٢٢{وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ النِّسَآءِ} وروى حنان عن الكلبي قال : كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وهو بمكّة، لم يكونوا يهوداً ولا نصارى، وكانوا على دين الأنبياء فأسلموا، فقال لهم أبو جهل : بئس القوم أنتم والوفد لقومكم. فردّوا عليه : {وما لنا لا نؤمن باللّه وماجاءنا من الحق}، فجعل اللّه سبحانه لهم ولمؤمني أهل الكتاب عبد اللّه بن سلام وأصحابه أجرين اثنين، فجعلوا يفخرون على أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وقالوا : نحن أفضل منكم لنا أجران ولكم أجر واحد، فأنزل اللّه سبحانه : {لِّئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} الآية. أخبرنا أبو عبد اللّه بن فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن مالك قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن سفيان، عن صالح، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (من كانت له أمة فعلّمها فأحسن تعليمها، وأدّبها فأحسن تأديبها، وأعتقها وتزوّجها فله أجران، وعبد أدّى حقّ اللّه وحقّ مواليه، ورجل من أهل الكتاب آمن بما جاء به موسى أو ما جاء به عيسى وما جاء به محمّد (صلى اللّه عليه وسلم) فله أجران). وقال قتادة : حسد أهل الكتاب المسلمين، فأنزل اللّه سبحانه هذه الآية. وقال مجاهد : قالت اليهود : يوشك أن يخرج منا نبيّ يقطع الأيدي والأرجل، فلمّا خرج من العرب كفروا، فأنزل اللّه سبحانه {لِّئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} أي ليعلم {} صلة {أن لا يقدرون} يعني أنّهم لا يقدرون، كقوله : {أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا} وأنشد الفرّاء : إنّي كفيتك ما تو ثق إنْ نجوت إلى الصباحْ وسلمت من عرض الجنو ن من الغدوّ إلى الرواحْ إن تهبطنّ بلاد قو مي يرتعون من الطلاحْ أي : إنّك تهبطن. {عَلَى شَىْءٍ مِّن فَضْلِ اللّه} الآية. أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثني أبو بكر بن خرجة قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال : حدّثنا الحسن بن السكن البغدادي، قال : حدّثنا أبو زيد النحوي، عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن عطيّة، عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (إن اللّه عزّ وجلّ قسّم الأجر وقسّم العمل، فقيل لليهود : اعملوا، فعملوا إلى نصف النهار، فقيل : لكم نصف قيراط. وقيل للنصارى : اعملوا، فعملوا من نصف النهار إلى العصر، فقيل : لكم قيراط. وقيل للمسلمين : اعملوا، فعملوا من صلاة العصر إلى غروب الشمس بقيراطين. فتكلّم اليهود والنصارى في ذلك، فأنزل اللّه سبحانه : {لِّئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّن فَضْلِ اللّه وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّه ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ). السدي عن عدي بن ثابت عن البراء قال : لقيت خالي ومعه الراية فقلت : أين تريد؟ فقال : أرسلني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) إلى رجل تزوج بامرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه أو أقتله. |
﴿ ٢٢ ﴾