٣٠

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ} : نصب يوماً،

نزع حرف الصفة أي في يوم. وقيل : نصب بإضمار فعل،

أي : إذكروا واتقوا {يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضرا} : موفراً لم يبخس منه شيء. قراءة العامة بنصب الضاد على المفعول قد صدَّهم قوله : {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} : وقرأ عبيد عن عُمير محضراً بكسر الضاد يريد أن عمله يحضره الجنَّة يسرع به من الحضور أو الحضر.

{وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ} : جعل بعضهم خبراً في موضع النصب،

وأعمل فيها الوجود وجعل عملت صلة لها،

أي : ويجد عملها،

وجَعله بعضه خبراً مستأنفاً،

وحينئذ يجوز في {تَوَدُّ} الرفع،

والجزم،

دليل هذا التأويل : قراءة عبد اللّه {وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ} . {لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا} : بين النفس {وَبَيْنَهُ} : يعني بين السوء {أَمَدَا بَعِيدًا} : والأمد : الأجل والغاية التَّي ينتهي إليها. قال اللّه : {أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَدًا} ،

وقال : {فَطَالَ عَلَيْهِمُ امَدُ} .

قال النابغة :

ألا لمثلك أو من أنت سابقة

بسبق الجواد إذا إستويا على الأمد

قال السدي : أمداً بعيداً أي : مكان بعيد.

مقاتل : كما بين المشرق والمغرب.

قال الحسن : ليس أحدهم أن لا يلقى عمله أبداً ولا يوَدَّ لو أن يعلمه.

{وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ وَاللّه رَءُوفُ بِالْعِبَادِ} : أي بالمؤمنين منهم.

﴿ ٣٠