٢٧٧-٢٧٨{إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يا أيُّها الذين آمنوا اتقوا اللّه وذروا ما بقي من الربا} قال عطاء وعكرمة : نزلت هذه الآية في العبّاس بن عبد المطلب وعثمان بن عفّان وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجداد قال لهما صاحب التمر : لا يبقى ما يكفي عيالي إن أنتما أخذتما حقّكما كلّه فهذا لكما أن تأخذا النصف وتؤخّرا النصف وأضعف لكما فقبلا، فلمّا جاء الرجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فنهاهما وأنزل اللّه هذه الآية فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما. وقال السدي : نزلت في العبّاس عبد المطلب وخالد بن الوليد وكانا شريكان في الجاهليّة يسلّفان في الربا إلى بني عمرو بن عمير ناس من ثقيف ولهما أموال عظيمة في الربا، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية فقال النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) (وإنّ كلّ ربا من ربا الجاهليّة موضوع وأوّل الربا أضعه ربا العبّاس بن عبد المطلب، وكلّ دم من دم الجاهليّة موضوع وأوّل دم أضعه دم ربيعة بن الحرث ابن عبد المطلب كان مُرضعاً في بني ليث قتله هذيل). وقال مقاتلان : أنزلت في أربعة أخوة : من ثقيف مسعود وعبد ياليل وحبيب وربيعة، وهم بنو عمرو بن عمير بن عوف الثقفي وكانوا يداينون المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم وكانوا يربون، فلما ظهر النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) على الطائف وصالح ثقيفاً أسلم هولاء الأربعة الأخوة وطلبوا رباهم من بني المغيرة، فقالت بنو المغيرة : واللّه ما نعطي الربا في الإسلام وقد وضعه اللّه ورسوله عن المؤمنين، فما يجعلنا أشقى الناس بهذا، فاختصموا إلى عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة. وكان عامل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) على مكّة وقال : (أبعثك على أهل اللّه) فكتب عتّاب إلى النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) بقصّة الفريقين وكان ذلك مالاً عظيماً فأنزل اللّه تعالى : {يا أيُّها الذين آمنوا أتقوا اللّه وذروا ما بقي من الربا} وذر لفظ تهديد، وقرأ الحسن مابقى بالألف وهي لغة طي، ويقول للحجارية : جاراة، وللناصية : ناصاة. قال الشاعر منهم : لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا على الأرض قيسي يسوق الأباعرا {إِن كُنتُمْ} إذا كنتم {مُّؤْمِنِينَ} كقوله : {وَأَنتُمُ الأعلون إِن كُنتُم} |
﴿ ٢٧٧ ﴾