهري : فإن لم يستطع فلا يدع ذكرها في نفسه. |
﴿ ٢٣٩ ﴾