٢٥٣{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه} ، قال الأخفش : أي كلّمه اللّه لقوله : و{فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ} وزان {مَا تَشْتَهِيهِ} . {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} الربيع بن الهيثم قال : لا أُفضّل على نبيّنا أحداً ولا أفضّل بعده على إبراهيم أحداً. {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ} أي من بعد الرسل {من بعدما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا في الدين فمنهم مَنْ ءامن} ثبت على إيمانه {وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ} فتهوّد وتنصّر وكانوا يعقوبيّة ونسطوريّة وملكائيّة ثم تحاربوا{وَلَوْ شَآءَ اللّه مَا اقْتَتَلُوا وَلَاكِنَّ اللّه يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} فيوفّق من يشاء عدلاً ويخذل مَنْ يشاء عدلاً. وعن الحرث الأعور قال : قام رجل إلى عليّ (رضي اللّه عنه) فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، قال : طريق مظلم لا تسلكه. قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، قال : بحر عميق لا تلجه، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، قال : سرّ اللّه قد خفي عليك فلا تفشه، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، فقال عليّج : أيُّها السائل إن اللّه خلقك كما شاء أو كما شئت؟. فقال : كما شاء. قال : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟. قال : كما شاء. قال : أيّها السائل ألك مع اللّه مشيئة أو فوق اللّه مشيئة أو دون اللّه مشيئة؟ فإن زعمت أن لك دون اللّه مشيئة فقد أكتفيت عن مشيئة اللّه، وإن زعمت أنّ لك فوق اللّه مشيئة فقد زعمت أن مشيئتك غالبة على مشيئة اللّه، وإن زعمت أن لك مع اللّه مشيئة فقد أدعيت الشركة، ألست تسأل ربّك العافية؟ قال : بلى. قال : فمن أي شيء تسأله، أمن البلاء الذي ابتلاك به، أم من البلاء الذي ابتلاك به غيره؟. قال : من البلاء الذي ابتلاني به. قال : ألست تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه؟ قال : بلى. قال : فتعلّم تفسيرها؟ قال : لا، علّمني يا أمير المؤمنين مما علمك اللّه. قال : تفسيرها : أن العبد لا يقدر على طاعة اللّه ولا يكون له قوّة على معصية اللّه في الأمرين جميعاً إلاّ باللّه، أيّها السائل إن اللّه عزّ وجلّ (يصح ويداوي، منه الداء ومنه الدواء) أعقلت عن اللّه أمره. قال : نعم. قال علي (رضي اللّه عنه) : الآن أسلم أخوكم قوموا فصافحوه. ثم قال : لو وجدت رجلاً من القدرية لأخذت برقبته فلا أزال أطأ عنقه حتى أكسرها فإنّهم يهود هذه الأمّة ونصاراها ومجوسها. وقال المزني : سمعت الشافعي يقول : وما شئتَ كانَ وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن |
﴿ ٢٥٣ ﴾