٥١

{إنّ اللّه ربّي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فلما أحس عيسى} : (...).

وقال أبو عبيد : عَرَفَ.

مقاتل : رأى نظر.

قرأه ضحّاك : هل تحس منهم من أحد. وقوله : {فَلَمَّآ أَحَسُّوا بَأْسَنَآ} .

{مِنْهُمُ الْكُفْرَ} : وأرادوا قتله استنصر عليهم وقال : {مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللّه} : قال السدي : كان بسبب ذكر أنّ عيسى (عليه السلام) لمّا (بعثه اللّه) إلى بني إسرائيل وأمره بالدعوة نفته بنو اسرائيل وأخرجوه،

فخرج هو وأمّه يسيحون في الأرض،

فنزل في قرية (على رجل فضافهم) وأحسن إليهم،

وكان كبير المدينة جبّار معتد. فجاء ذلك الرجل يوماً مُهتماً حزيناً،

فدخل منزله،

ومريم عند امرأته فقالت : ما شأن زوجك أراه كئيباً؟

قالت : لا تسأليني. قالت : أخبريني لعلّ اللّه يفرّج كربته. قالت : إنّ لنا ملكاً (يجعل على كل رجل يوماً يطعمه هو وجنوده ويسقيهم من الخمر). فإن لم يفعل عاقبهُ،

واليوم نوبتنا وليس لذلك (عندنا سعة). قالت : فقولي له لا تهتم،

فإنّي آمر إبني فيدعو له،

فيكفى ذلك. فقالت مريم لعيسى في ذلك. فقال عيسى : إنْ فعلت ذلك كان في ذلك شر،

قالت : لا تبال،

فإنه قد أحسن إلينا وأكرمنا.

قال عيسى : فقولي له إذا اقترب ذلك فأملأ قدورك وخوابيك،

ففعل ذلك. فدعا اللّه عيسى فحوّل القدر لحماً ومرقاً وخبزاً وما في الخوابي خمراً لم يرَ النّاس مثله قط. فلمّا جاء الملك أكل فلمّا شرب الخمر قال : من أين هذا الخمر؟

قال : من أرض كذا. قال الملك : فإنّ خمري أوتى بها من هذه الأرض وليست مثل هذه. قال : هي من أرض أُخرى،

فاختلط على الملك فشدد عليه. قال : أنا أخبرك،

عندي غلام لا يسأل اللّه شيئاً إلا أعطاهُ إيّاه. وإنّه دعا اللّه تعالى (فجعل الماء خمراً) وكان للملك ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل ذلك بأيّام. وكان أحبّ الخلق إليه. فقال : إنّ رجلاً دعا اللّه حتى جعل الماء خمراً لُيستجابنّ له حتى يُحيي ابني،

فدعا عيسى فكلّمهُ في ذلك. فقال عيسى : لا تفعل،

فإنه إن عاش كان شراً،

فقال الملك : لا أُبالي،

أليس أراه،

فلا أُبالي ما كان.

فقال عيسى : فإن أحييته تتركوني وأُمّي نذهب حيث نشاء. قال : نعم. فدعا اللّه فعاش الغلام. فلمّا رآه أهل مملكته قد عاش بادروا بالسلاح وقالوا : أكلنا هذا حتى إذا دنا موته يريد أن يستخلف علينا إبنه. فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا.

وذهب عيسى وأمّه فمرّا بالحواريين وهم يصطادون السمك. فقال عيسى : ما تصنعون؟

قالوا : نصطاد السمك. قال : أفلا (تمشون) حتى نصطاد النّاس؟

قالوا : كيف ذلك. قال : من أنصاري إلى اللّه؟

قالوا : ومن أنت؟

قال : أنا عيسى بن مريم عبد اللّه ورسوله. فآمنوا به وانطلقوا معه. فهم الحواريون وذلك

﴿ ٥١